السبت ١٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم بيانكا ماضية

هكذا يجزى الشعراء

منذ فترة كتبت مقالاً في هذه الزاوية عن الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة أشرت فيه إلى أن المرض قد أقعدها في السرير لسنوات ، تصارع فيها روحها الانهيار النفسي والجسدي وفقدان الذاكرة .. وهي الآن ترقد في القاهرة بعد أن غطت ووطنها في غيبوبة إنسانية ، ولعل الغيبوبة الإعلامية التي تعيشها اليوم لهي أقسى من غيبوبة الذاكرة ... وفي الأمس نشرت المقال نفسه في جريدة الراية القطرية وفي صحيفة العالمية الصادرة في أمريكا ...

وأفاجأ بعد نشر المقال بجريدة الراية وجريدة العالمية بإرسال موقع المعهد العربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية رسالة لي عبر البريد الإلكتروني يعلموني فيها بالرابط الذي يشير إلى مقال جديد عن نازك الملائكة كتبه رئيس تحرير موقع عراقيات ... ضغطت على الرابط ، وإذ المفاجأة أن هناك ردوداً كثيرة ورسائل عديدة أرسلت إلى موقع المعهد يطلب فيها أصحابها عنوان الشاعرة نازك الملائكة ليقدموا لها المساعدة المالية والمعنوية ، وقد أشار رئيس التحرير في مقاله الذي كان بعنوان ( السلام على علم من العراق سيهوى ) إلى أن قليلاً من عوائد النفط قد ينقذ نازك المبدعة ، فأثرياء العراق اليوم أثرياء حرب ، يبنون مدن الغير ويتركون مدن العراق خراباً ، دخلوا قائمة أثرياء العالم وشرفهم يهوى كل يوم في مدن الوحشة ... مؤكداً أنه لم يبق من العراق إلا أعلامه وهم في الغربة ينتشرون .. صامدون .. متعبون .. مغيّبون .

وقد أهاب بمحبي هذه الشاعرة مد يد المساعدة لها لإنقاذها من محنتها فهي صوت العراق العروبي الأبي الذي تغنى بأمجاده يوم كان العراق في قلب العروبة ..

سررت كثيراً بما جاء عن الرسائل التي تطلب عنوان الشاعرة للوصول إليها ومساعدتها ، وأكاد أجزم أن أهل المروءة والنخوة مازال منهم الكثيرون بين ظهرانينا ، وإلا لما طلبوا العنوان بعد سماعهم نداء الإغاثة ...

إن شعراءنا العرب هم الذين حملوا قضايا الأمة على أكتافهم وهم ذاكرة هذه الأمة التي حفظت تراثها وأمجادها في سطور أشعارهم ، وعلينا إن داهمت أحدهم المصائب والمحن ألا نقف مكتوفي الأيدي وخاصة ممن يمتلكون ( العدة والعتاد) لمواجهة حروب الأمراض التي يقع فريستها شعراؤنا الكبار ...

نتمنى لشاعرتنا الكبيرة نازك الملائكة أن يمدها الله تعالى برحمته ، ونتقدم بالشكر الجزيل لهؤلاء الذين مدوا أيديهم لإغاثتها لأنه هكذا يجزى الشعراء بمحبتنا وعوننا لهم ، لا بطردهم من جمهورية ذاكرتنا...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى