الأحد ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩
بقلم الحسان عشاق

صرخات المنسي

ينام ليصحو، ويصحو لينام،بين النوم والصحو تحدث له أشياء ليست بالسارة، متيبس على السرير، تقيح الهيكل، تعفن برائحة الوسادات والأغطية، تورمت الأوراك، توترت الأعصاب، تخمرت، على زهرة الرأس الذابلة تشيخ الأمنيات، تنشرخ الأحلام الوردية،المنمقة بآلاف الآهات،الأيام العصيبة تمر رتيبة محملة بالسام والقنوط، يجتر في مرارة الضجر النامي، نظرات ناضجة بالكراهية والحقد تلاحقه، كل يوم يموت واقفا وتندق مسامير في نعشه، دقيقة تلو دقيقة يشيع جنازته في الطوابير الطويلة،رامقا في حسرة قتلته ينعمون في ثياب ونياشين مسروجة من دمه الفوار، رجلا من عجينة أبو لهب، ونساء من طينة حمالة الحطب،على سحناتهم الهجينة المقنعة بالبلادة،يأتي وجع المراثي الدميمة،وفي عيونهم الرقيعة شراهة دنيئة لخشخشة الأوراق في الجيوب،أصوات غليظة مسربلة بالفظاظة والقبح تسكن شرايين وأوعية الإدارات،منذ رمن الحرب،وتلك صور كريهة لبلادنا الحبيبة،فكيف يعبر الشارع الطويل الموحل عندما توزعه المسافات والجهات، ويتخضب الحزن الرابض في مقلتيه ويسنده إلى واقع أمر من العلقم، ينهار سؤال العبور، سؤال الجرح في اللسان، وينسى أسباب الحضور، من قال أن الوطن بلد الكرم والضيافة، كلام معتوه،غير مسؤول، نحن لا نكون كرماء إلا مع الغرباء، أهل الدار مهملون أفظع الإهمال، منسيون في زحمة الحياة، ضائعون محتقرون بنارها المستعرة.

كل المكاتب، كل الشوارع، كل المقاهي تعرفه، ابن هده الأرض، خرج من صلبها، حاملا هيكل الوطن على صدره،الدماء وهبها راضيا،لتصبغ راية الوطن،حباله الصوتية لا تتغنى سوى بالنشيد،لم يعد يذكر متى ابتدأت رحلة العذاب الأولى، باحتا عن مصدر عيش، يلتمس فيه استقلالا ماديا ومعنويا، كان الحلم شجرة تخضر،تزهر، تمتد أغصانها لتحضن مصارين الحدود، وتستظل بظلالها المدن،مات الحلم واندثر، انه حلمه، عاش لأجله ومن اجله، كان دائما في المخيلة، يدغدغه ساعة الولادة، أمامه فوق الجبين يشع قمرا،قطرة ماء في عز الحر،ارتفع الحاجز كبيرا،عاما بعد عام،اسود، فاحم، شائك، مرعب، الحلم مات،لا لا لم يمت،هم اغتالوه، هم صلبوه على شرفة المخيلة،لأنه مواطن بدرجة مفعول به،حصان طروادة في مجالس الخطب والتهليل والإرجاف، وكرنفلات الانتخابات، جف ماء الحياة في شرايينه في الرحلة الأولى، سيزيف بليد تعذبه الشهادة الجامعية.

صوت لاعبي الورق يرتفع، يتداخل، يلين، يقسو، يحتج احد رواد المقهى على زميل له، اتهمه بالغش،يتبادلان السباب والكلمات النابية،فروج الأمهات،أديان الأمهات،آلهة الأرض والسماء،الأخوات العاهرات في الشقق الحمراء والنوادي الليلية،غسيل العائلتين يستحضر في حقارة،تشابكت الأيادي،انتصبت القامات،أسقطت الكراسي،تهشمت الزجاجات والكؤوس الفارغة والمليئة بالسائل الأسود، تناثرت أوراق اللعب، جحظت العيون، تطاير منها الشرر، امتدت الأيادي إلى قيعان الزجاجات المكسرة، شجار عنيف ودامي يلوح في الأفق،تدافعت الأجساد الخائفة نحو الباب، صاحب المقهى خرج عن صمته،يصرخ كالمعتوه، هشهم بعصاه الغليظة إلى الزقاق، الكلمات النابية تفرقع، تلعلع، تقرع المسامع نوافذ تفتح، أخرى تغلق، وجوه ناعسة فزعة، تتدلى من النوافذ المشرعة،تدخل بعض الرجال وفضوا النزاع، الهدوء يعود إلى المقهى،المذيع يبتسم، يقيئ نفاية أخبار قوم لا يعرف أن كانوا يأكلون بالميمنة أم بالميسرة،وان كانوا يدفنون موتاهم وقوفا أم قعودا، يتابع في إعياء صور الجوع والإبادات العرقية، انتفاضات الشوارع، حفلات الشاي التي لا تنتهي ولا تتأثر بغلاء الأسعار،حفلات التدشين ووضع الأحجار الأساسية، لبناء مشاريع الخير والنماء، هتاف، تصفيق، بارود وزغاريد، هز البطون ولعب بالمؤخرات غناء ساقط، ماجن، تتشدق بة أجساد ارتزاقية أثار النعمة بادية عليها، لماذا هي الدنيا تعطي دائما للجهلة والأغبياء، المذيع يبتسم، يمضغ الكلام المعلب، يمطط الكلمات، يرخمها، يغمض عينيه الصغيرتين باستمرار، يكره هذا الوجه بعنف، تسلق جماجم أبناء الوطن، دخل بيوتهم رغما عن أنوفهم مند ربع قرن، لماذا لا يترك الكرسي لوجه جديد تشم فيه رائحة التغير، ألا يسري عليه قانون التقاعد، أسئلة حرجة تمطرق دماغه بدون أجوبة، يبتسم ابتسامة باهتة دون معنى، يتحول الوجه إلى أخاديد، يهز حاجبيه يودع المشاهد الكريم، ويشكر له حسن انتباهه ويضرب له موعدا في الغد،كم هو واثق من نفسه عندما يتحدث عن الغد كأنه ملك يده،علق احد الرواد بسخرية لاذعة

- إلى الجحيم لا أريد أن أراك، ولدت ووجدتك أمامي، سأموت ويراك أحفادي سيعرفون أن الذي قلته في الماضي واليوم ستجتره حتما في الغد.

ابتسمت دوخله لسخرية الزبون الذكية، أفرش الجريدة لعينه، راقبها تنتقل بين الأيدي مند دخوله المقهى، اغلب رواد المقهى معطلون، شراء الجريدة يعني الحرمان من الالتقاء بالزملاء والثرثرة المكررة على مصير مظلم يغوصون فيه، عيناه تلتهم العناوين البارزة والأسماء المستعارة التي اكتسحت الجرائد...؟ الجرائد تتكلم لغة واحدة،غاب الذوق الصحفي وطغت الصنعة وأساليب الإثارة والتهويش، شده خبر مصرع عشرة شبان مغاربة في عرض البحر، حاولوا التسلل إلى مدن الخبز والحرية، والانعتاق من الحبل الذي يلتف بقوة حول الأعناق البريئة،تألم للنهاية المأساوية اشد الألم، صحيح البطالة اشد مظاظة على المعطل من وقع أنياب القرش.

ع.م.ل،تلكم آيات قلبه العليل،المثخن بالطعنات،الداخل إلى عمق الفاجعة من أوسع الأبواب، البطالة طاعون هذا الوطن، طاعون يولد في غرف التثاؤب ومحافل الشموع، ينمو حافيا في الأزقة، في المدارس والجامعات، يشيخ على دكاكين الإدارة،يصبح أغنية بائسة من أغنيات الرصيف، فاسقا، زنديقا، يعوى على أسرة النيام المصابة أذانهم بالصمم،رفع حمام رأسه،ارتشف من كوب الشاي بدون شهية،ارتطمت عيناه المتعبة بدعاية داعرة لمنتوج نسائي « هذه الفوطة تتركني دائما مرتاحة أحس بنشوفة وحيوية... انصح صديقاتي باستعمالها» لعنها في خياله، وتساؤل والتي ليس معها ثمن الفوطة بماذا تنصحيها يا شاطرة....؟أي زمن هذا الذي تحولت فيه القيم الروحية والأخلاقية لسلعة رخيصة في سوق النخاسة..؟.تضم شفتاها الصغيرتان في لون الفراولة، دون سابق إنذار، انزلقت إلى دهنه المتعب تقاسيم الفتات التي أحبها إلى حد الجنون وأحبته إلى حد العبادة، ولدا في نفس الحي، لعبا بجسديهما في الأزقة المعتمة وخلف الأبواب الموصدة، لفظتهما الجامعة بنتائج باهرة، كانا يجلسان ويضعان خططا لمستقبل جميل، وتعاهدا على أجمل يوم، ومضيا يغازلان زيف الحياة والواقع المر، ينشدان التغيير لهما ولذويهما، متحديان الظروف الصعبة التي لم يكن لهما دخل في صعوباتها، ساومها رجل من هواة التناسل، قاومت بشدة رغبة الآباء، استنجدت به عندما اشتد القوس وانطلق السهم، غريق تشبث بغريق، ظل لأيام سجين الجدران، أنياب الحزن تنهشه، نازفا في مرارة آخر خيط رفيع يشده إلى الحياة، ما قيمة الوجود والانتماء إلى وطن يعيش فيه برتبة شاهد عيان، كلمات تجثم على الجمجمة، تمطرقها، تفتتها، كلما انفرد لنفسه.

حشد، دخان،أصوات،وجوه مع الشمع والزفت، تموت مستسلمة بين عقارب الساعة، يعتريها الشحوب،لامست يده الراعشة صفحات الجريدة،كبر التألم للغرقى الذين لا يعفرهم،لكن يحس أن رابطا قويا يربطه بهم،شباب يهرب من براثن الموت البطيء ويختار الموت السريع،إذ استمر الهرب على هذه الوثيرة فان الوطن عاجلا أم آجلا سيتحول إلى دار للعجزة، صراخ لاعبي الورق يرتفع، رائحة الكيف والحشيش تخنق الجو خنقا، بعض الوجوه الميتة تنشق السقوط، آخرون يمررون كؤوس الخمر، صاحب المقهى لا يعترض على سلوكاتهم، لايهمه سوى الربح، كل شخص في هذا الوجود يمضغ همومه في صمت، يسكنها بطرق قاسية ومختلفة، انه قذر جيل كامل أن يغوص في اليأس المنطبق حتى ينال الحرية التي ينشدها أو يموت.

الجو بارد ورطب، يهيم دون اتجاه، مخلوق نزل لتوه من كوكب بعيد، يستعيد أصوات لاعبي الورق، قتل الوقت بهذه الطرق القبيحة صور بائسة للركوع والاستسلام، يلتهم كل الجهات وتلتهمه، شيوخ يتحرشون بفتيات صغيرات،سيارات تفتح، مطاردات على الطوار، نساء مقعيات على الكراسي الإسمنتية المتآكلة، حالمات بليلة عربدة حتى الصباح، ذكريات بعيدة تغزو دماغه، تنخره، تثقبه، استفاق على صوت زميل، يدعوه للجلوس ركز نطره عليه لهنيهات قليلة، وكاد أن يصرخ في وجهه،انه كره الجلوس، عشرون عاما يجلس بدون شغل، عشرون عاما من النقاشات العقيمة، عشرون عاما من التردد على مكاتب دبقة استفزازية، تجره من حبال الدموع،كره البلاطات المبطنة بالصقيع والصخب القدر، طرق أبوابها ألف مرة، مليون مرة، نام على عتباتها مدنس بالكبرياء وحب عميق لحقه في الوجود، كانت لغة الإقصاء والزبونية منقوشة على سحناتهم البالية،رجالا بسبعة وجوه وسبعة رؤوس، على استعداد لنزع أعواد ريشهم، بيع أمهاتهم مقابل حفنة أوراق، بسمة غجرية من أجساد مكتنزة، راكبات صهوة الفعل الهمجي،اعتذر وتركه مشدوها،وواصل تيهانه.....

دخل الحجرة متسللا،الشهادة الجامعية معلقة على الحائط، استقبلته بوجه عابس،مصفرة الجوانب، باض عليها الذباب، ونسج عليها العنكبوت شباكه، فكر في العنكبوت الذي يبني بيتا آية في الغرابة ليصطاد ذبابة،انه ليس اقل منه،لاحت أمامه صورة الأمس، كيف تحلقت حوله العائلة، يوم حصوله على الشهادة، الأم تكاد تطير من الفرحة، تزغرد بدون انقطاع، توزع الابتسامات وكؤوس الشاي والحلوى، التي تتفنن في صنعها على المهنئات، البيت تحول إلى محج للحي،عرس حقيقي، تنقصه المزامير والطبول، عرس الحي بكامله، ابن الحي، ابن جميع الأمهات،مضرب الأمثال في الاستقامة والتحصيل،كانت الأم لا تبخل عليه،لا ترفض له طلبا، دعواتها التي تثلج الصدر ترافقه حيث يمضي وحيث يكون، قالت له يوما وكان مزاحها رائقا "إن شاء الله ستصبح موظفا حكوميا كبيرا،وتشتري لنا بيتا جميلا..." تمر الأيام والسنوات، ملغمة، مكهربة، تمضغه طواحن تذاكر السفر، تبعثره طوابع البريد، تمص دماؤه شواهد السكن وعقود الازدياد، دخل المباريات القليلة المعروفة نتائجها مسبقا متمنيا حدوث معجزة، مزود بالزاد الوحيد الذي راكمه لسنوات كلها مثابرة واجتهاد، خرج منها ولكن ليس كما دخل، خرج حاملا فيروسات قاتلة، وكراهية تزداد كل يوم،لتلك الأجساد الثخينة التي تخشبت فوق كراسي لا تستحقها، أبدان مصابة بتجلط الأدمغة والبواسير،وقناعة أن الوظيفة في هذا الزمن العاهر زمن الزبونية والتزوير والرشوة ضرب من المستحيل للطبقات الكادحة، نظرات الأم صارت معاتبة،بهت بداخلها الحنان، كان يرجوها في خياله، ابتسمي أمي،رغم الحصار ابتسمي، ابتسمي،بسمتك تفكني من اسري،تنبث لي أجنحة من حرير،ابتسمي، بسمتك برد وسلام على البراكين الهائجة في صدري،ابتسمي يكفي ما أتجرعه من مرارة، كلمات الأب تحولت إلى متاريس،تجثم على عقله وقلبه،تشل تفكيره،كوابيس تلاحقه، قال له يوما: "اسمع لا بد أن تفعل شيئا إن اللحية لا تحمل اللحية إلا إلى القبر أتفهم...؟" نعم فهم، فهم أنه أصبح عالة على الجميع وعلى نفسه، فهم انه أصبح منسيا، منبوذا، مغضوبا عليه من جوازات السفر ونقط العبور،ودكان القرارات، فهم أن جسده فزاعة مصلوبة في حقول الانتظار المر،تابوت تضاجع فيه شهوات المتخمين،عظامه حطب ثمين لتدفئة فوهات بائعي الكلام في مهرجانات الانتخابات، حصان الحظ الرابح المراهن عليه في السباقات الهستيرية نحو القمة، لقد فهم كل هذه الأشياء،فهم أيضا انه إنسان مستهلك غير منتج، استثمار دويه فيه كان خطأ فادحا، لم يغضب منه، فالإنسان يعيش في زمن يحكمه قانون العرض والطلب، والأرصدة البنكية،بالمال تستطيع أن تشتري العالم إذا شئت،صدق حشاش الحي، امتدت اليد الراعشة إلى الأوراق القديمة تملكه الغيظ،حاصرته أسئلة حارقة حرجة، وانتابته رغبات محمومة، في أن يبكي ويصرخ بأعلى صوته حتى تتمزق الحبال الصوتية،وينفث الكلمات التي تجثم على الصدر مثل الركام، تقدم نحو المرآة، حلق ناشف، عينان تقطران دمعا، انزلقت الكلمة الأولى خافتة، فثانية، ووجد نفسي يهمس في المرآة، أزيلوا الشمع الأحمر المختوم على قضيتي، افتحوا مصارين الحدود، كما تفتح المطارات والموانئ للعب السمك والزرابي والطماطم، افتحوا مقابر الإدارات، اكنسوا الحشرات السامة التي تسكن أوعيتها وتمتص دماء الأبرياء....خذوا رأي فيما جرى وما يجري، وما سوف يجري، من يتكلم عني واقفا دون خوف في وزارة يقال مجازا أنها لحقوق الإنسان، من يكتب عين كلمة صدق دون خلفيات سياسية، من ينظم على شرفي أسبوعا تضامنيا، كما تنظم أسابيع سنوية للحصان، والدخان والضجيج، من يضمن ممارسة حقي الدستوري في الاعتصام والإضراب بلا حملات القمع وتكسير العظام، من يشتري بطاقتي الوطنية، أعضائي المتقيحة، أيها المرض بفقر الدم والنزيف الداخلي والخارجي وتعطل الأشلاء وموتها، هذه دمائي، عبوا منها ما شئتم، خذوا أعضائي كلها، أريد تمنا لها شفرة حلاقة، لأمزق البومات وجهي الذي لم يعد وجهي،ربما ابتسم الحق الذي ينام في مغاليق الدستور والكتب المقدسة، ربما رجعت يوما إلى أمي التي ماتت في صدرها الزغاريد ونخرته العلل والحسرات باسما، مستغفرا الرب من الكفر بالحياة وطقوس الأديان، تفاصيل حادثة الغرق تخترق الرأس المثقلة في صلابة، الشهادة الجامعية اللعينة تعبس، الكتب تنفث من تجاويفها روائح مغثية، مكشرة، صامتة، شامتة، الحموضة والنتانة تبصقها الأغطية والوسادات، ركبه الغضب، اسودت الدنيا في عينيه، الحجرة تضيق وتضيق، أحس بالاختناق، دموع حارقة تسد الحلق الناشف، اهتزت نفسيته اهتزازا عميقا، جر المكتبة الصغيرة التي أرخت لرحلة قاسية في دروب العلم والمعرفة، تناثرت الكتب مثل أوراق الشجر تلعب بها الريح، إني اتهم أميل زولا، الغريب ألبير كامو، رجال في الشمس غسان كنافي،الثلج يأتي من النافدة حنا مينه، شرق المتوسط عبد الرحمان منيف، صنع الله إبراهيم اللجنة، السرداق الذهبي يوكيو ميشيما، كتب مهلهلة، مجلات في علم النفس والقانون والسياسية والاقتصاد،دواوين شعر، طرفة ابن العبد، المتنبي، ابن الرومي، محمود درويش، البوم صور يحنط لحظات حرجة من تاريخ عمره، يقلبها بعصبية،ليس صاحب هذا الوجه، وهذه الضحكات الواثقة هي لإنسان من كوكب آخر، سحب الشهادة الجامعية المصلوبة على الحائط، قال لها في خياله، الآن أيها الصنم الورقي الذي ظللت اعبده بكل جوارحي،عبادة الكافر لصنم صنعه بيده، دقت ساعة اختفائك،ضربها على الأرض، خذي، طار الإطار، خذي، مضغها،خذي... جمع الكتب في كيس قديم، كل هذه الأشياء أوهام، أكاذيب، ويجب أن تموت الأكذوبة، حملها بصعوبة إلى أول مزبلة، العرق يغسله رغم الجو البارد والرطب، أضرم فيها النار، السرداق الذهبي تأكله السنة النيران المستعرة، يراقبها في صمت، رغبة عارمة تجذبه نحو اللهب تقدم إلى الإمام بخطو وئيد، وئيد جدا...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى