الخميس ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم أحمد مظهر سعدو

اسرائيل من الداخل

عن مركز دراسات الغد العربي بدمشق صدرت الطبعةالثانية من كتاب " إسرائيل من الداخل – الآن ومنذ نصف قرن " قدم للكتاب الدكتور جورج حبش وحرره الدكتور عماد جاد، وشارك بأبحاثه كلاً من : أحمد السيد النجار- أمين اسكندر- أحمد بهاء الدين شعبان- د. أحمد ثابت – أحمد ابراهيم محمود – باهر شوقي – أكرم الفي.. الكتاب جاء ضمن /526/ صفحة من القطع الكبير..وهو من المؤلفات المهمة التي تحاول تقديم دراسة تشريحية للمؤسسات والمجتمع الاسرائيلي بالاضاقة إلى أنه يركز على شبكة علاقات إسرائيل الخارجية، ويبدو أنه حاول أن يقدم دراسة عملية دون تهوين أو تهويل، والدراسة تتبنى نظرية الصراع الاجتماعي الممتد والتي تشير إلى أن مثل هذه الصراعات تتسم بسمات خاصة تجعلها مستعصية على التسوية بمجرد توقيع اتفاقات بين القيادات السياسية .

الحكيم " جورج حبش" قدم للكتاب باعتباره باكورة المطبوعات التي صدرت عن مركز دراسات الغد العربي الذي يترأسه، مؤكداً "أن هذه الدراسة تهدف إلى تحديد أهم ملامح وسمات الكيان الصهيوني وبالتحديد تناقضاته المختلفة، وذلك في أبعادها التاريخية والمعاصرة، ومن ثم تركز الدراسة على هذه السمات و المعالم في مرحلة ما قبل إنشاء الدولة، ثم تناقضات الدولة منذ انشائها وحتى الآن، وأخيراً استشراف مستقبل هذه التناقضات" .

يتحدث الكتاب عما أسماه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كنموذج للصراع الاجتماعي الممتد، ذلك النمط من الصراعات الذي تلعب فيه المتغيرات السكانية أي البشر دوراً رئيساً في مسيرة الصراع وتطوره، كما يشارك البشر أيضاً في تحديد ملامح الحل أو التسوية السياسية، وبعد إتمام التسوية يواصل البشر لعب دور فاعل في التحكم في طبيعة و مستويات التفاعلات بين الأطراف المختلفة، ويساهمون في وتيرة تحول التسوية السياسية إلى سلام شامل....وهذا ما يركزعليه د. عماد جاد

الأستاذ أمين اسكندر وفي حديثه عن النظام السياسي الاسرائيلي فقد أكد على أن الصهيونية بنية فكرية منسقة لا تختلف في تركيبها عن الأساطير اليهودية ولأن الديانة اليهودية، وقد تشكلت تلك البنية من الديانةاليهودية ومن الأساطير التي أحاطت بها، ودخلت عليها، ومن موروث الشعوب التي عاش اليهود بين أطرافها،ومن التفاعل مع الجغرافية المتنوعة التي أقاموا عليها في الشتات، ومن التأثر و التفاعل مع الأفكار و العقائد السائدة في المجتمعات الحاضنة لهم عبر أزمان متعددة . لذلك فهي بنية تمزج المقدس والمدنس معاً، وبين القومي والديني .

ويخلص الكتاب مع الدكتور أحمد ثابت إلى القول أن إسرائيل تمكنت إلى حد ملموس وبقدر عالي من المناورة والتكتيك أن تستوعب المتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية على المستوياتالعالمية والإقليمية.وهذا الأمر مكنها من اختراق مواقع جديدة في خريطة التفاعلات على صعيد الدوائر المؤثرة استراتجياً على تحركاتها وسياساتها الداخلية والخارجية .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى