السبت ٢٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٤
بقلم إدريس ولد القابلة

لقد فات الأوان ـ القسم الثاني والاخير

نجونا ولكن …

لصان من محترفي السرقة والسطو على المنازل، عزما اقتحام شقة بالحي الراقي.
…بعد جمع النقود وكل ما يبدو ذو قيمة هما بالخروج من الباب والتقيا وجها لوجه مع أصحاب الشقة.

بادر أحدها قائلا:

 هل أنتما صاحبا الشقة ؟ ربما قد أخبركما حارس العمارة

 لا…لا…لماذا ؟ ولكن من أنتما ؟

 أنا المفتش "ميري" لقد تم السطو على شقتكما، أدخلا لتعاينا ماذا فعل أولاد الكلاب …

ثم متوجها إلى حليفه:
 اذهب واحضر حارس العمارة حتى أستنطقه حالا وعليك كذلك الاتصال من السيارة بالمركز لبعث فرقة تحديد الهوية للتعرف على البصمات.

كان صديقه على وشك فضح الأمر لو لم يتجه على التو إلى السلم ليهبط بسرعة
يفسح "ميري" الطريق لصاحبي الشقة قائلا:

 تفضلا لكن لا تلما شيئا قبل رفع البصمات

يتبعهما إلى داخل الشقة، الأثاث مبعثر والملابس متناثرة في كل مكان، أدراج الدواليب فارغة مرمية على الأرض.

تصرخ الزوجة:

 إلهي …ما هذا ؟

يرد عليها «ميري"

 هذا لا شيء، عليك يا سيدتي معاينة غرفة النوم …

تهرول نحو الغرفة يتبعها الزوج، يستغل "ميري" الفرصة ويغادر الشقة.عندما وصل إلى أسفل الطابق سمع صوتا يناديه من الأعلى

 سيدي المفتش، سيدي المفتش …

يتوقف، يرفع رأسه ويقول:

 سأعود ،أنا ذاهب إلى السيارة للاتصال بالمركز…لا تلمسا شيئا

يواصل ويغادر العمارة ليختفي في زنقة على رأسها انتظره صديقه بالغنيمة.

يضحكان معا ثم يقول «ميري":

 المسكينان ، ينتظران طويلا …

يجيبه صديقه بعد أن اختفت علامات الضحك من على محياه،بجدية لم يسبق له أن كلمه بها:
 لقد كنا على وشك الوقوع، أليس هذه إشارة للتفكير في التوبة والعدول عن هذه الطريق التي لن يحمد عقباها آجلا أم عاجلا ؟

نهاية أم بداية

من وجه سعاد الجميلة الذابل تبرز عينان زرقاوان ذات النظرة الدرامية الثاقبة، يستدل عليه شعر ذو لون التبن في شهر غشت، رقيق أشقر أكثر من المعتاد، خصلات منه تتحرك في كل اتجاه.تردها إلى مكانها بحركة يدوية كمشط آلي ،وكلما قامت بهذه الحركة ينكشف بطنها المحلوق حديثا وجزء لا بأس به من نهدها المتراخي .

تحس بآلام غريبة حادة في بطنها، تزور الطبيب ويؤكد لها أنها حامل في شهرها الرابع، ثم يسألها عن علامات زرقاء –خضراء في أسفل بطنها

لقد صدمت ركن دولاب خشبي

لكنه لاحظ أن العلامات ليست لصدمة، أولا لكثرتها وثانيا لتباعدها فيما بينها.
أعاد فحصها فاضطر لمصارحتها أن الجنين لن ير النمو لأنه فقد الحياة في بطنها.

بدت على وجهها حسرة عميقة حادة صامتة، حاول الطبيب تكسيرها قائلا:

 يمكنك التخلص من الجنين حالا أو ترك الجسد يقوم بدوره الطبيعي ولفظه بعد أيام

تنظر إليه بتقزز ممزوج بغضب بارد مصرحة:

 سأحتفظ به لنسعى للخلاص معا.

تنظر إليه ثانية وتضيف:

 لقد عرفت أنني لم أصطدم بدولاب وهذا يكفيك

يجيبها:

مثل هذه الحوادث نادرة الوقوع جدا لأن الحامل تحافظ على بطنها أكثر من عينيها
تتلعثم قائلة:

 إن…إنها في …في الحقيقة علامات ضرب مبرح …صديقي لم يتحمل خبر حملي منه معتقدا أنني تعمدت ذلك لإرغامه على الزواج مني …فشرع في صفعي حتى أسقطني طريحة على الأرض وأمطرني لكما وركلا وذهب إلى حال سبيله بعد جمع كل حاجاته دون نبس كلمة …وبقيت طريحة الفراش ثمانية أيام في انتظار اتصاله بي والسؤال عن حالي لكن دون نتيجة وعرفت أن كل شيء انتهى بيننا …إنه مجرم …وغد…وحش…

لم تردف ولو دمعة واحدة، تكلمت ثابتة جادة بطريقة جافة دون اكثرات وحساسية.

بعد برهة تضيف:

 كنت أنصت إلى بطني وأتحسسه في كل لحظة دون أن أشعر أن الجنين لم يعد يتحرك …كنت أود الاحتفاظ به لأتذكر ابتسامة أبيه، لكن الآن أريد أن أقتل حبي مرتين.

تقوم بحركتها الغريبة لإعادة خصلات شعرها العاقة إلى مكانها.

يقول الطبيب:

 إن هذا الوغد لا يستحق أن يكون أبا، وفي هذه الحالة من الأضمن الانطلاق في حياة جديدة ونسيان ما مضى مع أخذ العبرة.

تبتسم ابتسامة تنم عن الحزن عوض الرضا، تهم بالخروج وتبدو شابة جذابة مغلوب على أمرها، مكسورة الجناح، متخلى عنها، امرأة أحبت لكنها خسرت، أم أجهضت، لا تفكر إلا في الخلاص .

خرجت تحمل في أحشائها علامات الموت: موت الحب، موت الأمل، موت الغد، موت حتى الرغبة في الحياة.

أهي نهاية البداية أم بداية النهاية ؟

المحاكمة

يقال أن الحكم على المخطئ لا يمكن أن يتكلف به أيا كان، إنه مهمة تسند لمن هو أهل لها. الذي يستطيع التمييز بين ما فيه الخير أكثر من الشر، وما فيه الشر أكثر مريب،ير، ما هو مؤدي إلى الصلاح وما هو مؤدي إلى الفساد.ومثل هذا الشخص لا يدين المتهم إلا إذا كان فعلا مذنبا بدون أدنى شك ولا ريب، والشك كما هو معروف لفائدة المتهم وليس العكس.إنه لا يدين إلا بإثبات الطبيعة الشيطانية للأفعال المدانة مع التيقن من غياب حسن النية أو ظروف الاضطرار للدفاع عن الخير بالقيام بما يعاقب عليه القانون البشري، ولا يحكم بالإدانة إلا بعد التيقن عين اليقين أن المغفرة والتخفيف والعفو والصفح لن يسبب فضيحة أكثر من العقوبة، لأن الحاكم الوحيد عن الأسباب والأفعال المترتبة عنها هو الواحد القهار.
فبني الإنسان يصعب عليهم تفهم عمق الروابط بين السبب والفعل .

هكذا كان المتهمون يتصورون القاضي وهم في طريقهم إلى المحكمة مكبلي الأيدي وسط عرمرم من الشرطة العلنية والسرية.

محكمة ....

تستمر هيئة المحكمة الموقرة وتبدأ الحاكمة.

قضية غريبة، إنها نازلة بلا أدلة ولا شهود ولا وقائع محددة.

الاتهامات مصاغة بصيغ ركيكة يعجز ممتهن الإدانة عن الدفاع عنها بالحجة والبرهان في حين أن العدل يتطلب الحقيقة وليس الأفكار المسبقة وتصفية الحسابات.

تلعثم الشهود وتناقضت أقوالهم لدرجة اقترابهم لشهود النفي منهم لشهود الإثبات.
المبكيات،المضحكات.المبكيات، وكوم من المحجوزات، أوراق ومنشورات وشرائط وصور تذكارية لحفلات ومناسبات.

المحجوز رقم…بعد المائة شريط فيديو يصور شارعا من شوارع المدينة في يوم من الأيام، وحسب صك الاتهام كان يوم اجتماع المشبوه فيهم ,

يأمر الرئيس بمشاهدة الشريط، وتبدو الصور ولقطات على الشاشة الصغيرة.
شارع ومجموعة من المارين، ملامح أشخاص لا تميز بوضوح .

ادعي وجود المتهمين هذا اليوم بعين المكان علما أنه تبث أن أغلبهم كانوا خارج المدينة آنذاك، بل بعضهم كان خارج البلد، وراء البحار أو في أماكن أخرى من المدينة على الأقل.

يستمر الجميع في رؤية الشاشة الصغيرة.مدخل عمارةشقة، سبعة طوابق وفي كل طابق أكثر من شقة، عدة مارين من الشارع يلجون العمارة .

فكيف يمكن ادعاء أن كل من مر بالشارع سيلج شقة من شقق العمارة، وبالذات الشقة المعلومة، تلك المشبوهة.

انتظر الجميع ظهور صور من داخل العمارة وبلوغ الشقة المشبوهة على الشاشة الصغيرة إلا أن الشريط انتهى وظل مقتصرا على تصوير لقطات من خارج العمارة ولا واحدة من الداخل.

…تذكر النيابة العامة الحاضرين بالتهم الرئيسية وعلى رأسها التفكير في عقد اجتماع، وأضافت في الأخيرة خاتمتها:

مادامت الأعمال بالنيات فالتهمة ثابتة.

يعقب الدفاع:إذن التهمة هي التفكير في مشروع عقد اجتماع للإجابة عن سؤال:ما العمل؟ وبالتالي يمكن استنتاج، بطريقة لا يخامرها فيها أدنى شك أن هناك سؤال مطروح أراد الأضناء الإجابة عليه ولذلك فكروا في عقد لقاء ولهذا السبب هم ماثلون اليوم أمام محكمتكم الموقرة.

فالمتهمون لم يفعلوا إلا طرح السؤال وأي سؤال:ما العمل ؟ومحاكمتكم على طرح السؤال، وأقل الحقيقة محاكمة قدرتهم على النطق لأنهم ليسوا بكما، وأقل ما يمكن أن يقال هو أن تصرفكم هذا مخالف للقوانين والمواثيق الفطرية والطبيعية القائمة منذ الأزل.

فكيف لهيئة المحكمة التي تتوفر على قدرة النطق وتستعملها أن تنكرها على سواها.هل هناك من عليه أن يكون ناطقا ومن عليه بالصمت ؟ودائما الصمت حتى يصير الصمت بكما.

 …بعد فترة من صمت مدقع يرفع الرئيس الجلسة للمداولة

وقيل أن الحكم لا محالة سيصدر اليوم قبل الغد لغرض في نفس يعقوب.

صدفة غريبة

برفقة أصدقائه كون مجموعة من أكثر من سنة، تعمل في تهريب السلع من الشمال لبيعها بالمدن الداخلية.

ومع مرور الأيام توطدت وضعيته ضمن المجموعة وأصبح ينهي ويأمر ويخطط
تواعد أفراد المجموعة على السطو على سيارة محاسب شركة مهمة يقوم بنقل الأموال آخر كل شهر لأداء أجور العمال والمستخدمين.

تحت توجيهاته تعد الخطة ويستعد الجميع جيدا للعملية.

في اليوم الموعود يستطيعون بكل سهولة في اللحظة المناسبة إيقاف السيارة وضرب المحاسب ومرافقيه لحد الإغماء والفرار بالغنيمة.

تمت العملية بنجاح، وأثار انتباه الجميع تشبث المحاسب بمحفظة النقود، المحفظة الدبلوماسية السوداء الكبيرة، غير مباليا بالخطر الحاذق به ولم يخف حتى على حياته رغم التهديدات وإشهار السلاح تحت أنفه، لم يتفهم أحد من المجموعة سر الأمر.

…ومع بداية التحقيق في النازلة تأكدت الشرطة أن العملية لم تكن ممكنة بدون توفير معلومات دقيقة، ومثل هذه المعلومات لا يمكن أن تصدر إلا من داخل الشركة بواسطة أحد مستخدميها، لذا أول ما شرع به المفتش المكلف بالقضية هو استنطاق مسؤولي وموظفي الشركة ومن ضمنهم المحاسب ضحية السطو والاعتداء .

…كشف البحث أن المحاسب يملك عدة شقق وأراضي ملكا خالصا، وبعد فحص ومراجعة الحسابات والنبش في الملفات والكنانيش تبين أنه على امتداد أكثر من عشر سنوات، كان يختلس أموال الشركة.

…يعتقل المحاسب وتوجه ضده تهمة الاختلاس والمشاركة في السطو على أجور العمال إبان نقلها إلى الشركة.

وعملية السطو هاته كانت أول عملية تقوم بها المجموعة وكانت سببا في انكشاف مختلس تستر أكثر من عقد من الزمن.

آنذاك فهمت المجموعة سر تشبث المحاسب بمحفظة النقود إلى حد تعريض حياته للخطر

تبسم رئيس المجموعة وقال:

 على صاحب الشركة أن يشكرنا على ما قمنا به من سطو، فهو أقل ضرر وأقل خسارة من عقد من الاختلاس، فالمحاسب لا محالة كان سيستمر في فعلته على امتداد مشواره الوظيفي، فمصائب قوم عند فوائد.

الجلسة الأولى

…تبدأ المحاكمة

القاعة ممتلئة عن آخر ها، يدخل المتهمان إلى حلبة الصراع، يجيلان نظرهما في أرجاء القاعة بخشوع مفتعل.

ماذا يمثلان بالنسبة لكل هذه العيون الموجهة نحوهما ؟

المجرمان ، الوغدان ، العاقان عن القانون وخدمة مصالح الوطن –الأب
كل الأنظار موجهة إليهما، ونظرهما موجه نحو كل العيون الحاضرة بالقاعة الممتلئة عن آخر ها.
ليست هناك أية نظرة داخل القاعة تنم عن الكراهية أو العداء، وإنما نظرات فضولية مطبوعة بمسحة من العطف والأسى.

يجد المتهم برفقة صديقه بقفص الاتهام جنبا لجنب.

يرتعد أحدهم ويصبره الآخر ضاغطا على يده من حين إلى آخر كأنهما وحدهما في القاعة، وبالفعل كانا وحيدين في القفص رغم امتلاء القاعة عن آخرها.

ينظر أحدهما للآخر إلى حد يعتقد فيه المرء أن نظر الواحد مكبل بنظر الآخر على غرار معصميها المكبلين بالأصفاد.

ألم يشتركا المحن ويقاسيا الأمرين ويتحملا الإهانات اليومية وخدش طبيعتهما الإنسانية، إلى حد الإحساس بعدم الجدوى بقائهما على قيد الحياة ؟

فهل هما في موقع يمكنهما من الدفاع عن أنفسهما بكل حرية؟

هل عليهما التقبل والتحمل في انتظار إعادة الكرة انتقانا من المجتمع الذي لم يوفر لهما مكانا تحت الشمس الدافئة ؟

دمعتان تنسبان من عيني أحدهما.

يفتح باب صغير الحجم ويدوي صوت مجلجل:

محكمة ...

يتقدم أناس بزي مطعم بجزء أخضر ويستقرون على كراسي طويلة المتكأ تحت لافتة مكتوب عليها:

( وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل. )

أناس مصدر كل خطر بالنسبة للقابعين بقفص الاتهام، لأنهم يهتمون بإثبات الإدانة أكثر من الاهتمام بالدوافع الحقيقية.

نظرات هؤلاء تلتقي بنظرات المتهمين، كخصمين على وشك بداية معركة غير متساوية الحظوظ نتيجتها معروفة مسبقا وقبل الأوان.

يسود صمت رهيب وتبدأ المحاكمة.

محاربة الأمية

قرية نائية تقع في رابية عالية، هادئة وصامتة متوجة بشجر الصنوبر الغض، لا تسمع فيها إلا هينمة الأغصان تتغير ألوانها من آن إلى آن في كفة الغروب
يجلس شيخ هرم بربوة والشمس مائلة إلى الغروب تتدانى رويدا رويدا من الأفق أمام غيوم مختلفة الأشكال ذات ألوان برتقالية وحمراء، ينظر إلى الشمس تهوى مغلوبة عن أمرها وراء الجبل، مال ميزان النهار وغشي السواد الشفق، تسقط العتمة على مهل وبدأ الظلام يغمد الأرجاء.

الشيخ يفكر، يريد أن يكون مواطنا صالحا ليحس بنفسه مساهما من بين المساهمين في صرح نهضة البلاد وهيكلة مجدها وإرساء عظمتها.
فكيف يتأتى له ذلك وهو أمي لا يجيد القراءة ولا يعرف الكتابة، عليه إذن التعلم ومحاربة أميته.

صباح يوم الغد يسجل نفسه ضمن لائحة الراغبين في محاربة الأمية، ويجد نفسه بين رجال من مختلف الأعمار، مسنين وكهولا وشبابا من القرية ومن الدواوير المجاورة، لا يحضرون بانتظام ما عدا القليل منهم لمتابعة الدروس في كوخ يقوم بالقرب من المسجد.

الشيخ أكبرهم سنا، كان فخورا بين أقرانه وأبنائه وأحفاده وهو يواظب على دروس محو الأمية رغم أن مواظبته تسبب له إنهاكا من جراء المجهود الذهني علاوة على التعب للسعي وراء قوته اليومي طيلة النهار، إلا أن ذلك كان يجعله يباهي به سكان القرية .

كان الشيخ يجلس على المقعد ساعة أو ساعتين ينصت باهتمام مبالغ فيه إلى درجة التقديس، ينتبه للمعلم وهو يبين للمنصتين شكل الحروف الهجائية يناولهم كتابا ثم يمر عليهم جميعا الواحد بعد الآخر، يعلمهم رسم الحروف وكيفية النطق بها.

بعد مدة يتساءل الشيخ بتحسر:

 متى أستطيع أن أقرأ وأكتب وأفك الخط؟

أقبل الشيخ على تعلم القراءة والكتابة إقبالا عنيفا لم يعرف له مثيل بين قرنائه.
كان يطبق ما يتعلمه في عمله في بيته، فتخصه،قة، وفي السوق، في الجد والهزل، حيث كان ينطق بكلمات «دارجة» كأنها فصحى، لا سيما تنوي آخرها، وعندما ينال منه التعب ينزوي ويتناول عودا فيكتب به على الأرض ويكرر في غير ملل رغم صعوبة الكتابة في تلك الوضعية.يستدعيه القائد لتسليمه مراسلة مضمونة تخصه، ويطلب منه أن يبصم بإبهامه تأكيدا لتوصله بالرسالة، فيقول له الشيخ غاضبا:

 لم أعد أميا، إنني أعرف كتابة اسمي وأجيد التوقيع فكيف أبصم ؟

يجيبه القائد:

 لا…لا…عليك أن تبصم لأنك مازلت في طور محاربة الأمية، وعندما تحاربها آنذاك يمكنك أن توقع عوض البصم .

بعد صمت يقول الشيخ مغمغما:

 تبدو أن أميتك أدهى وأمر من أميتي …أميتي لها الدواء ، أما أميتك فلا دواء لها »

يتوجه إليه القائد قائلا:

يجيبه:غمغم، لا أسمع ما تقول ؟

يجيبه :

 لم أقل شيئا، تريدني أن أظل أميا فليكن لك ما تريد،
هاتي الدفتر لأبصم عليه

…بعد البصمة وعلى حين غرة مسك الشيخ بقلم وكتب اسمه تحت العلامة الحمراء الطرية.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى