الأربعاء ٢٥ آذار (مارس) ٢٠٢٠
بقلم مريم علي جبة

عز الدين جلاوجي رمز من رموز الثقافة، والأدب العربي

عزالدين جلاوجي أستاذ محاضر بجامعة العلامة محمد البشير الإبراهيمي بمدينة برج بوعريريج، دكتوراه أدب حديث ومعاصر، مهتم بالمسرح إبداعا ونقدا وتدريسا إضافة إلى تدريس مقاييس نظرية الرواية، والسرد العربي.
بدأ نشاطه الأدبي في سن مبكرة، ونشر أعماله الأولى في الثمانينيات عبر الصحف الوطنية والعربية، صدرت له مجموعته القصصية الأولى سنة 1994 بعنوان «لمن تهتف الحناجر؟».

له حضور قوي في المشهد الثقافي والإبداعي، حاصل على دكتوراه العلوم من جامعة قسنطينة، يشتغل أستاذا محاضرا، يعمل على أن يؤسس لنفسه عالمه الخاص من خلال جملة من المعالم أهمها: الاشتغال على التجريب، وعلى اللغة التي تشكل للكاتب هاجسا كبيرا، واستحضار الموروث، والتنوع في الأشكال التعبيرية، حيث ظل الأديب يحلق في عوالم مختلف ومتنوعة، كالنقد والقصة والمسرح والرواية والشعر وأدب الأطفال، والإيمان برسالة الأدب المنحصرة في ثلاثية الخير والحب والجمال، قدمت عن أعماله وطنيا وعربيا مئات المقالات والبحوث والدراسات الأكاديمية منها 25 رسالة دكتوراه، واختيرت نصوصه في برامج التعليم بالجزائر، وأجريت معه وطنيا وعالميا عشرات المقابلات الإعلامية.

أسس مع ثلة من الأدباء سنة 1990 رابطة إبداع الثقافية الوطنية، واختير عضوا في الأمانة الوطنية لاتحاد الكتاب الجزائريين سنة 2003، وأسس مع ثلة من الأدباء والأكاديميين جمعية ثقافية وطنية باسم "رابطة أهل القلم" سنة 2001، وظل رئيسا لها منذ ذلك الوقت إيمانا منه بأن النضال الثقافي ضروري للنهوض بالأمة ولحمايتها من الاندثار والذوبان والعدمية.
له حضور قوي في المشهد الثقافي الوطني والعربي، أسس وأشرف وشارك في عشرات من الندوات والملتقيات داخل الوطن وخارجه، نشر عشرات البحوث المحكمة في مجلات وطنية وعربية، وأجريت معه عشرات الحوارات في كثير من المنابر الإعلامية في الجزائر والوطن العربي وخارجهما.

قدمت عن أعماله مئات الدراسات والرسائل الجامعية وطنيا وعربيا، منها أكثر من 30 رسالة دكتوراه وماجستير في الجزائر خاصة، وفي بلدان عربية عديدة، وأيضا في فرنسا إسبانيا إيران تركيا ومصر، منها: استراتيجية التناص في رواية سرادق الحلم والفجيعة، البنية الاستعارية في رواية حوبة ورحلة البحث عن المهدي المنتظر، البنية الزمكانية في رواية الرماد الذي غسل الماء، النص المسرحي للأطفال في الجزائر دراسة في البناء الفكري والتربوي لمسرحيات عزالدين جلاوجي، سيميائية النص الموازي في المسرح الجزائري الحديث مسرحيات عزالدين جلاوجي أنموذجا، بلاغة التقابل في روايات جلاوجي، بنية الخطاب السردي في رواية حوبة ورحلة البحث عن المهدي المنتظر لعزالدين جلاوجي، تأويل الخطاب الديني في رواية العشق المقدنس، تجليات الشعرية في الرواية الجزائرية روايات عزالدين جلاوجي أنموذجا، جماليات تلقي الرواية الجزائرية رواية سرادق الحلم والفجيعة أنموذجا، حركية النمودج العاملي واستراتيجيته في الخطاب الروائي رواية حائط المبكى لعزالدين جلاوجي أنموذجا، خطاب الوعي التاريخي في رواية حوبة ورحلة البحث عن المهدي المنتظر، سيكولوجية الشخصية في مسرح الطفل بالجزائر، مسرحيات عزالدين جلاوجي أنموذجا، سيميائية العنوان في روايات عزالدين جلاوجي، شعرية التناص في روايات عزالدين، شعرية السرد في روايات عزالدين جلاوجي، صورة الأرض في روايات عزالدين جلاوجي، مسرح الطفل في الجزائر مسرحيات عزالدين جلاوجي أنموذجا، الرؤية والبناء في روايات عزالدين جلاوجي، الصورة الفنية في سرديات عزالدين جلاوجي، المركز والهامش في روايات عزالدين جلاوجي، تجليات الشعرية في روايات عزالدي جلاوجي، معالم تجربة عزالدين جلاوجي في الكتابة المسرحية، إلخ....

يعمل على أن يؤسس لنفسه مشرعه الإبداعي الخاص من خلال جملة من المعالم أهمها: الاشتغال على التجريب، وعلى اللغة التي تشكل للكاتب هاجسا كبيرا، استحضار الموروث، التنوع في الأشكال التعبيرية، حيث ظل الأديب يحلق في عوالم مختلفة ومتنوعة، كالنقد والقصة والمسرح والرواية والشعر وأدب الأطفال، الإيمان القوي برسالة الأدب المنحصرة في ثلاثية الخير والحب والجمال.
عمل على التأسيس لشكل جديد في الكتابة الإبداعية مصطلحا وتنظيرا ونصوصا، أطلق عليه "المسردية" كلمة منحوتة من المسرحية والسرد، وفيها أعاد كتابة النص المسرحي بطعم السرد، كما أسس لـ "مسرح اللحظة/ مسرحيات قصيرة جدا"، إيمانا منه أن الأدب العربي يجب أن يكون خالقا مبدعا فعالا لينتقل من مرحلة التقليد وردود الأفعال.
له أكثر من أربعين كتابا في فنون أدبية مختلفة:

الرواية: سرادق الحلم والفجيعة، الفراشات والغيلان، راس المحنه 1+1=0، الرماد الذي غسل الماء، حوبه ورحلة البحث عن المهدي المنتظر، العشق المقدنس، حائط المبكى، الحب ليلا في حضرة الأعور الدجال.

القصة: لمن تهتف الحناجر؟ صهيل الحيرة، رحلة البنات إلى النار
المسردية: البحث عن الشمس، الفجاج الشائكة، النخلة وسلطان المدينة، أحلام الغول الكبير، هستيريا الدم، غنائية الحب والدم، حب بين الصخور، مملكة الغراب، الأقنعة المثقوبة، رحلة فداء، ملح وفرات، في قفص الاتهام، مسرح اللحظة، مسرديات قصيرة جدا.

لافتات شعرية: مسدسي

مسرحيات الأطفال: الثور المغدور 10 مسرحيات للأطفال، غصن الزيتون 10 مسرحيات للأطفال، الليث والحمار 10 مسرحيات للأطفال، محتال طماع 10 مسرحيات للأطفال.

قصص للأطفال: عقد الجمان 3 قصص للأطفال، السلسلة الذهبية 3 قصص للأطفال
الدراسة النقدية: النص المسرحي في الأدب الجزائري، شطحات في عرس عازف الناي، الأمثال الشعبية الجزائرية، المسرحية الشعرية المغاربية، تيمة العنف بين المرجعية والحضور في المسرحية الشعرية المغاربية، أقانيم العنف في المسرحية الشعرية المغاربية، قبسات سردية "قراءة في المشهد السردي"، قبسات مسرحية "قراءة في المشهد المسرحي"، قبسات شعرية "قراءة في المشهد الشعري"، النقد الموضوعاتي "في نماذج تطبيقية"
السيناريوهات: الجثة الهاربة، حميمين الفايق، قطاف دانية.

درس في كتب خاصة منها: سلطان النص مجموعة من الباحثين، تجربة جزائرية بعيون مغربية دراسات في روايات عزالدين جلاوجي مجموعة من الباحثين المغاربة، سيميولوجيا النص السردي. مقاربة سيميائة لرواية الفراشات والغيلان، الزبير ذويبي، مجلة الخطاب عدد خاص بأعمال اليوم الدراسي حول الأديب عزالدين جلاوجي، جامعة تيزي وزو 2012، من النص إلى التناص، حوبة ورحلة البحث عن المهدي المنتظر لعزالدين جلاوجي أنمودجا، للباحثة ريمة جيدل، صورة الأرض في روايات عزالدين جلاوجي لجبالي مريم أنيسة، التواتر الروائي من نقد الأنساق إلى فاعيلة الاتساق الحب ليلا في حضرة الأعور الدجال اختيارا الدكتور صفاء الدين أحمد فاضل، إلخ........
وفي كتب مشتركة مع أدباء آخرين منها: علامات في الإبداع الجزائري لـــ د. عبد الحميد هيمة، مكونات السرد في النص القصصي الجزائري الجديد ل د. عبد القادر بن سالم، السيمة والنص السردي ل د. حسين فيلالي، بين ضفتين ل د. محمد صالح خرفي، محنة الكتابة ل د. محمد ساري، الأدب الجزائري الجديد ل د. جعفر يايوي، متون وهوامش ل د سليمة لوكام، المتخيل الروائي العربي الجسد الهوية الآخر ل د. إبراهيم الحجري، من قضايا الأدب الجزائري المعاصر ل د.راية يحياوي، تحولات الخطاب الروائي الجزائري: آفاق التجديد ومتاهات التجريب ل . حفناوي بعلي، إلخ.....

عرفت بعض مسرحياته طريقها إلى الخشبة، منها: البحث عن الشمس، ملحمة أم الشهداء، سالم والشيطان، صابرة، غنائية أولاد عامر، قلعة الكرامة.
"مختارات مما قيل عنه"
الأستاذ الدكتور عبد الله ركيبي: ومن الصعب أن نغوص في تجربة الأديب عزالدين فهي غنية بالمواقف والأفكار والموضوعات والأحداث والأبطال أيضا.. ولغة الكاتب صافية جزلة وله قاموسه الخاص وهو قادر على تطوير هذه اللغة.. وأسلوب الكاتب يتميز بالقدرة على السرد المتدفق المفعم بالحيوية والحركة مع الميل إلى التركيز والتكثيف الأمر الذي يجعل المتلقي مشدود الانتباه (1994)
الأستاذ الدكتورعبد الحميد هيمة: إن الذي يدخل عالم جلاوجي.. يدرك أنه يدخل عالما ممزقا تميزه الثورة على الواقع والتمرد على كل عناصر التشويه والأسى والحزن على الواقع الأليم الذي يعيشه الكاتب... لكن دون الإغراق في التشاؤم لأن بريق الأمل يسطع دائما من خلال غيوم الواقع مهما كانت كثافتها. 1997

الأديب الشاعر عزالدين ميهوبي: يخطئ من يقول إن عزالدين جلاوجي كاتب قصة أو رواية أو مسرح أو نقد أو أنه يكتب للأطفال فقط فهو واحد متعدد يصعب اختزال تجربته في كلمات معدودات. وليس سهلا وضعه في خانة كتابة محددة. فهذا الكاتب الذي استطاع في مطلع التسعينيات أن يفرض حضوره في واجهة المشهد الثقافي بأعماله المختلفة يبتلع الزمن كما لو أن عقارب الساعة تتراجع أمام كتاباته النابعة من خجل الذات المندفعة نحو فضاءات أكثر خصوبة وأوسع إدراكا.. بصورة تدعو إلى الإعجاب والتأمل.عزالدين جلاوجي يتنفس الكلمات كما لو أنها هواءه الوحيد. وينغمس في عوالم اللغة والتراث والحداثة بحثا عن جواهره المفقودة بأناة وسعادة.. وفي روايته راس المحنه ما يجعلك أكثر اعتزازا بهذا المبدع الخارج من موسم الإنسان المطلقة. القادر على توظيف الرمز بوعي عميق مستخدما كل أدوات العمل الفني الناجح .. راس المحنه ليس رواية فقط.. إنما حالة إبداعية متفردة تنبئ عن اجتهاد صادق في كتابة نص مختلف . 2004
الأستاذ الدكتور يوسف وغليسي: عزالدين جلاوجي واحد من أبرز كتاب الجزائر المعاصرة، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وهو من أغزرهم نتاجا إن لم يكن الأغزر على الإطلاق (فهو قطعا – الوحيد من أبناء جيله الذي تجاوزت إصداراته العشرين كتابا، بمعدل أكثر من كتاب واحد في العام)..فضلا عن كونه من أكثرهم موسوعية، وأشدهم تمددا في الأجناس وامتدادا في الأنواع الأدبية المختلفة، وهو أيضا من أوفر الكتاب الجزائريين حظا من الدراسة والنقد. مارس الكتابة القصصية والروائية والمسرحية والنقدية .. كتب للصغار والكبار.. فكان له في كل مكرمة مجال 2011
الأستاذة الدكتورة أمينة بلعلى والأديب عزالدين جلاوجي يمكن تصنيفه ضمن الجيل الثالث من كتاب الرواية الجزائرية، غير أنه يسعى إلى أن ينفرد عنهم بتجربته المختلفة حين دخل إلى المشهد الثقافي الجزائري بشموليته الإبداعية، منغمسا في عالم اللغة والأساليب والأشكال ليخلق منها فضاءات متنوعة في صناعة الأدب من مسرح وقصة ورواية، وكأنه كان يراهن على أن امتلاك زمام اللغة هو مفتاح الولوج إلى مسالك الإبداع التي تمنحها اللغة للباحثين عن جماليات الفن، فكان جمعا في صيغة مفرد تماما كما هي اللغة المفعمة بالمطلق 2012
الأستاذ الدكتور حسين فيلالي: راس المحنة رؤية ذكية لمحنة الجزائر جيئت بأسلوب فني يمزج بين تكثيف القصة القصيرة وتحليل الرواية وتصوير وتشخيص المسرح وبساطة قصة الأطفال، وليس هذا غريبا على كاتب جرب الأجناس الأدبية الأربعة..راس المحنه إضافة نوعية إلى الرواية العربية وتحول جاد لمسار الروائي عزالدين جلاوجي.

الأستاذة الدكتورة علاوي خامسة: ....نلحظ أن رواية "سرادق الحلم والفجيعة" جاءت طافحة بالروح الشعرية التي تجسدت في هاجس الحرية، مع توفر عناصر السرد التي جاءت في مجملها نموذجا ناضجا لشعرية السرد والحكي، كثيرا ما توسل بانزياحات الصورة الشعرية في نقل الأحداث المفعمة بالحالات الانفعالية الدالة على حالة التيه والضياع التي كانت تعاني منها الشخصية الرئيسية... إن جلاوجي بهذه الرواية العجائبية الطابع، الشعرية الحكي سعي إلى إخراج التلقي من السكونية السالبة إلى الجمالية الموجبة كما أبان أنه لا يسعى من خلال روايته هذه إلى تقديم حلول لمجتمعه بقدر ما هي نافذة نطل منها لنرى الواقع.
الأستاذ الدكتور بوعديلة وليد: إن راس المحنة هي رواية تؤسس للحوار بين الإبداع والراهن وجلاوجي روائي يؤرخ فنيا للحظات الفجيعة الوطنية لكن في كتابة تعلن فرادتها وتدافع عن هويتها بعيدا عن الاستعجال أو السذاجة الفنية... عندما يكتب عزالدين جلاوجي نصوصه فهو ينطلق من تربة اجتماعية وثقافية جزائرية، كما ينطلق من مرجعية ثقافية ممتدة من المعارف والفنون، يتقاطع فيها جمال النص الأدبي مع الكتابة الدرامية، ليمتزج التأليف والتمثيل، وكأنه يريد لكل نص جديد يكتبه أن يكون مشروع عمل تلفزيوني أو مسرحي وسينمائي
الدكتوربوشعيب الساوري (المغرب): كانت السخرية إذن هي سلاح عزالدين جلاوجي لمواجهة كل أشكال التعفن والفساد التي تنخر المجتمع الجزائري. فاتخذها إوالية إنتاجية خضع لها الخطاب السردي برمته، بل العالم الروائي وبنائه من وصف وشخص وسرد ورؤيا ومكان وزمان ولغة. وهذا لا يتأتى إلا لروائي متمكن من صنعته الروائية.. تقدم رواية رأس المحنة قراءة جريئة للوضع الجزائري، من منظور روائي يكشف عن المسكوت عنه، ويجعله يظهر في السطح. بتشخيص الراهن... هناك سمة لافتة يتميز بها السرد وهي تعدد الأصوات السردية، إذ جعل الشخصيات الروائية تتولى السرد بنفسها، تقدم شهادتها، لا تتولى الشخصيات السرد إلا من داخل ورطة معينة، لذلك غالبا ما يأتي سردها على الرغم من مونولجيته مفعما بالحوارية والتوتر، يعكس ذلك توتر وعي الشخصية، وتداخله مع أوعاء الآخرين... تتميز لغة رواية رأس المحنة بالتعدد إذ سمحت بتجاور عدة لغات وعدة خطابات.

الدكتور أحمد فرشوخ (المغرب): والحال أن رواية مثل رواية الرماد تبين عن نضجها الفني المرتكز على تقنياتها السردية المراوغة، وبنياتها المتأبية على الفهم البسيط الذي يسعى لتضييق المسافة بين النصي والواقعي. وفي ذلك رد على المفهوم الكولونيالي للعالمية الذي اعتبر الأداة النقدية الأوربية لتصنيف الثقافات والآداب من منظور يعيدنا إلى تلك العلاقة المشبوهة بين المعرفة والسلطة، بل ويذكرنا بالآثار المتبقية عن إمبراطورية الاستراق التي عمل ادوارد سعيد على تفكيكها ،كاشفا عن اختلاقها لشرق يغذي خيالها وقوتها وتمركزها العرقي وعنصريتها الدفينة، ومن ثم فان النقد الروائي ملزم بتطوير نظرته من الداخل لأجل إنتاج قراءة منصفة للرواية الجزائرية بعامة،قراءة ما لم يقرأ فيها بعد، واستكشاف عناصر تميزها واستراتيجياتها في توكيد الاختلاف الفني والثقافي، ومن المؤكد أن المتن الروائي الجزائري الجديد ممثلا في عز الدين جلاوجي ومجايليه قد أثبت أن الأدب الجزائري ما زال قادرا على الإضافة، بل وما زال قادرا على الإسهام في الثقافة العالمية إلى جانب الجماعات الثقافية المتنوعة.
عَطِيَّةُ الوِيشي (مصر): (هذه الرواية) ارْتَسَمَتْ بِمِدادِ عِزِّالدِّينِ جَلاوجي وَهُوَ يُشِيرُ إلَى أنَّهُ فِي أزْمِنَةِ الجِــراحِ ... يا لِجَمالِ وَرَوْعَةِ وَجَـلالِ إبداعٍ قَدْ تَفَـوَّقَ عَلَى نَفْسِهِ فِي غَيْرِ لَقْطَةٍ وَمَشْهَدٍ وَمَوقِفٍ!... فَعَلى الرَّغْمِ مِنْ الإيقاعِ الدِّرامِي الحَزِينِ لِلرّوايَةِ... بَيْدَ أنَّ تِقَنِيَّةِ العَمَلِ الرِّوائيِّ لَمْ تَرْتَكِزُ عَلَى الحُزْنِ كَبُعْدٍ فَنِّيٍّ وَحِيدِ، كَلاَّ، فإنَّ سِيمفُونِيَّةَ السَّرْدِ كانَتْ مَلْحَمِيَّةً... تُسْلِمُنا مَشاهِدُها وَمَواقِفُها وأحداثُها إلَى بَعْضِها دُونَ إرادَةٍ مِنّا، وَدُونَ أنْ يَظْفَرَ مِنّا المَلَلُ بِالْتِفاتَةٍ واحِدَةٍ!... إنْ هِيَ إلاَّ تَنْهِيـدَةٌ بِإثْرِ تَنْهِيـدَةٍ... فَما يَكادُ المَرءُ يَنْتَهِزُ فُرْصَةً لالْتِقاطِ أنفاسِهِ حَتَّى يأخُذُ نَفَسًا طَوِيلاً عَساهُ يَمْتَدُّ بِه إلى مَدًى أبْعَدَ مِنَ ذَلِكَ السِّياقِ الَّذِي أدْمَنَ القارِئُ الاسْتِغراقَ فِيهِ بِتَحَبُّبٍ وَتَوَدُّدٍ أمَلاً ألاَّ تَنْفَدَ كَلِماتُهُ!... حَتَّى لَقَدْ صارَتْ تِلْكَ الكَلِماتُ بِمَثابَةِ المُفْرَدَاتِ الفَنِّيَّةِ الَّتِي تَتَألَّفُ مِنْها سِيمفُونِيَّةُ الحَياةِ وَأُنْشُودَةِ لِلأجيالِ... تُرَدِّدُها فِي أمَـلٍ وَثِقَةٍ وَثَباتٍ.

نص الحوار

 بدأت نشاطك الأدبي في سن مبكرة وأنت على مقاعد الدراسة الثانوية، ونشرت أعمالك الأولى في الثمانينيات من القرن المنصرم عبر الصحف الوطنية والعربية، صدرت مجموعتك القصصية الأولى "لمن تهتف الحناجر؟" عام 1994.. لماذا البداية من القصة؟!..

بدأت كتابة القصة القصيرة وأنا على مقاعد التعليم الثانوي، ومازلت أحتفظ بكراستي التي خططت فيها بداياتي التي لم أكن أجرؤ على إرسالها للجرائد، بعدها أحسست شيئا من النضج وقد تعمقت قراءاتي وكتاباتي، وبدأت أنشر بعضها عبر الصحف آخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، ثم جمعتها رابطة إبداع ونشرتها سنة 1994 بتقديم الناقد الكبير الدكتور عبد الله ركيبي، ويمكن تقسم المجموعة إلى قسمين، نصوص ذات منحى تقليدي وأخرى حاولت تجاوز السائد، لكنها كلها كانت تحمل صرخة ضد الواقع الاجتماعي والسياسي، بعد مجموعتي الأولى لمن تهتف الحناجر؟ ظهر مجموعتي الثانية "صهيل الحيرة" وشكلت نقلة مختلفة تماما في تجربة الكتابة لدي، بما تجلى فيها من تجريب، على كثير من المستويات، وبما تحقق فيها من تعانق بين الشعر والنثر، حتى سماها بعض النقاد آنذاك بـــ "القصة المشطورة"، وكانت هذه البداية لأسباب مختلفة، منها أني كنت أرى القصة الجسر الأول الذي يجب أن يمر عليه الأديب إلى الرواية، كون القصة أصعب بما يجب أن تتصف به من تكثيف على مستوى كل عناصرها، إن تلك البداية كانت تدريبا لقدرات اللغة والتخييل لولوج عالم الرواية، ثم إن عالم النشر كان مغامرة صعبة جدا، فلم تكن في الجزائر آنذاك إلا دار نشر يتيمة تابعة للدولة، وكنا نراها أشبه بوزارة الدفاع يستحيل الاقتراب منها أو التعامل معها، أما القصة القصيرة فكان من الممكن أن تنشرها عبر بعض الصحف التي كانت يوم ذاك، خاصة جريدة المساء عبر صفحتها الأدبية الأسبوعية "إبداعات"، فإذا تحقق لك ذلك وحظيت بنشر قصة لك فسيكون ذلك اليوم عرسا عظيما بالنسبة إليك، وخضت بعد القصة غمار الكتابة المسرحية، ولا شك أنها الأصعب على الإطلاق، فكانت تدريبا آخر للاقتراب من عالم الرواية الذي ولجته عام 1999 بروايتين الأولى الفراشات والغيلان وقد ترجمت فيما بعد إلى الإسبانية، ورواية سرادق الحلم والفجيعة التي اعتبرت لدى النقاد فاتحة تجريبية جديدة في عالم الرواية، وقد كتب عنها الكثير وما زال يكتب.

 مئات الدراسات والرسائل الجامعية قدمت عن أعمالك وطنيا وعربيا، منها أكثر من 30 رسالة دكتوراه وماجستير في الجزائر خاصة، وفي بلدان عربية عديدة، وأيضا في فرنسا إسبانيا إيران تركيا ومصر.. حدثنا عن ذلك؟!..

بداية أتوجه بالشكر الجزيل لكل قرائي ودارسي أدبي داخل الجامعات وخارجها، التفافهم حول مشروعي الإبداعي منحني قوة أكبر لخوض مغامرات وتجارب مختلفة، وأتصور أن كل ذلك الزخم من الاهتمام لم يأت من فراغ، كون النقد في عمومه لا يحسن المجاملة بل كان عن إيمان راسخ بأهمية هذا المشروع الذي هو مشروع القارئ ذاته، وذلك لما تميز به من صدق فني أولا وصدق على مستوى الرؤية، هناك جهد مبذول على مستوى تقديم الأجود فنيا لغة وبناء وتجديدا مما يجعل كل عمل جديد هو إضافة مختلف، وصدق في الرؤية، بقدر ما يحمل المشروع أبعادة الإنسانية العامة فهو يرتبط بالمحلية هموما وتاريخا وموروثا وثقافة وحضارة، مما يجعل هذا النص يعبر عنا ويقولنا ويحمل للآخر أيضا قيمنا التي هي قيم الخير والحب والجمال.

 يعمل عز الدين جلاوجي على أن يؤسس لنفسه مشرعه الإبداعي الخاص من خلال محاور عدة من أهمها: الاشتغال على التجريب، وعلى اللغة، واستحضار الموروث، وكذلك التنوع في الأشكال التعبيرية.. حبذا لو تسلط لنا الضوء على هذا المشروع؟!..

فعلا، حاولت أن أتلمس حضوري في أسماء كبيرة في بداياتي الأولى، لكن لا أحد استطاع أن يقنعني فانطلقت أشق طريقي المختلف، ورفضت منذ البداية أن أكون مجرد صدى لغيري، وقد قام مشروعي على جملة من الدعائم أهمها هذا التنوع في أشكال التعبير، فقد كتبت القصة، فالمسرحية، فالرواية، فأدب الطفل، فالنقد وقدمت في كل ذلك رصيدا تجاوز الأربعين كتابا، كأن قلق المبدع الذي يسكنني لم يكفه أن يستقر على منبر واحد، بل وقد تجازت كل ما هو مألوف من أشكال التعبير وعملت على ابتداع شكل مختلف أسميته المسردية، مما يعني أن المشروع أيضا قائم على التجريب، إذا ليس من اللائق بعالم الإبداع أن يكون ظلا لما سبق، وليس من المقبول أن يرتدي المبدع برنس السابقين عليه، الإبداع تجريب ورفض وثورة وتجاوز وارتياد آفاق جديد والبحث دوما عن جزر غير مأهولة، وقد تملكني شيطان ذلك في بداياتي فتجلى في تجربتي القصصية والروائية والمسرحية، ثم هذا الولوع باللغة العشيقة الفاتنة، على اعتبار الأدب اشتغال على اللغة، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مجرد وسيلة تمتطيها غايات أخرى، غنها غاية في حد ذاتها تقد ندا لبقية عناصر العملية الإبداعية، الأدب رسم بالكلمات، والمبدع الحق في تصوري هو ذاك الذي يجعل قلمه ريشة يغمسها في محبرة خياله ليرسم بها كلماته لوحات حالمة، وعلى الأدب أن يرفرف بجناحين، جناح العلمية فيكون رسولا للمحبة والخير والجمال معانقا كل عوالم الإنسان في كل حضاراته، وجناح المحلية فينغمس بوعي ومحبة في تاريخه وموروثه وقيمه ليكون أقرب إلى متلقيه فيكون أقرب إلى ذاته وأناه. ثم إلى ذل ذلك يجب أن يكون الإبداع صوت الإنسان، وصوت المظلومين والبائسين والمهمشين، ويكون صرخة في وجه الفساد والظلام وكل دكتاتوريات السلط السياسية والدينية والمجتمعية والفنية، وحتى سلطة المبدع ذاته وأناه فتتحقق في الإبداع الشجاعة والجرأة، وهما ضروريان ماداما إيجابيين، وإلى غير ذلك

 ماالجديد الذي تقدمه في المسردية كجنس أدبي؟ وما الدافع إليه؟

بداية يجب أن نعرف أن الأجناس الأدبية تتوالد من بعضها البعض، والباحثون يرون أن الرواية تناسلت من الملحمة، وكذا المسرحية، والقصة القصيرة تناسلت من الرواية، والقصة القصيرة جدا من القصة، والقصيدة الحرة ماهي إلا إعادة توزيع لتفعيلات العمودي، ولا شك أن كل ذلك ظهر في البداية إبداعا فرديا لاقى الرفض بداية الأمر ثم شيئا فشيئا تقبله الناس وتبنوه، والدارس لتاريخ هذه الأجناس يدرك كيف حوربت أول أمرها وحوصرت، وفي ثقافتنا العربية تأسست كثير من الأجناس والأشكال التعبيرية، يمكن أن نذكر منها الموشح في الأندلس والمقامة في المشرق العربي، وشيئا فشيئا تبنى المبدعون ذلك وتنافسوا فيه.

المسردية هو مصطلح نحته من المسرح والسرد، ليكون علما على شكل جديد من الكتابة يجمع إلى حضنه المسرح والسرد بكل آفاقه: رواية وقصة وسيرة وحكاية، ولا إخال هذا المصطلح قد استعمل من قبل أو على الأقل انصرف إلى ما قصدته، وكان لهذا التجديد جملة من الدوافع منها: يجب على العقل العربي أن يقدم الجديد وأن يساهم في بناء صرح الانسانية، وأن يبتعد عن مجرد الاجترار لما ينتجه الآخر الغرب، نعم يمكن أن ننفتح على ثقافات الشعوب وإبداعاتها وأن نستفيد منها ولكن علينا أن نضيف إليها، ثانيا هو ما لاحظته من انصراف التجديد نحو العرض دون النص، الذي بقي يتيما لا حقق رضى القارئ على اعتبار أنه كتب للخشبة وليس للقراءة، ولا نال رضى رجال الخشبة مدعين أنه أضعف حلقة في المسرح، كون المسرح فعل لا سرد وتجسيد لا لغة، ومعنى ذلك أن النص صار يتيما لا في العير ولا في النفير، في حين الثابت الواحد في المسرح هو النص أما عروضه فمتغيرة زائلة، ولنأخذ مثلا ما كتب من نصوص منذ اليونان إلى يومنا هذا الخالد فيها هو ما كتبه الأدباء، المسردية هي كتابة النص المسرحي بطعم السرد، تراه بصريا سردا، وتقرأه على أساس أنه كذلك، ول كان تأخذه إلى الخشبة بكل يسر فهو مسرح في جوهره، يظل محافظا على خصائص النص المسرحي وجوهره.

 لك أكثر من أربعين كتاباً في فنون أدبية مختلفة.. هذا الكم وذاك التنوع يحتاج الكثير من الوقت ناهيك عن الجهد وغير ذلك من مستلزمات... كيف يتوفر لديك الوقت لكل ذلك؟!..

الأمر لا يرتبط بالوقت والجهد فحسب بل يرتبط أساسا بالإيمان بالمشروع، والإيمان بدور المبدع صاحب الرسالة الفنية والإبداعية، وهو ما حققه أصحاب المشاريع الكبرى في الحضارة العربية، وفي حضارات أخرى، هناك من ترك مئات الكتب، في فنون مختلفة، رغم الظروف الصعبة كتابة ونسخا وتوزيعا، بل وظروفهم الحياتية القاسية، أنا شخصيا أخلصت للكتابة وأعطيتها كل جهدي وطاقتي، وحبي وعشقي، وضحيت بالكثير من اجلها، واليوم أنا سعيد بما قدمت، وسيستمر المشروع بحول الله وتوفيقه أولا، وبكوكبة المخلصين من النقاد والباحثين الكبار، والقراء والطلبة، الذي آمنوا بهذا المشروع والتفوا حوله.

 صدرت عن أعمالك الإبداعية كتب مستقلة وأخرى مشتركة، مما يعني اهتمام النقد بمشروعك، ما هي الجوانب التي أثارها في نقد أعمال؟

أول كتاب مستقل عن أعمالي هو "تجربة جزائرية بعيون مغربية، قراءة في روايات عزالدين جلاوجي" سنة 2012، وقد ضم ما كتبه الأشقاء المغاربة وطبعة الأشقاء في تونس فحقق بذلك وحدة المغرب العربي التي حلمنا بها وسنحققها، ثم سلطان النص، والمغامرة الجمالية في تجربة عزالدين جلاوجي الروائية، والرؤية والبناء في روايات عزالدين جلاوجي، والمفارقة في روايات عزالدين جلاوجي، وصورة الأرض في روايات عزالدين جلاوجي، وغيرها ، إضافة إلى كتب درست فيها أعمالي إلى جانب أدباء آخرين منها علامات في الإبداع الجزائري مع د. عبد الحميد هيمة، مكونات السرد في النص القصصي الجزائري الجديد مع د. عبد القادر بن سالم، السيمة والنص السردي مع د. حسين فيلالي،.. وغيرها الكثير...

اهتم شطر من الدراسات بالجانب الفني والجمالي، كاللغة والبناء والرمز والتناص والعجائبية والتجريب عموما، واهتم شطر آخر ببعض التيمات الأكثر حضورا داخل كتاباتي كالمورث والتاريخ والسياسة وغيرها، ويقينا مازالت هذه النصوص تقول الكثير، مما يجعلها منفتحة على قراءات لا نهائية.

 من مقولاتك: "الروائي يتفوق على المؤرخ".. ما الذي دفعك إلى هذا القول؟!..
الأديب أكثر حرية في التعامل مع الحدث وكل عناصره، في الوقت الذي يظل المؤرخ مكبلا بالدليل المادي، مما حدا بكثير من المؤرخين إلى الالتجاء إلى تخييل المبدع لفهم الماضي، لقد كتب الدكتور صالح علواني، وهو مختص في التاريخ، بعد أن قرأ روايتي العشق المقدنس، أن الرواية أعادت بناء التاريخ، وجعلته حيا يبعث من جديد، رغم أن لكل طرف آلياته في التعامل مع الحادثة التاريخية فإن التعاون بينهما يخدم التاريخ كعلم ويخدم السرد كفن، يشكل المؤرخ قاعدة الانطلاق، ويفتح الروائي عوالم تخيلية رهيبة تقصر أدوات المؤرخ عن ارتيادها.

 بالنظر إلى انشغالك "إبداعا ونقداً" في أغلب الأنماط الإبداعية.. ما النمط الإبداعي الأقرب إليك.. ولماذا؟!..

أراني أقرب إلى الرواية، ثم إلى هذا الشكل الجديد الذي أحاول الآن أن أؤسس له، وأعني "المسردية" وقد قدمت حتى الآن أكثر من عشرين عملا في الجنسين معا، ولي مشاريع أخرى أنا عاكف على انجازها، ومعنى هذا إني سأسرح بقية الأشكال التعبيرية الأخرى تسريحا جميلا، القصة، أدب الطفل قصة ومسرحا، بل والنقد على الخصوص، والحقيقة أن الرواية والمسردية بشكل أقل أكثر رحابة وأكثر ليونة وإغراء، ولذا سأستمر في الاشتغال عليهما

 كيف تنظر إلى الجوائز الأدبية في ضوء وجود الكثير من الشبهات حول أغلب الجوائز؟!..

أهم ما في الجائزة الأدبية هو العائد المادي الذي يمكن أن يعين المبدع ليستمر على دروب الكتابة وبدرجة أقل الاعتراف بجودة النص والمساهمة في انتشاره وإلفات عيون النقد إليه، وكل هذه الأخيرة قد تكون محل خلاف، وقد تكون بنسب مختلفة، وإن كنت أتفق معك تماما عن الشبهات المثارة حول عالم الجوائز، لأن الجهات التي ترصدها عادة وتصرف فيها الملايير لا تفعل ذلك لسواد عيون الأدب والأدباء فحسب، بل هي دعم لاتجاهات معينة ورؤى محددة، تضبطها هذه الجهات منذ البداية، ويمتد أمر ذلك اللجان المشرفة أيضا، والتي تعمل من أجل التمكين لرؤية معينة سواء أكانت رؤية فنية جمالية أو رؤية أيديولوجية، ولذلك نلاحظ الصراع قويا حول السيطرة على مثل هذه الجوائز.

وأتصور أن الأديب الحق هو الذي يناضل من أجل انتصار مشروعه الإبداعي والفكري بالأساس، فلا يجعل الجوائز مبلغ همه وانشغاله، ولذا أفضل أن تمنح الجوائز على مجمل الأعمال لا تنافسا على نص يتيم، هناك من سلخ عمره كاتبا في صنوف الإبداع أو البحث ثم لا ينال شيئا، لا لشيء إلا لأنه لا يتقدم لهذه الجوائز مثلا، أو لأن ما يتقدم به لا يروق معايير هذه اللجنة أو تلك، والتي قد تمنح الجائزة لكاتب نكرة ينتهي أمره وأمر نصه إلى الأبد، وهناك أدله كثيرة من واقع الناس على ذلك.
 كيف يبدو لك المشهد الثقافي العربي عموماً والجزائري خصوصاً في ظل ما يشهدهُ العالم من تطورات دراماتيكية؟!..

يقينا المشهد الثقافي العربي ومنه الجزائري لا يسر، ونحن في السنوات الأخيرة نعيش انتكاسة كبيرة على كل مستويات الإبداع، أدبا ونقدا وفنونا مختلفة، حتى صرنا اليوم نتحسر على زمن الكبار، يجب على النخب اليوم أن تعمل بشكل أعمق وأقوى للعودة إلى أمجاد نكاد نضيعها، نعمل بقوة كي نسهم في بناء حضارة الإنسان، نعمل بقوة ليكون لنا مكان تحت الشمس كما للشعوب الحية اليوم.

 سؤال أخير : يعيش العالم حالياً حالة من الخوف والقلق بسبب فيروس كورونا.. لو أردنا أن نوظف الأدب والإبداع في مواجهة مثل هكذا مصائب وبلاء .. كيف يكون دور الأديب والمبدع هنا ؟

يقينا يجب أن يتفاعل الفن مع مستجدات الحياة، مع أتراحها وأفراحها، مع انتصاراتها وانكساراتها، كورونا بقدر ماهو صدمة كبيرة للبشرية على وجه الأرض، هو أيضا حزمة من الأسئلة غفل الإنسان عن طرحها على نفسه الأمارة بالفساد والانحراف، ولذا أتصور أنه سيحدث انقلاب كلي في الفن والإبداع والفكر والفلسفة يطلق عليه ما بعد الكورونا، والابداع شكلان، ما يمكن أن يكون آنيا ابن اللحظة كالأغنية والشعر الفن التشكيلي والصورة وغيرها، وهذه يجب أن تبدأ الآن، وهناك فنونا أخرى تحتاج إلى تأمل وترو لقراءة المشهد والكتابة عنه، ومنه الرواية بالأساس.

صالة العرض


مشاركة منتدى

  • كل الشكر لمنبر العرب على هذا الحوار الذي أرجو أن يكون مفيدا

  • الأديب الدكتور عزالدين جلاوجي قامة أدبية كبيرة، كان السباق دوما إلى الرفع من شأن الأدب في الجزائر خاصة وفي العالم العربي لما قدمه من نصوص راقية، استمت بالثراء اللغوي والفني والمعنوي، وتجلت متفردة في سماء الأدب هنا في الجزائر وفي العالم العربي وحتى نكون منصفين أكثر فقد تمددت لتصنع أدبا متميزا حتى في العالم كله...ليس منة منا أو مجاملة إنما هي الحقيقة التي يجب أن نذكرها في حق هذا الأديب الكبير المتواضع وهو لا يأفل ولا يهدأ في صب غزير خيالاته وافكاره وابتكاراته من نقد وسرد ومسرد ومسرح وأدب الطفل وحتى الشعر...غزارة الإنتاج بغزارة التميز الذي يطبع كل نصوصه وبجودة مشاريعه الأدبية التي منحت الجزائر وسام الأدب المتميز الرفيع القادر على تغيير العالم نحو الأجمل والأفضل في شتى الميادين...تقديري أيها الكبير وافتخاري بك دوما فأنت أهل لذلك...وأكيد يفتخر بك من يعرفك ومن لا يعرفك لأنك متميز ومتواضع وتسعى جاهدا لتقديم الأفضل لهذا الوطن الكبير في عالمنا العربي وحتى الإنساني.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى