الأربعاء ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٠
بقلم سلوى أبو مدين

ذاكرة الخريف

عشرون قاطرة مرت
وأنا انتظرك
يا أبي!

ولا زالت انتظرك
تحت هطول
الثلج الأسود
زهرة الياسمين
تتساقط

رتبت الفوضى التي
بداخلي
نفضت غبارها
بهرجت وجهي
لكنك لم تأتي

أبي!
شهقة العندليب
تحت نافذتي
ليلي مبلل
وغرفتي تكتب
ذكرياتها بالحبر
الأسود
لماذا تأخرت
في المجيء؟

جمعت أرقي
في زجاجة وألقيت
بها
في عرض البحر
قيل لي
أنك أتيت
في ثيابك البيض
ثم استدرت نحو الشمال
فُتحت أمامك مدرات
انتظرك!
مكاني يعجُ
بالعزلةِ

أبي
كلما أغمضت عيني
رسمتْ أمامي طريق
كثير التعريج
عابرون يهرعون
الخريف ترك
خاتمه بيدي
ورق أبيض
يتطاير

انتظرتك وحيدة
مع مظلتي المثقوبة

مرت الريح
أومأت لها
قالت لا تنتظري؟
عودي!

في قلبي غيم
كثير
حشود في رأسي
رائحة كائنات
تمضي نحو طريق
فوضوي

سرب سنونوات
سكون يتكسر

المقهى الذي
أخبرتك عنه
أتذكره
أعلى من غيمة
طاولته منديل
لدموع
فان غوخ

أنفاس الخريف
لم يمهلني
ينفخ رماده
على شموع
يدي

هدهدة الصقيع
قلبي غابات
السرو

لم تعد تنمو في
تربتي
شقائق النعمان
قميص السماء
مبلل بالدموع

وابل من النجوم
تمسح
عقارب الوقت .

فراغ فجأة
يمتلئ

أبي يا صاحب القلب
الأنيق
الأخضر كالربيع
اصطفاك التميز
شقيت الثقافة
إلى نصفين ماء ونار
حكاية ابتدأت
بالفتى مفتاح
حين حفرت في الصخر
بأظافرك
وخضت في معترك الحياة
فكانت وتلك الأيام
وحين أبحرت واجهت
الأمواج والأثباج
صادقت وعرفت هؤلاء
كتبت بفرح
واصدحي يا خواطري

انطفأ مصباحي
السادسة والنصف
صباحا
رحلت يا أبي
تركت وراءك
حرفك وظلك
وعبقك.

مرفأ:

حقق المعالة الصعبة ، حين انحنى الآخرون للريح لم ينحن هو ولم ينكسر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى