الأحد ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم سليمان نزال

ماذا تقول في الأسى ؟

تمرُّ الساعاتُ جرحى في أيامنا

و الريحُ مثل الشظايا في دمانا

مبعثرة على الأزمان ْ

مأسورة في الكمائن

مُطاردة في المخيم..

ممنوعة عن الأغصانْ

مُحاصرة..مُحاصرة

من أجل حفنة الأشواك ِ

تقطعُ عنقَ الجنائن ؟

ليس الظلامُ قديسا

و ما كان القهر كاهن ْ!

فاقصفوا الهواء بصدر اللاجئين

كي ترجعَ الهيبةُ في لظى نيرانْ

و تكبر لحيةُ الخيبات ِ في الحارات

و عين الصقر تبقى بلا أجفان

لا ليس هذا السيف سيفي و غمده

لا ليس هذا الطير سعدي ..وعده

لا ليس هذا الدرب لي..أو قلبي

لا ليس هذا لبنان...

فاجمعونا من جرحنا..على عواصم!

و اجمعونا من صبرنا على ملاحم

أزراً تنطقُ النبضات ُ

نخيلاً تُطلقُ الرؤى

ترتقي النجومُ من قدسنا صلوات ْ

هنا صيحات السنديان.

لا ليس هذا لبنان..

قد وحَّدتنا في الضلوع "تموزنا "

و هي لنا رماحنا..

و من كان في قلب الجموحِ..لا يُهان

"لنا لبناننا و لكم لبنانكم"

ماذا تقول في الأسى يا " جبران" ؟

تمرُّ الرصاصاتُ "شقيقة" في جرحنا

يا رصاصات "صهيون" ..

يا خطةً محمولةً على ظهر فتنة ٍ

هل ناقة الغزوات ِفي أمانْ ؟

يا شارع العجز كيف التقيتَ

مع الصديق في مرمى نيران ؟

و النزفُ مثل أجنحة ٍ

في طيرها يلمعُ حتى الخذلانْ

يا شارع الخوف كيف انتهيتَ

مع الخريفِ في صدى ألوان؟

إن هذا النهر صوتي في وريدي

إن هذا المُهر يركضُ في نشيدي

 هل تقصف الأحلامُ كي تُعدّل الحدود

و تنبشُ بفصلِ الهيمنةِ قبورَ جدودي؟-

و يأتي الدمُ مطعونا

من ذاكرة

و يأتي الحزنُ أسرابا

من خاصرة..

تمر الذكرياتُ صهيلا في الجبين

يا خيمة الشحوب

لماذا تتعبي هذه الخطى...في مغامرة؟

قد كفانا .. و اسم البدايات أخضر..

قد كفانا..

كلما تبدل "راحيل" فستانها

صنعت و من جلودنا أثوابها

و الصدر من نسجهم أصفر..أصفر

قد كفانا و اسم البدايات يأتي

ماذا أدعوك..نهر البارد؟

"جبالبا..جنين..الشاطىء..الرافدين..الشموخ

بلاطة..عين الحلوة.. غزة ,خانيونس..رفح..قباطيا ..رام الله

القدس..الشجاعبة..الرشيدية..برج الشمالي..الوحدات.عسكر

نابلس..كل المخيمات..البلاد الصمود.. الصمود..المهجر..

ماذا أدعوك في صرختي..

و كم تل الزعتر في تل الزعتر "

إنما شجر الشتات مع الطيفِ يكبر

إنما شجر الرجوع مع الغيمِ يكبر

إن كنا الزفرات ..في أمواجها

صاخبة تبقى هي.. لا تراهنْ

و هي التي تغدو في بحورنا

شراعات المنى..

مناديل الندى .. كل السفائنْ

فاحفظوا قاموس الزنود عن ردونا

إنَّ الليلَ..لو طالَ خائنْ

إن الليلَ .. لو جارَ خائن.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى