جمال الجزيري

كاتب قصة قصيرة وناقد ومترجم

إرسال مشاركة

مأتم

١ أيار (مايو) ٢٠٠٦، بقلم جمال الجزيري

العيون المجهدة العائدة من الحقول تترك نظراتها المثقلة تلقي بنفسها على أعتاب البيوت. وبالرغم من أن الرموش تكاد تنطبق على بعضها – ربما تريد أن تظل هكذا للأبد – إلا أنها تنفتح فجأة عندما تصل إلى (الرهبة) فلقد رصت دكك ما أنزل بها أحد مراتب أو (فراشيات).وتجمع عليها من وصل من الحقول بوجوه بائسة يلبد فيها الوجوم،سيستغرب الداخل، فلا اليوم يوم فرح في أحد البيوت، كما أن عادة الزواج تبدو أنها تحتضر في ذلك الوقت. لا شئ يستدعى التجمع الكثيف بهذا الشكل المنظم، كل ما يمكنك أن تراه في الأوقات العادية أن تجد رجلا سحب دكة من منضرته ووضعها أمام البيت في هذا الحر ليفضفض لجاره أو يسحبان أنفاس الشيشة معا وربما قدم ضيف فيجلسون يتناقلون الأخبار أو الهموم حتى تبدأ الأفواه في التثاؤب فيلملم كل منهم أطراف جلبابه و يمسي بالخير علي الآخر داعيا له براحة بال لا تأتي، و ربما يسحبون الراديو من البيت ويفتحونه بجوارهم ليسمعوا نشرة الأخبار من إذاعة مونت كارلو أو صوت أميركا.


الأعلى