الثلاثاء ١٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم أحمد مظهر سعدو

البحث عن إبداعات أحمد أبي خليل القباني الموسيقية

عن دار عكرمة بدمشق صدر مؤخراً كتاب جديد للأديب و الشاعر و الباحث عبد الكريم عبد الرحيم.. تحت عنوان "البحث عن إبداعات أحمد أبي خليل القباني الموسيقية". و قد جاء الكتاب ضمن 222 صفحة من القطع الكبير.

الكتاب دراسة مهمة جداً وهي الأولى من نوعها للتراث الموسيقي و المسرحي المتميز لأبي خليل القباني.. فهو محاولة للبحث عن أعمال أبو خليل الغنائية التي غيبها العصر.. يوم لم تكن آلة التسجيل موجودة، ولا الاسطوانات، كما غاب لأسباب أخرى (التنويط).. ولما كان ما يصل الناس عن أعمال القباني هو الروايات فقط فقد عمل الباحث عبد الكريم عبد الرحيم على توثيق كل ذلك وجمعه في هذا الكتاب المهم، ليحافظ على ما تبقى من إبداعات أبي خليل القباني الغنائية، حيث حصل على تسجيلات نادرة له، والتي تعود إلى ما بعد حوالي ثلاثين عاماً من وفاته. ثم تتبع موشحاته أولاً بأول، كما ساهم في هذا الكتاب كنوطة موسيقية.. الفنان السوري عدنان أبو الشامات.

لقد دخل عبد الكريم إلى عالم القباني بشطارة مبهرة، فالقباني كان كبيراً ممتلئاً بالأصالة و العروبة.. وقد شعر بميله إلى الموسيقا منذ نعومة أظفاره، ثم درس القباني الموشحات العربية على أيدي نخبة من المبدعين أمثال علي حبيب، وأحمد عقيل في كل من دمشق وحلب. وكان قادراً على الحفظ فيذكر أنه تلقن خمسة موشحات في ليلته الأولى عند علي حبيب كان أولها العيون النرجسية.

ووقف الكاتب عند موشحات القباني طويلاً من خلال الطريق و أسلوب البحث.. ثم تعداها جميعاً.. كما توقف عند ألحان تمثيلياته و مسرحياته.. ثم رقص السماح.. ويتساءل الكاتب عمن هو أبو خليل القباني الموسيقي؟

والحقيقة فإن الأديب عبد الكريم عبد الرحيم قد استطاع و باقتدار أن يخلد وثائقياً أبي خليل القباني، ويؤسس لحالات مماثلة لأشخاص مهمين آخرين كأبي خليل ما زلنا نجهلهم ونجهل ما أنتجوا وتركوا.. فهل نجد من يسجل أعمالهم كما فعل عبد الكريم عبد الرحيم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى