الأربعاء ٢ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم أشرف شهاب

الثالثة للمحمول فى مصر.. هل تلتزم بقواعد اللعبة؟

على عكس ما كان متوقعا، فاجأت شركة اتصالات مصر (المشغل الثالث لشبكة التليفونات المحمولة) المراقبين لقطاع الاتصالات بتركيز خطابها الإعلامى على مجموعات محدودة من الشعب المصرى. الأمر الذى أثار تساؤلات قطاعات عديدة من الجمهور حول مدى مصداقية الشركة، ورغبتها فى المنافسة عبر فتح أسواق جديدة.

وبعد شهور طويلة من التجهيز، وتكرار طلبات تأجيل بدء الخدمة، أعلنت الشركة مؤخرا أنها ستبدأ نشاطها عبر حملة إعلانية ضخمة فى كبريات الصحف القومية. وبدلا من التوجه نحو الأغلبية العظمى من الشعب المصرى، ركزت الشركة فى حملتها الترويجية لحجز الأرقام على مستخدمى شبكة الإنترنت، الذين لا يتجاوز عددهم 6.48 مليون مستخدم حتى نهاية فبراير الماضى، (أى بنسبة 8.88% فقط من السكان) حسب التقرير الذى أصدرته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الشهر الماضى بشأن موقف الخطة القومية للاتصالات والمعلومات.

كما أكدت الشركة خطابها المنحاز لمجموعات محدودة من المستخدمين من خلال حملتها لحجز الأرقام عبر شبكة الإنترنت، مع ترغيبهم فى حجز الأرقام التى توافق أعياد ميلادهم!!!! أو أرقام سياراتهم!!! والغريب أن عملية حجز الأرقام عن طريق شبكة الإنترنت تتطلب حيازة الراغبين فى حجز أرقام جديدة على تليفونات محمولة حتى يتم إرسال رسالة تأكيد لهم بحجز الرقم المطلوب، والاحتفاظ بالرسالة لإظهارها عند التعاقد على شراء الخطوط الجديدة لإثبات أحقيتهم فى الرقم المختار!!!. وهو الأمر الذى يثير الكثير من علامات الاستفهام حول جدية الشركة الجديدة فى المنافسة، وتقديم خدمات ذات جودة عالية، ومناسبة لجميع قطاعات الشعب المصرى. فالتركيز على مستخدمى الإنترنت فقط، وعلى أرقام السيارات، وعلى المالكين لتليفونات محمولة مسبقا يشير إلى وجود نوع من الضبابية، ونقص الدراسات الخاصة بالسوق والجمهور المستهدف. وبدلا من التوجه نحو الغالبية العظمى من المواطنين (حوالى 70 مليون مواطن غير مستخدم للإنترنت)، أو التوجه لمن لا يمتلكون أجهزة محمول (حوالى 55 مليون مصرى)، حتى يتم توسيع السوق القائمة بالفعل، توجهت الشركة نحو مجموعة قليلة جدا من مستخدمى الإنترنت معظمهم يمتلك بالفعل أجهزة تليفون محمول.

ويرى البعض أن الشركة الثالثة لا تستهدف على الأقل فى الوقت الحالى فتح أسواق جديدة، وإنما تستهدف اجتذاب عملاء الشركتين الحاليتين الراغبين فى التمتع خدمات الجيل الثالث. إلا أن هذه الفكرة تحفها العديد من المخاطر خصوصا بعد إعلان شركة فودافون عن عزمها تقديم خدمات الجيل الثالث فى 21 مايو الحالى. وهكذا تجاهلت إدارة الشركة الثالثة ملايين المستخدمين الجدد، الذين تشككوا فى التزام الشركة بتقديم الخدمة فى موعدها الأخير خصوصا وأنها لم تطرح خطوطها للبيع حتى أول أمس الاثنين.

عندما رحبنا مبدئيا بوجود مشغل ثالث للتليفون المحمول، كانت رؤيتنا تستند إلى قاعدة توسيع السوق، ونشر الخدمة بين ملايين السكان المحرومين من خدمات الاتصالات. وهو الهدف الذى بدأت وزارة الاتصالات مؤخرا فى تطبيقه عبر الجهاز القومى للاتصالات وبالتعاون مع شركات تليفونات الخدمة العامة. إلا المؤشرات التى ظهرت فى أسلوب إدارة الشبكة الثالثة، ستجعلنا نعيد النظر فى توقعاتنا بشأن قدرتها على خوض غمار المنافسة، أو على الأقل فى مدى تفهمها والتزامها بقواعد اللعبة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى