الأربعاء ٢٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم هند فايز أبوالعينين

أقصوصة : أنا ونفسي

ها هو ثانية ً ..

شعرتُ به ... ذلك الإحساسُ يسري تحت جلدي ...

أعلمُ أنه دخل الغرفة َ الآن ... لا لن ألتفت .. أعلمُ أنه موجود

"صباح الخير ..."

لا .. من المؤكد أنها ليست لي .. لن ألتفت.. سأنهي تصويرَ الأوراق ثم ألتفتُ وأعودُ في طريقي إلى المكتب.

"صباح النور .."

كما توقعت .. يحادثُ زميلا .. يبررُ تأخيرَه

يا إلهي ... وقع له حادث .. بقيتْ أربعُ ورقات .. سأصورُها لاحقاً

"صباح الخير .."

"صباح النور .. كيفِـك؟"

"الحمد لله .. حمد الله ع السلامة"

"الله يسلمك ... "

لا أستطيع الوقوف ....

يجب أن أمشي ....

يا إلهي ... إلى متى هذا الغباء المستحكم فيَّ ، أحادث العشرات كل يوم، لا بل أجادلُ إلى حدِّ المقت، وفي أكثر المواضيع حساسية، ولا يعلق نبضي في حلقي الا بكلمتين منه.

أرجو أن لا أكون شفافة ً كما تُشعرني عيناه بالشفافية. فهي تقرأني كالكتاب المفتوح.

المِرآة .. أين هي؟ ... وضعتـُها في الدرج ..... ها هي .. وجدُتها

يا ربي .... كما توقعت، وجهي متوردٌ وفاضح. وعيناي تلمع .

ليتني تكحلتُ هذا الصباح، لماذا نسيتُ الكحل؟

أنتِ لم تنسيه.... اعترفي... لقد القيتِ القلمَ بعيدا ً هذا الصباح، لحظة َ تخيلتِ أنه سيظنكِ تكحلتِ له. يا إلهي ما أشدّك غباءً، فأنت تخطين الكحلَ في عينيك منذ سنوات، فلماذا تبخلين عليه بمجرد الظنِّ أنه له؟

غبية ....

أنتظرته من بينهم حتى تصدّيه؟ تعدِّينهم الخسيس تلو الآخر ، تصدّين عنهم خلف أسوارك العالية، وتطلّين من أعلاها لتضحكي على زهورٍ تنفث عطورها لتجتذب.

إخدعي غيري بحيلة الأسوار هذه، فأنا العليمة بكِ .. حين لا يعلم غيري
كم ليلةٍ قضينا سوية بين دمعة وآه؟ ... كم مرة أكلتْ الغيرةُ الصفراء من ضلوعك؟

صحيح أنه ليس مثلهم .. فهو يحمل حزناً في عينيه أشعرُ به دون أن يحادثني به. وأعلم أني أستطيع أن أمحوه ، ولا أحد غيري.

أشعر كأن جزءا منه بقي فيّ عندما خُلقنا .. وهو دَيْنٌ له عندي.

لكني لا أستطيع أن أكونَ غير هذه. فماذا لو كان مثلـَهم ... من يسرقون الرحيقَ ثم يبحثون عن غيرِه؟

ماذا لو كان عالمَه مليءٌ بمثلي؟ ..

ثم ماذا لو كانت عيناه قرأت هذا الذي دارَ بيني وبينك، وعلمَ أني قررت أن أخفض أسواري له .. وظن أني أخفضها لكلِّ متذوق ِ رحيق؟

أهذا ما تريدين؟ ... كيف أغفر لكِ عندها

وإن وجدت فيكِ ما يشفعُ لكِ بالمغفرة ... فكيف سأنسى؟

لا أستطيع أن أسير اليه بكِ ... هذا لن يكون مني

فإما أن يسيرَ هو الطريقَ كلـَّه ... وإلا فأنت وأنا وليالي الآه الحزينة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى