السبت ٢٣ آذار (مارس) ٢٠١٩
بقلم عاطف أحمد الدرابسة

قناديلُ امرأةٍ .. مطفأة!‎

قلتُ لها:
لِمَ سرقَ ليلكِ
فرحةَ صباحي
فمات نهاري
وانطفأَ الوقتُ
كما ينطفئُ الشَّمعُ
من لفحةِ ريح!

قرأتُ ليلكِ
وسمعتُ صوتَ الجسدِ
وأصغيتُ إلى الحديثِ الذي
يختبئُ في تفاصيلِ الجسدِ
فتساقطتْ كلُّ أوراقِه
وتعرَّى أمامَ النَّظر
كأنَّه الشَّجر!

أيَّتُها المرأةُ التي تسكنُ
في الوقتِ
لِمَ غيَّركِ فرقُ الوقتِ؟
هل تسمعينَ سُعالَ الوقتِ
حين يكونُ سعالي؟
وحدَهُ الماءُ
يُخمِدُ ثورةَ سُعالي!

كان ضؤوكِ يفتحُ الأبوابَ
للهواءِ المختنقِ في صدري
وكان ليلكِ المسروقُ
من فرقِ الوقتِ
أو فرقِ العمرِ
يُغيِّرُ وجهَ صباحي
ما عادَ جسدكِ المجبولُ
بالحليبِ
والعسلِ
وعطرِ الليمونِ
والرُّمانِ
يستثيرُ عمري
أو يُشعلُ النيرانَ
في مواقدِ رياحي!

التمسي العذرَ لدمي
فكلُّ الطُرقِ لقلبكِ موصدةٌ
وكلُّ أزقةِ صدري
التي يجري بها دمي
يا حبيبةُ ضيِّقة!

أنا لا أُحبكِ كامرأةٍ
من لحمٍ ومن دمِ
أحببتُكِ كسرٍّ غامضٍ
يختبئُ في خلايا عقلي
وفي دمي!
لا تسألي كيف أو لماذا
المهمُّ أنِّي أَحبكِ هكذا
كالأسرارِ
أو كالأساطيرِ
أو كأعماقِ البحار ..

اسألي عن سرِّ حبِّي
خلايا الجسد
فهي تعملُ حين تبتسمين
وتهدأُ حين تنامين
كلَّ ليلةٍ تأتيني يدكِ
أُحسُّها على الجبين!

كلَّ ليلةٍ
أُحسُّ بعينيكِ تحرسني
ثمَّ تأخذني بين جفنيها
لأنام
فيتكشَّفُ ليَ اليقين!

كلَّ صباحٍ
تحملُ إليَّ الرِّياحُ
عطرَكِ
كأنَّه الحَمامُ ..
يأتيني بالرَّسائلِ هديلا
فأقرأُ ما خطَّهُ العطرُ
على المناديلِ
أقرؤها منديلاً منديلا
فيشعُّ الضُّوءُ في قناديلِ العمرِ
أحملها بين يديَّ والصَّدرِ
وأذهبُ إلى مآوي العاشقينَ
وأُهدي لكلِّ عاشقٍ
من رسائلِ عطركِ قنديلا!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى