الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

الطفل الغائب

عماد الدين عبد الرحمن سالم سالم

عودى يا ذكرى الطفل الغائب من عمرى
فى كل صباحٍ
أسبِق كل طيور الدُنيا .. وأشُد رحالى
أتصببُ عرقاً حتى أصعد أعلى الصخره
أتكشف بُعد البحر الغامض
و أُحدق بصرى
أحضن أحلامى .. أمالى
أنتظر الذكرى المحبوبه
تاخذنى تلك الغيبوبه
لا يبقى منى حياً إلا .. شُعاع ينفذُ من بصرى
تَقطعهُ طيور تبدأ رحلة بحث أخرى
يخرج من عمق الماء .. قرص الشمس
يعلو من فوقى
تنعكس ضياؤهُ فى عينى ..
تنحصر الرؤيا عنّي
وتُذيب الشمس الأمل الباقى فى نفسى
ويموت الأمل وينهار ..
وأعودُ وئيداً .. أتخبط فى كل جدار
فى كل مساءٍ .. أنتظرُك من شرفة بيتى
أتفحص كل وجوه الماره .. أتسمع كل الخطوات
أستجوب عنك الطيرالعائد ..
أستجوب كل النسمات.
لكنكِ ياذكراى الحلوة أبداً لا تأتين
ينفطرُ القلب وتسرى فى أوصالى رعشه
أنهارُ وآخد حزنى فى أعماقى
أنسجُ منه غطاءاً حتى تنقضى الليله
أنطلق سريعاً ضمن صفوف المنتظرين
يتلفحُ كلٌ مِنا بغطاءٍ قاتم .. ينتظر حبيب
تتلامس مِنّا الأكتاف رغماً عنا
فالشاطئ بردٌ ولهيب
يَتَلمس دفئا بين الناس
يسمع همساً فى الأنفاس
عن كل مرارات الغربه ..
عن قسوه هذا الإحساس
لا يعرف أحدٌ مِنّا الأخر
لَكِنا أصبحنا واحد
تتطابق كل تقاسيم الأوجه
جزعٌ..أملٌ..قلقٌ..لهفه
ويخالُ القادم من بُعدٍ أنّا توأم
يسألنى الشيخ القابع جنبى
 تنتظرغريباً ياولدى؟؟
 أنتظرالماضى ياجدى
يتبسم هذا الشيخ ويُجزِم أنى أهذى
 لا تسخر مني ياجدى
 أوَ لا تتمنى الشاب الماضى من عمرك ؟
  ألفي مره !!
 فلماذا تنكر منى حبى للماضى من عمرى
 لكن أخشي أن تفنى فى البحث شبابك
وتعود لتبحث عن شاب يسكن جسدك ..
ويمرعليك العمر وقوفاً ضمن صفوف المنتظرين
 زدنى من قولك يا شيخى
  فى داخل كل منا ياولدى
طفلٌ .. شابٌ .. شيخٌ هرمٌ
يَسكنُ فى القلب ..
السُنّةُ تقضى ياولدى أن تحيا سِنك
لكن لاتسأل عن أييٍ يسكن قلبك
أبحث عن هذا الغائب فى جوفك
ستجدهُ بنفس اللهفه ينتظرك
حَرِرهُ سريعاً من أسرِك
أتركهُ طليقاً
يندفع ُسريعاً ويُعَربد.. يملاء وجهك
يملاء نفسك ..
وتعيش سعيداً ياولدى ..
أنت وطفلك

عماد الدين عبد الرحمن سالم سالم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى