الأحد ٤ آب (أغسطس) ٢٠١٩
الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد..
بقلم نايف عبوش

تمظهرات التغني بالديرة وأصالة الإنتماء

مع ان الاديب الدكتور حسين اليوسف الزويد ليس بحاجة للتغني بالديرة، ولا للبوح بجاه أهله الوافر والفخر بمكارمهم السخية. فهو من اعمدة القوم، وعلى درجة عالية من الثقافة، والمعرفة، بشقيها التراثي، والمعاصر، ويحمل شهادة عليا في اختصاصه المهني بالهندسة المدنية.

إلا أن تجليات النشأة ،والحنان إلى ديار الأهل، وألاجداد،بكل عمق جذورها الضاربة في الأصالة وعمق الإنتماء، ظلت هاجس وجد جياش، في مخيال الشاعر المبدع، وسيد الحرف الرشيق، الأديب الاريب، والشاعر الكبير الدكتور حسين اليوسف الزويد، الذي طالما ألفناه يترنم دوماً، بأصالة الذات،أهلاً، وربعا، وديرة، ومكانا، وانتماء.

ومن هنا ظلت الاشارة إلى علامات بعينها في ثنايا قريضه، دلالات واضحة، تعكس الوجد، والشوق،والحنان عنده، إلى مرابع الأهل،والربع، والديرة،كلما تألقت في قريحته النابضة بالابداع ، ومضة البوح بتلك المعاني الرفيعة.

وعندما شرفنا الأديب والشاعر الكبير الدكتور حسين اليوسف الزويد، والدكتور حمد الدخي،والكاتب فهد الدوخي، بمعية الشاعر الفحل ابو يعرب، بزيارة كريمة بتاريخ ٢ / ٨ / ٢٠١٩،مفعمة بالمودة الصادقة، حيث تجلت ملامح تلك الزيارة، بعد الترحيب الحار بمقدمهم الميمون، وتبادل التحية، بدردشة تراثية رائعة، لاسيما وأن الشيخ الدكتور حسين اليوسف الزويد بموسوعيته الشاملة، بما ورثه عن والده الشيخ يوسف الزويد، من مخزون تراثي زاخر، يعتبر مرجعاً تراثيا رصينا، في حين أن الدكتور حمد الدوخي،هو نموذج الإبداع في الشعر والأدب، موهبة، واختصاصا أكاديميا، بينما يجسد الكاتب فهد الدوخي أدب القص الريفي الخالص، بينما الشاعر الكبير ابو يعرب، هو من أعلام الأدب والثقافة . ولا شك أن قريحة الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد، لابد لها أن تتألق في مثل هكذا أجواء، ومن ثمّ فليس غريباً أن نجده، يجود بهذه الأبيات الرائعة في وصف اللقاء:

سيارتي مِنْ رُبى الشرقــاط ِ قاصـدةً
صوبَ الشمالِ تُناغي الأهلَ والنسبا
وقـد حَلَلْتُ بنـي العبـوشَ في لَـهَـفٍ
أكرِمْ بمنزلِهمْ واستذْكِـرِ العَـرَبَا
بنو الجبورِ سَمى بالعزِّ موكِـبُهُمْ
حيّـا أبا يعربٍ صِــدْقاً و مُحْتَسَبا

وبهذه الطللية الإبداعية المتميزة، يحاكي الشاعر الدكتور حسين اليوسف فطاحل الشعراء العرب الأوائل، الذين تغنوا بالدار، والأهل، والاطلال ، ليجسد وجدانيا، تجليات انتمائه الصادق للديرة،اهلا ومكانا، وربعا،إذ طالما ظل المكان في موروثنا الريفي، وبكل أبعاده، الحسية منها، والمادية ،من أبرز ملامح هوية وجود الكيان الاجتماعي للقوم.

وهكذا يظل الاديب الشاعر، الدكتور حسين اليوسف المحيميد الزويد بهذه السمة الابداعية، امينا لأصالة هوية تراث القبيلة، فاستحق بذلك أن ينعت بأمين تراث الديرة، بكل بجدارة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى