الجمعة ٥ تموز (يوليو) ٢٠١٩
بقلم مادونا عسكر

دهشة القمر الظّميء

-1-
بالأمسِ
لمّا سافر إلى مآله
وانتهى
نما في لهيب الدّائرة
واختفى
خلف ستائر النّبوّة المنسيّة
بالأمسِ المشرفِ على أكمَة مجهولة
زرع في الدّهر دهراً ومضى
تبخّرَ
كما الأبصار عند خواتمها
كما الرّحيل عند حلول المجيء
لا يعلم الأنبياء أنّهم
قوافل النّور
المتمدّدة في رحاب الشّوك النّديّ
إلّا
عندما تهوي الكتب
وتذوي اللّغة
في إشراقة الهيام
-2-
إذا اشتعل القلب
تجلّت القصيدة
مقاماً متوقّداً
في فراغ الفراغ
ليس من شعرٍ في الأعماق الخامدة
والعقول المتيقّظة
الشّعرُ
اشتياق الله إلى همس القلب
-3-
تشبّث بدهشة قمرين
ينتحلان
عقيدة الجرح الرّحيم
يتلبّسان
حالة الوجد السّقيم
يثوران
كلّما
تراءت لهما
يدان مخمورتان
تباركان
عصير الكرمة المقدّسة
تلاعبان
أطفالاً لمّا يولدوا بعد
ليس في المقامات أعلى
من يدين
تشبّثان بدهشة قمرين
يستحضران القداسة القديمة
في ظلّ عتمة المدينة
-4-
لمّا كان للقديم
عينٌ
تعانق الشّفق والغسق
ارتوت الظّلال من شغف
الظّمأ الأعلى
الكلّ في حلمٍ
والعين ساهرة
الكلّ في ثبات القلق
حتّى يسكن إلى غفوة إلهيّة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى