السبت ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩

سناء أبو شرار - سيرة ومعلومات

 كاتبة وروائية فلسطينية من مواليد غزة، فلسطين، ومقيمة في عمان، الأردن
 تعمل بالمحاماة ، ليسانس حقوق جامعة دمشق ، ماجستير في العلوم القانونية جامعة مونبليه- فرنسا
 عضوة في اتحاد كتاب فلسطين
 عضوة في اتحاد كتاب مصر
 عضوة في نادي القصة في القاهرة
 تم مناقشة أعمالها في العديد من الندوات في القاهرة وعمان

صدر لها:

  1. اللا عودة، قصص ، 1993
  2. جداول دماء وخيوط فجر، قصص ، 2004
  3. أنين مدينة، رواية ، 2005
  4. رائحة الميرامية، رواية ، 2005
  5. غيوم رمادية مبعثرة، رواية ، 2005
  6. أساور مهشمة، رواية، شمس للنشر والإعلام، القاهرة 2009

مشاركة منتدى

  • أثر المعاناة الفلسطينية على الأدب
    يعتبر الأدب أحد المقومات الأساسية لهوية الشعوب، بل قد تنقرض الأمم ولا يتبقى منها سوى قصص قصيرة أو قصاصات أدبية وربما روايات طويلة؛ فالأدب هو ذاكرة الشعوب الشعورية والنفسية؛ وحين يمل الأطفال من أحاديث الكبار، تجذبهم القصص وتيقظ في نفوسهم مشاعر الانتماء وبغض الخيانة والتمسك بالجذور.
    ومعاناة الشعب الفلسطيني تركت بصماتها العميقة والمؤلمة على الأدب الفلسطيني، فلا يستطيع أي كاتب فلسطيني أن يكتب دون أن تتراءى له فلسطين عبر السطور، فهي ليست قضية مكان فقط بل قضية جذور وهوية وانتماء واقتلاع. لقد شكلت القضية الفلسطينية نوعاً نادراً من البشر مُقتلعي الجذور ولكنهم لا يعيشون دون هذه الجذور لأنها جذور لا ترتبط بالأرض فقط بل تنغرز عميقاً في الروح والعقل والنفس، ولهذا تركت القضية الفلسطينية آثار لا تزول في الأدب الفلسطيني؛ وحتى حين لا يكتب الأديب الفلسطيني عن فلسطين، تتسلل فلسطين عبر كلماته وروحه، فنراها قابعة خلف الكلمات وحتى خلف الموضوع الذي يكتب عنه ولو لم يكتب عن فلسطين.
    ما لا يدركه الاحتلال الصهيوني أو ما يريد تجاهله ولا يستطيع مواجهته هو هذا الانتماء العقلي والروحي، فرغم اقتلاع الفلسطينيين وتشريدهم في البلاد يبدو وكأنهم لا يزالون يقيمون في أرضهم، يبدو وكأنهم لم يغادروا، فيحارب المحتل من بقي على الأرض ويحارب أيضاً حلم من يعلم بأنه سوف يعود.
    ولكن ورغم الأثر الكبير للمعاناة الفلسطينية على الأدب، فلا يجوز أن يقتصر الإبداع الأدبي على واقع القضية الفلسطينية وإلا فُقدت الهوية الأدبية للمجتمع الفلسطيني وهي من أهم مقومات وجوده بل وإثبات وجوده ففلسطين ليست فقط الأرض الواقعة تحت الاحتلال بل هي أيضاً تاريخ ومجتمع له جذوره شديدة القدم. لذلك لابد من إحداث فرق بين أدب القضية الفلسطينية والمتأثر بمعاناتها، وبين الأدب الفلسطيني القديم والحديث؛ لأن الاحتلال ومن ضمن أهدافه ألا يوجد أدب فلسطيني وأن يتم طمس هذا التاريخ الشعوري والنفسي من الكتب ومن الصدور.
    لقد مهدت الصحافة الغربية مع اللوبي الصهيوني لاستقبال بارد لأدب القضية الفلسطينية لأنه جزء المقاومة النفسية والاجتماعية؛ ولكن الأدب الفلسطيني بمفهومه الشامل والإنساني أصبح بقدر أهمية القضية الفلسطينية ولا يجب تقليص مساحة هذا الأدب لأنه أكثر قرباً وتأثيراً على الشعوب الأخرى كما أنه جزء من الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال الصهيوني طمسها عبر التأكيد بأنه لم يكن هناك شعب على هذه الأرض، فالاحتلال قد حصن نفسه محلياً ودولياً ضد أدب المقاومة، ولكنه لن يستطيع بأي شكل من الأشكال ان يحصن نفسه ضد الأدب الفلسطيني بمفهومه الإنساني والذي يتوجه به الشعب الفلسطيني إلى كل دول العالم بمختلف الثقافات والتوجهات. فمن مصلحة الاحتلال الصهيوني طمس كلما يتعلق بالهوية الفلسطينية، بالذكرى الفلسطينية، بقصص الجدات وحكايا الأجداد، بوصف المدن والقرى، بوصف المجتمع وتشابك العلاقات، بامتداد العائلات وانتمائها، بما كان على أرض الواقع من حياة لأمة عاشت على تلك الأرض ولها جذورها وأدبها وهويتها وتاريخها.
    لذلك تقع المسؤولية على الكاتب الفلسطيني بأن يحمي هوية الأدب، وألا تتم الكتابة فقط عن القضية الفلسطينية بل عن المجتمع الفلسطيني أيضاً، عن القرى والمدن، عن الأحداث التي مرت عبر التاريخ، عن التغييرات التي طرأت على المجتمع، عن قصص العائلات وأقدار الناس، أن يكون الأدب هو المساحة الواسعة الحقيقية التي تُعيدنا ولو عبر صفحات الكتب إلى المجتمع الفلسطيني بعراقته وأصالته. فمعاركنا مع العدو متعددة ومتنوعة خصوصاً وهو يحاول اختلاس كل ما يمتلكه الفلسطيني فلا يتوانى عن اختلاس الفولكلور أو وصفات الطعام عدا عن اختلاس التاريخ وتحريفه، أو حتى الموسيقى، ولكنه لا يستطيع أبداً أن يختلس الأدب، لأن ذلك سوف يؤدي لاعترافه بالهوية الفلسطينية. فالأدب هو الهوية الحقيقية للشعوب، لأنه صدى روحها، وحماسة فؤادها، وذاكرتها التي لا تذوي وحلمها الدائم بالعودة إلى ما كان والتمسك بما هو موجود.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى