الثلاثاء ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٨

الكتابة والسيرة المتفجرة في (أفول الليل)

بقلم: مديحي عبد الرحيم

نظمت مكتبة كتاب وتواصل، بتعاون مع فرع اتحاد كتاب المغرب بالقنيطرة حفلا استضافت فيه الكاتب الطاهر محفوظي، لتوقيع مؤلفه " أفول الليل " بمشاركة وتقديم الناقدين محمد أقضاض وعبد الرحمان غانمي.

في بداية هذا الحفل أبرز كل من العربي بنجلون (كاتب فرع اتحاد كتاب المغرب) الذي ترأس هذه الجلسة وأمينة السيد (صاحبة المكتبة)، أهمية هذه اللقاءات الثقافية، والغاية منها خصوصا ما يتعلق بالإنتاجات المغربية وقيمة متابعة ومواكبة ما يصدر علميا ونقديا.

وفي مداخلة بعنوان: أفول الليل للطاهر محفوظي السيرة المتفجرة،وقف محمد أقضاض عند ثلاثة أنماط ترتبط بالأتوبيوغرافيا:

النمط الأول هو اليوميات،والنمط الثاني هو سيرة الطفل/السارد، والنمط الثالث هو رسائل سجنية يخترقها، نمط رابع هو التخييل الذاتي،مشيرا إلى أن يوميات محفوظي تسجل أزمة شخصية فردية وأزمة اجتماعية عامة، أزمة المعتقل والسجن في صراعه مع الحلم الحر المتحرر، وتشكل صورة للأزمة عامة عانت منها نخبة من المناضلين اليساريين أواسط السبعينات، أزمة التحولات الشاملة في المغرب والمنطقة عموما، من هنا ــ يقول محمد أقضاض ــ هي يوميات إشكالية تقع بين ممارسة البطولة الذاتية وتدميرها السجني، وبين يوميات إشكالية وطنية ما زالت تبعاتها متحكمة في حاضرنا، وهي تركيب تراجيدي لمرحلة مأساوية أفرادا وجماعات ومجتمعا ووطنا.

المداخلة الثانية كانت لعبد الرحمان غانمي تحت عنوان: في ضوء السجن والكتابة، اعتبر فيها أن كتاب (أفول الليل) جاء عبارة عن نصيصات في شكل كتابة تحررية، تلامس مرحلة معينة من تاريخ المغرب الراهن، خصوصا ما يتعلق بالسجن، فجاءت الكتابة كتعبير عن هذا المعيش بوسائل تسجيلية وتوثيقية كنزع نحو الواقعية، تتغذى من آثار واقع الإعتقال والسجن والسجان، وتتخللها تفاصيل كثيرة في شخوصها وأشيائها وأسمائها وإشاراتها،قبل أن يخلص عبد الرحمان غانمي إلى أن " أفول الليل " هو السيرة عن السجن، أو سيرة محفوظي الطاهر في السجن، أو سيرة حدثية لمناضلين قاسموا الكاتب الإيديوليوجيا والتنظيم، أو قاسمهم هو ما جرى، أو تقاسموا كلهم بالتساوي أو التقسيط نفس الأوضاع بأحلامهم وذواتهم، كما رأى أن هذه النصيصات تلتجئ إلى السخرية والنظم الشعري واستنهار فضاء الطفولة،لإبراز معاناة السجن.

آخر متدخل، وقبل توقيع كتابه، كان الطاهر محفوظي الذي ألقى كلمة بالمناسبة، أعاد فيها ذكر محطات نضالية وأسماء مناضلين بتضحياتهم، والذين لم تعرف أسمائهم، مركزا على معنى النضال والتضحية،وطنيا وقوميا،بكل الآلام والآمال.

كما تحدث عن التصنيف الأجناسي لمولفه معتبرا أنه كتاب كباقي كتابات الإعتقال السياسي،و كتابات الحرية، كما سماها الرفيق توقيف بلعيد ضمن كتابة التاريخ للملاحم والنضالات، والفظاعات المتفرقة في حق المناضلين وحتى المواطنين العزل خلال عقود من طرف سلطة لا سلطة فوقها، تجاوزت كل الأعراف وحتى قوانينها نفسها، وأوضح أيضا أن الكتاب يروم الثأر الأدبي والفكري وتمجيد الآلاف ممن قتلوا وعذبوا وسجنوا لأنهم قالوا لا، وواجهوا الطغيان المدجج بالسلاح وهم عزل...

وفي الأخير ختم الطاهر محفوظي حديثه، بأن بعث بتحية خاصة لشعب فلسطين المحتل والمقاوم، وشعب العراق العظيم المقاتل عبر صوت شاعر العراق الخالد كنبوؤة صادقة، كتحد عنيد،في وجه الطغاة، كل الطغاة وعلى مر العصور

بقلم: مديحي عبد الرحيم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى