الاثنين ٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
دراما الموسم الرمضاني
بقلم أحمد مظهر سعدو

تجليات إلى الأمام

في الموسم الرمضاني الفائت كانت تجليات الدراما السورية على الشاشة الفضية متألقة كعادتها في السنوات المنصرمة، وجاء الموسم لهذا العام متقدماً نسبياً على سابقيه

كماً ونوعاً, بحيث استطاعت الدراما السورية امتلاك الشارع العربي من المحيط إلى الخليج، بالتساوي مع الدراما المصرية وبعض الشيء الخليجية أيضاً.. إلا أن الدراما

التلفزيونية العربية برمتها لم تأل جهداً من محاولات هنا وهناك لامتلاك الساحة والإمساك بالتاريخ تارة، والبداوة تارة أخرى، والمجتمع المعاش تارات وتارات..

فكانت بروزات مسلسلاتية لا يستطيع المرء إلا أن يقف عندها بكل احترام،على جهود بذلت من كتاب ومخرجين مهمين، وكذلك ممثلين دأبوا على إنتاج الدراما العربية

هذه، لتكون من علامات نهضة ثقافية جمة، تعيد للعرب بعض تألقهم الذي فقدوه في نهارات سلفت، وضمن واقع عربي حديث، غابت عنه الحداثة وشوهته متاهات الانفلات القيمي البائس.

في – باب الحارة – كانت العودة إلى تلافيف الحارة الدمشقية القديمة وعلاقاتها الاجتماعية، التي لم يستطع الكاتب ولا المخرج بسام الملا الخروج منها. ولا إبراز علامات ثقافية أخرى كانت موجودة في تلك المرحلة، وبقي العمل أسير نفسه وأجزائه

السالفة.. لكن – أهل الراية – مع أنه دار في نفس السياقات الحاراتية إلا أنه حاول الخروج على متاهات باب الحارة.. فنجح تارة وأخفق أخرى..

ولم يكن مسلسل - ناصر- لباسل الخطيب وبطولته المميزة والمهمة لمجدي كامل إلا محطة ذات أهمية فرضت نفسها على الساحة الدرامية العربية وشدت المواطن العربي

لمرحلة تاريخية منيرة من تاريخه الحديث. حيث نجح فيها كلا من يسري الجندي, وباسل الخطيب أيما نجاح.. ولم يستطع مسلسل – ظل المحارب – مجاراته على الإطلاق، لكن مسلسل – رياح الخماسين – لهشام شربتجي الذي منع في سوريا بعد بداية عرضه استطاع

جذب بعض المشاهدين لأنه كان جريئاً ولامس قضايا لم يستطع سواه لهذا العام ملامستها.. كما لم يستطع فراس إبراهيم مجاراته بعمله لهذا العام – ليل ورجال – عبر معالجته للشعوذة والمشيخة المدعاة. فكان اصطناعياً في بعض الأحيان، بعيداً عن الواقع في أحيان أخرى.

عموماً فقد استطاعت الدراما العربية السورية وغيرها ملامسة بعض المعطيات الآنية، وهي إن لم تنجح تماماً الا أنها تمكنت من أن تكون رقماً متطوراً عن سنوات سبقت، مما جعل منها دراما تستحق الوقوف وقفات ووقفات نقدية وذات غوص جواني أكثر،يعيد للفن المتلفز ألقه الذي كان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى