خواطرٌ في ليلة حرب

أجلسُ في قلبِ عمّان ... والليلة َ لا تشغلُ عمّانُ قلبي.

أحاولُ منذ ساعاتٍ أن أستحدث طريقة ً لأصرخَ بها ما يُعِلُّ القلبَ ويملؤه، دون أن يسمع أحدٌ صراخي .. وما استطعت إلى ذلك سبيلا.

نسمة ٌ صيفية ٌ رائعة تداعب ستارة الغرفة .. تحركها ناحيتي ... ليتها لاتلمسني

أخاف أن تحترق بي ومعي

أبنائي الثلاثة ناموا .. قرأت لهم قصة ً وناموا ... يهنؤون في أسرّتهم ... يشدون الأحلام مع الملائكة

سأراهم في الصباح .. ويركضون إليّ لأقبـّلهم
ويبدأ نهارهم في لعب ... ويمضي في لعب ... وينتهي في لعب
وألبس أقنعتي ... وأبدأ التمثيل

أمان واطمئنان

بــيروتُ تـُقصــف ُ يــا عـرب

بيــروتُ تـُقصــف ُ يـــا نـاس

الأمـهـاتُ يـقـشـرن أطـفـالـهـن مـن أكـيـاس الـنـايـلـون ليـدفـنـوهـم

خلـدوا إلـى الـنـوم لنـحـكي نـحـن قـصـتـهـم لأبـنائـنا

لـن يـرونـهـم فـي الـصبـاح

صـبـاحـهـن بـلا قـُبَـل

ولا تـمـثـيـل فـي حـيـاتـهـن ولا أقـنـعـة

يـصـرخـن .... ويـصـرخـن ... ويـصـرخـن

ولايُـسـمع أحـد ٌ ... لاصـمـتـي في عـمّـان .. ولا صـراخـهـن فـي بـيـروت