الأحد ١٠ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

تاريخ

ما زلت أحاول
أن أخرج صوتي خارج غصّته...
لكنّ السجّان يحاصرني
من كل نواحي النطق
ويطبق وحشيّته...للأضلاعْ.
لن أنسى وجهك
ذاكرتي المملوءة بالعشب
تلازمني حتى الموت
وتفرض رغماً عني الإقناع ْ.
أذبحها بالشوق
وأحفرها في صدري أغنية ً
يحفظها الأطفال مع الخبز
وينساها كبير ٌ مسمومٌ
بالمكر من الإرضاع ْ.
لن ينساني الورق
المتطاير في شالك
لن تنساني الريح ُ
أنا حلم شاعْ.
لن أ ُنسى بسنابل شعرك في أيار
أفضّ بكارتها في الليلة
عشرين نشيداً
لكن لن أصل الإشباع.
هل تعرف حزناً مسلوباً ؟
حتى النهم الإنسانيّ
وهل تقرأ أسطورة ليلى
حين تناست جسدي
في الطين وفي الأوجاع ْ.
مازلت أحاول
أستظرف جوعاً
سيّرني نحو الهاوية السفلى
وأصلّي في محراب المبهورين
وأخرس أفواه الجوع ِ
وأفتح إضعاف الأسماعْ.
باركتُ وصولي في نصلةِ سيف ٍ
إحذرْ سيفاً خلف الظهر
سيجبرني وقتي
أخضع للتفتيش يقولون بأني
محتالٌ أحمل صورة أمي كجواز ٍ
صورة بيتي كهوية تعريف ٍ
إني مجزوع بالنسرين
إني مزروع بتراب ٍ
في بيدر قمح ٍ
في زهرة رمّان ٍ
في النعناع
معروف بالأحلام
أحاطوا بي
واعتبروا وجهي المصنوع الغير الشرعيّ
الموبوء بعشق ٍ , والمربوط بتاريخ ٍ
هذا الوجه الملتاع.
فلذا وضعوا قانوناً
ينزع وجهي
يعتبرون الوجه قناع
ينبح فجرٌ في أذني
صورتك الأخرى عنوانٌ للعشاق
أحبك في زمن الرعب
وبين اللحظة والأخرى
أدرك عاقبة الإخضاع.
يصرخ حلم في صدري
ضحكتك الأخرى مسرح أطفال ٍ
يلهون , وينسون أمومتنا
بين الحينة والأخرى
أدرك خاتمة الإشفاع ْ.
روحي قبسٌ من خالقنا
أنت الروح
إذاً لن أتعب نفسي بالشرح
لأنك من علم الخالق
لن أدخل فلسفة الأصناف
وشاكلة الأديان
وماهية الأنواعْ.
أشرع أغصاني في الجوّ
وأنثر أحلامي في أروقة ٍ
تولد حزناً وضياعْ.
وأقبّل وجهك كل طلوع ٍ
أحفر ذاكرة العشاق أراك ملاكاً
وأراك نجوماً وشعاع.
وأعانق ظلاً كان يمرّ هنا
أنت فضاء للحلم
خيالٌ للشعر
وأنت الحاضر والماضي والآتي
أنت لقاء الأرواح
وأنت وداع ْ.
مازلت أحاول
موسيقا الليل على أذني صاخبة ٌ
وشجيرات التين تعامل عصفوري
بعبوديّة عصر ٍ يأتي
فوق صرير الكبت
ليستأصل منّا رمزاً لا نعرفه
هو يعرفنا
يرمينا مشدوهين
بحفرة موتٍ بنهاية قاع
فأمدّ يدي في الظلمة
ألتقط الوجه المتناثر في أزمنة القهر
لأمي وجهان
الأول يرضعني والثاني ينساني
جدّي يحفظ شروالاً في (اليوك) وإبريماً
يضربني (الإبريم)
يعلّمني الشروال
يستدرجني ,
فصقوسي الملفوقة بالأقنعة العصريّة
قد قادتني
ومسختْ موروثاً
أسأل هل أنصاعْ..؟
للحاضر ذاك البالي
يتركنا في دوّامته..... نتصارع مغلوبين
ندور مأسورين
يحملنا من ركن الزيف كذوبٌ
يرمينا في الغدر ضياع ْ.
مازلت أحاول
لن يخمد صوتي
مادام الحبر يسيل
سينطق في الصمت يراعْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى