الجمعة ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
ثلاث سنوات على رحيل العقاد
بقلم أحمد مظهر سعدو

حتى لا ننساك

المخرج السوري المبدع مصطفى العقاد الذي رحل عن عالمنا مع ابنته منذ أكثر من ثلاث سنوات خلت.. ترك بصمة كبرى في تاريخ الفن السينمائي العالمي، وأسس لسينما عربية بملمح عالمي،لم يسبقه إليها سواه.. وإن كان حظه العاثر، وتنكر أصحاب القرار له، جعل إنتاجه العربي قليلاً جداً.. إلا أنه مع قلة إنتاجه فقد ترك تحفتين فنيتين ستخلدانه على مدى التاريخ المستقبلي للعرب والعروبة.

فمن يشاهد – عمر المختار – و- الرسالة – يعيش أمام إبداع سينمائي يرقى إلى مستوى التحفة، فاشتغاله الفني الإخراجي الرائع في كليهما جعل من الفيلمين حالة خاصة ومتجددة، أرخ عبرهما لتاريخ أمة لم يأل جهداً، هو وآخرين قلائل من زملائه الفنانين، عن متابعتها وهم الذين وضعوا البصمة الإبداعية الهائلة التي تطاول في مستوى إبداعها عنان السماء.

نذكره اليوم وهو الذي رحل نتيجة تفجير عنفي لم يكـن المقصود بـه لنفسه مـع ابنته فيه.. بل بالصدفة ولمحض الصدفة، فقد كان في عمان لحظة أراد منفذي العملية التفجيرية النيل من الفندق الذي ينزل فيه.. خطفوه من بين ظهرانينا، وتركوا في قلوبنا حسرة ولوعة بافتقاد رجل عظيم بمكانة مصطفى العقاد.. هذا المخرج العربي العروبي الوحدوي الحلبي، الذي عاش في أمريكا وبقي وهو في قلبها عدواً لهيمنتها وسيطرتها على العالم واستفرادها بالكون و الكونية.. العقاد عاش بطلاً متواضعاً، ومات شهيداً وشاهداً على هذا العصر العربي البائس.. لكنه أبى أن يرحل إلا وقد ترك تحفته فـي (عمر المختار )و(الرسالة ) فكان رائعاً أيما روعة.. وكان فناناً منتمياً لأمته وناسه وشعبـه.. وظل فكره القومي يلف جل نتاجاته الفنية.. لهذا كله لن ننساه.. وحتى لا ننساه، فإنا نؤكد أنه بيننا بفكره وإبداعه ونتاجاته وبساطته وطيبته وقربه من الناس، كل الناس.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى