الثلاثاء ١٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم أحمد مظهر سعدو

الوعر الأزرق

صدر مؤخراً عن دار الجندي للطباعة والنشر بدمشق الطبعة الثانية للمجموعة القصصية للأديب والقاص السوري إبراهيم صموئيل .. وقـد جاءت المجموعـة ضمـن / 109/ صفحات من القطع المتوسط .

لقد استطاع هذا الأديب المبدع أن يرسم ملامح فن القصة القصيرة في بلاد الشام كما ما لم يرسم من قبل ، وتجسد ذلك ضمن مجموعاته : رائحة الخطو الثقيل ، النحنات ، ثم الوعر الأزرق ، المنزل ذو المدخل الواطئ ، وفضاءات من ورق .. فكان ذلك الرجل الإنسان الذي امتلك ناصية الكتابة والقص فأبدع وأعطى عبر دخول في كينونة المعاناة للناس الناس .. ففي مجموعته هذه ينتقل من العتمة ، نحو الصمت ، مروراً بومضة ، ثم قالت خديجة لخديجة وأبطال الأبطلين ، الوعر الأزرق ، العصبة وفي حافلة صغيرة ، ثم سلاميتان من ورق ، وصولاً إلى المسافة والخانم وأخيراً - طيط - حيث تحولت الحادثة الاجتماعية معه إلى منهل نعب منه لإنشاء الصور المبالغ فيها ، والتخيلات المجنحة والوضعيات الشاذة الغريبة ، متبادلينها سراً فيما بيننا ، فلا نشبع ولا نرتوي ، حتى باتت الواقعة بالنسبة لنا فرصـة تاريخية .

في معاناة البشر ولحظات الألم يكتب بطل قصته رسالة بحجم سلاميتين من إصبع على ورق رقيق ، من نوع ورق الرسائل كُتبت بعض الجمل على الوجهين بحبر أسود وأحرف صغيرة واضحة .

إبراهيم صموئيل يغوص في قعر المجتمع ويحاول اقتلاع ما التصق في أسفل القعر هذا ، وهو الذي يقول في قصه : ما نهضت من حفرة إلا وانزلقت بأخرى ، ولا تعثرت بحجر إلا وسقطت بعرقلة من غيره ، وما اندفعت بحثاً عن وداد إلا وارتطمت بعابر أو شجرة أو عمود حتى بت مثل أعمى حقيقي خلف العصبة السوداء .

ولأنها ومضة فقد تخطى – صموئيل – الوعر الأزرق باتجاه صعود أدبي حلزوني للأمام والأعلى على طول المدى ، فكان ما كان من نصوص قصصية جزلة وسلسة وغاية في الجمال .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى