الأحد ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩
بقلم علي بدوان

من «لوبية» الى «بولاق الدكرور»

الكتاب (من لوبية الى بولاق الدكرور)، يُلخص مأساة النكبة الفلسطينية، وتداعياتها المتواصلة حتى الآن، والتي أصابت خلال السنوات الأخيرة لاجئي فلسطين في سوريا، وفي الصميم. كما تتطرق مادة الكتاب الى واقع بلدة لوبية قضاء طبريا من حيث تشكيلتها السكانية، من الحمائل والعائلات، والعادات والتقاليد، وتاريخ تلك البلدة في مقارعة سلطات الإنتداب، والحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، وصولاً لما تبلور بعد لجوء الغالبية الساحقة من ابناء البلدة الى دول الشتات، وتحديداً سوريا ولبنان بفعل النكبة عام 1948. بما في ذلك سيرة العم ابو سميح الصمادي باعتباره من معمري لوبية، ومن المتعلمين من ابناء البلدة، ومن الذين كان لهم دور فاعل في مخيم اليرموك، من حيث الحضور الإجتماعي والوطني.

الكتاب، انجزته ابنة العم أبو خليل، هدى محمود الصمادي، واصدرته دار صفحات بدمشق، ومن القطع الكبير، وبواقع 140 صفحة. وفيه أرشفة شبه شاملة لتاريخ بلدة لوبية قبل وبعد النكبة. لذلك يمكن اعتباره وثيقة تضاف الى سلسلة الكتب والوثائق التي أرّخت لفلسطين.

العم أبو سميح (محمود خليل صمادي) كان واحداً من أولئك الذين بقوا الى لحظات متأخرة داخل مخيم اليرموك وفي ساحة الريجي على وجه التحديد، التي تحوّلت لركامٍ فوق ركام بعد أن كانت ساحة عامرة بمحلاتها التجارية وسكانها من سوريين وفلسطينيين.

العم أبو سميح، أحد أعمدة مخيم اليرموك وضمائره الحية، هو شجرة وزيتونة وسنديانه عتيقة من زيتون وسنديان فلسطين، تحمل وجنتيه وجبهته تجاعيد خبرةٍ وحياةٍ وعراكٍ طويل، وتَرتَسِمُ عليها صورة الفلسطيني ورحلته منذ تراجيديا النكبة حتى الآن.

ومن العم أبو سميح تعلمنا معنى الوطنية، والمحبة والألفة، وتعرفنا أكثر فأكثر على وطن كاد أن يضيع أسمه فلسطين. ومنه تعملنا معنى ومبتغى أن نبقى هذه المرة، وأن لانكرر مأسينا، مستفيدين من تجربة تلك الأجيال الفلسطينية التي عاشت تجربة قبل وبعد النكبة، وذاقت مرارتها وعلقمها المرير.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى