الأحد ١٧ آب (أغسطس) ٢٠٠٨

حوار مع الروائي خليل الجيزاوى

بقلم: محمد الحمامصى

خليل الجيزاوى روائي مصري تشهد الساحة الأدبية حضوره الفاعل كاتباً للقصة والرواية وناقداً مُشاركاً في الكثير من فعاليات الحياة الثقافية والندوات الأدبية ومُحكماً في العديد من المسابقات التي تنظمها الهيئات الثقافية سنوياً، يعمل حالياً مُراسلاً صحفياً لمجلة دبي الثقافية بالقاهرة، وهو عضو في الكثير من الهيئات والمؤسسات الثقافية منها اتحاد كتاب مصر، وجمعية الأدباء، وعضو مجلس إدارة نادى القصة بالقاهرة، حصد الجائزة الأولى مرتين عام 1999، في القصة القصيرة عن قصة (نشيد الخلاص)، وفي الرواية عن رواية (يوميات مدرس البنات)، وجائزة محمود تيمور (مصر والعالم العربي) عن المجموعة القصصية (نشيد الخلاص) عام 2002، وفازت أيضاً بالمركز الأول في استفتاء الإذاعة المصرية كأفضل مجموعة قصصية صدرت عام 2001، ثم أصدر مجموعته القصصية الثانية أولاد الأفاعي/ الكتاب الفضي عن نادى القصة 2004، وأصدر أربع روايات: يوميات مدرس البنات/ مكتبة مدبولى الصغير 2000، أحلام العايشة/ الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003، الألاضيش/ الهيئة المصرية العامة للكتاب 2004، مواقيت الصمت/ الدار العربية للعلوم بيروت2007 بالاشتراك مع مكتبة مدبولى للتوزيع بالقاهرة ومنشورات الاختلاف للتوزيع بالجزائر، وبمناسبة صدور روايته الجديدة (مواقيت الصمت) كان اللقاء وهذا الحوار:

تعيد قراءة الواقع

ما الرؤية التي تطرحها في روايتك الجديدة مواقيت الصمت؟
في الرواية أحاول الاشتباك مع قضايا الواقع المعاصر، والكشف بوعي عن آليات استلاب الوعي وانتشار صور الفساد والجهل والتزييف في حياتنا الإنسانية، ومن ثم التمرد علي أشكال التسلط والقهر، وفي المقابل تطرح الرواية رؤية مستنيرة كي نعيد تشكيل وبناء ذواتنا بناءً حراً، يؤمن بالحوار؛ لنثرى تجربتنا مع الحياة، وأنه بالإمكان أن نتحاور ويتجاور الرأي والرأي الآخر مثل مجاورة قضبان السكك الحديدية، ولا يحدث أي صدام، وهنا تكمن أهمية الاختلاف، تثير رواية مواقيت الصمت الكثير من الأسئلة بداية من سؤال الهوية ووصولا إلى السؤال الشائك الذي يتردد همساً علي ألسنة أبطال الرواية:

هل نحن أحرار حقاً؟ وهل يمكننا البوح بحرية مطلقة؟
رواية مواقيت الصمت تعيد طرح الأسطورة الشعبية التي تعانق الحكايات الشعبية، هذا المزج الساحر بين الواقع المعيش والأسطورة الخيالية باعتباره جدلا قائماً بين الواقعي والخيالي المشحون بالكثير من الأسرار الغامضة والأحداث غير المنطقية، التي لا يمكن فهمها إلا من خلال فهمنا للأسطورة أو الحكايات الشعبية التي تروي (حكاية التوأمين) وهما يتنازعان علي الحياة في لوحات حياتية مشحونة بالتوتر، وربما بدافع خفي للتحرر من ممارسات القهر التي مُورست ضدهما، أو تربيا عليها من خلال آليات القمع المختلفة التي تشكلت من خلال الصراع الدرامي بين هند وتوأمها هبة، واستفدت من توظيف الأسطورة التي تتردد في الحكايات الشعبية عبر حواديت الجدة سواء في الريف المصري أو الحارة الشعبية، تلك العوالم السحرية الغامضة التي تثير شهية القارئ، بل تجعله متلهفاً بمتابعة أحداث الراوية المليئة بالأحداث الشيقة والممتعة معاً.

وتتكئ رواية مواقيت الصمت في الكثير من أحداثها إلى أبعاد أسطورية تشتبك مع أحلام أبطال الرواية وسط حي السيدة زينب، وهي تمثل أحلام الطبقة المتوسطة مقابل أحلامهم بالثراء والانتقال للحي الراقي حي جاردن سيتي المقابل لهم مباشرة، مثلما فعل عضو مجلس الشعب السابق، أو مثلما فعلت أم هند بطلة الرواية التي تمردت على الحياة في السيدة زينب/ الحي الشعبي، وأقامت في فيلا بمصر الجديدة، أو من خلال الأحلام المبتورة للطبقة المتوسطة في شارع الناصرية، هؤلاء الذين يشكلون ملح الأرض، هذه الشخصيات التي تتغلغل في بنية الواقع المعيش ومكوناته الفكرية، وهو ما يؤكد أن الرواية رواية مكان، حيث ترصد الرواية علاقة شخوصها بالمكان رصداً أنثربولوجياً لحياة الجماعة البشرية في الحارة الشعبية في تناغم بديع، يصعب معه أن تحدد بدقة الحدود الفاصلة بين الواقعي والمتخيل؛ لأن الواقعي يبدو أحياناً أغرب من المتخيل، حيث نرى الغرائبى يتوازى مع الحياتي، والعجائبى يتعانق مع الواقع المعيش، فواقع شخوص الرواية مع الأحداث المتشابكة يصبح سرداً مؤطراً يتجاوز ما هو تخيلي وعجائبي وغرائبي؛ ليندرج إلى ما يسمى بالواقعية السحرية؛ لأنك لا تستطيع فهم طبيعة الإنسان إلا من خلال فهمنا للموروث الشعبي الذي تشكل عبر السنوات الباكرة من خلال وعينا بالحكايات الشعبية، والمتخيل الروائي يستمد كثيراً من عناصره التخيلية من إشكالية الواقع وأحلام شخوصه التي تحاول تجاوز هذا الواقع، فتحلم الذات الإنسانية بالتحليق في تلك العوالم السحرية الأخاذة المليئة بالدهشة والغرائبية، وهكذا نجح المتخيل الروائي أن يتجاوز هذا الواقع المحبط والمؤلم؛ ليعيش معظم أبطال رواية مواقيت الصمت تلك العوالم السحرية.

رواية مواقيت الصمت رواية تعيد قراءة الواقع في ظل المتغيرات اللاهثة في المجتمع الجديد من خلال صور الفضائيات والانترنت التي تصيب الكثير من أفراد الحي الشعبي بالحسرة والضياع، فبطلة الرواية تعانى من القهر الاجتماعي الذي فرض عليها مُبكراً، وتعاقبت على حياتها الكثير من صور القهر، بل مارست عليها الأم كل وسائل القهر والتعذيب باعتبارها نذير شؤم وأن الخراب آت على البيت لا محالة، كما تقول الحكاية الشعبية/ الأسطورة التي تصدرت بدايات فصول الرواية السبعة كنص موازى للنص الروائي، وقد عانت بطلة الرواية كثيراً من ضرب الأم لها، حتى اعتقدت أنها ليست أمها، بل زوجة أبيها، وهكذا فرّت بنفسها لتبيت عند أمها الثانية الخادمة أم شحتة التي أرضعتها طفلة. كذلك عانت بطلة الرواية من سيطرة قوى خفية وغامضة طوال حياتها، ولم تعرف طبيعة هذه القوى الخفية إلا في آخر صفحات الرواية، عندما اعترفت روح أختها التوأم التي ماتت صغيرة بأنها احتلت جسدها قسراً، بل تلبست روحها وحاولت بشتى الوسائل أن تعزلها عن المجتمع، حتى تتقوقع وتتشرنق حول نفسها، كل ذلك حتى تظل خاضعة مقهورة وتطيعها وتتصرف وتأتمر بأوامرها، وخارج البيت نراها تعانى من قمع المجتمع الذكورى الذي نجح في نسج خيوطه العنكبوتية حولها، ويوم أن نجح في الاقتراب منها بعد انتقال أمها العيش في فيلتها الجديدة بمصر الجديدة، وفض بكارتها بعلاقة حميمة، نراها لم تقاومه، لكنه بدلا من أن يقترب منها أكثر، نراه يدفعها للانتحار أكثر من مرة، بعد أن دخلت روحها منطقة الأرض الخراب وأصيبت بنوبات متكررة للاكتئاب، حين ابتعد ونأى عنها بعقيلة القمع الذكورى للمرأة، وأنها وحدها يجب أن تتحمل خطأ الحب، وهكذا تفضح الرواية وتعري سلطة المجتمع الذكورى، تلك السلطة الكاذبة والعفنة التي تربت على قمع الرغبات وتشويه وتزييف المشاعر والأحاسيس، فأنبتت عقول مريضة ومنحرفة، تتشدق بالتقوى والورع في النهار، وحين يهطل الليل وتنطلق الرغبات تعربد، تقتنص، تمتطى صهوة بنات الليل. ولقد نجحت بطلة الرواية أن تخرج من أسر هذه الدائرة المغلقة وتفر بروحها المريضة من قمع هذه المؤسسات، بالسفر إلى باريس مدينة النور؛ لتشفى روحها من أمراض المجتمع وتستطيع استكمال دراستها العليا لدرجتيّ الماجستير والدكتوراه، حيث اختارت علاقة الأدب بالمجتمع كتخصص دقيق، وعادت لاستكمال الجزء التطبيقي على أطفال الشوارع في القاهرة؛ لتطبق عليهم ما توصلت إليه من نتائج بحثية، كي تساعد هؤلاء الأطفال، وتقدم لهم طوق نجاة أو ترشدهم إلى طريق الخلاص من التشرد والضياع.

وهكذا تتواتر الرواية عبر فصولها السبعة كحلقات درامية مكثفة ودالة، وينهض البناء السردي بشكل محكم؛ بتقنية رواية الأصوات؛ ليضعنا في عدة مفارقات مهمة ومثيرة، حيث تشتبك أحداث الرواية مع رؤى المجتمع المتسلط الذي يتبنى ويفرض آليات القهر والاستبداد كطريقة وحيدة للعيش في الحياة، بديلا عن التحاور بين أفراد وأبناء هذا المجتمع الصغير، فيورث أبناء المجتمع آليات الاستلاب والقمع والغياب القسري، ومن هنا اندفعت بطلة الرواية إلى الخروج من هذه الشرنقة التي وضعت داخلها قسراً، خلال يقين تراتبي طوال سنوات حضانة المجتمع الأبوي الأولي، وهكذا قررت وبرغبة حقيقية أن تثور ضد المجتمع البطريكى المتسلط، ونجحت أن تُكسر هذا الطوق الحديدي؛ لتنال حريتها، ولم يتبق للآخرين من المحيطين بها سوي الشعور بالعجز والضياع واجترار مرارة الانكسار على الرغم من هالة النجاح الإعلامية المزيفة التي يوهم نفسه بها، بل يعتبرها دليلا على آلية النجاح.

بدايات التكوين

ما الإرهاصات الأولى التي دفعتك لعشق الأدب؟
هناك محطات مهمة ساهمت في تكوين ذاكرتي ودفعتني دفعاً كي أعشق الأدب:
الأولى: كُتّاب القرية والشيخ على نوفل رحمه الله الذي فتح أمامي مُبكراً نوافذ المعرفة، لم تصرفني مهابة الشيخ الجليل عن طرح جملة الأسئلة، فكنت كثير الأسئلة عن معاني الآيات الشريفة قبل حفظها عن ظهر قلب، خاصة قصص الأنبياء، ربما تكون هذه الأسئلة البريئة في السنوات الأولى بمثابة انعكاس حقيقي للدهشة المعرفية والبصرية في تلك السنوات الباكرة وبتلقائية شديدة للدهشة الأولى بالقص القرآني.
الثانية: قصة الأديبة جاذبية صدقي (ابن النيل) في نهاية المرحلة الابتدائية وشغفي بتتبع سيرة (حمدان بطل الرواية) آملا السير على طريقه لمتابعة الدراسة في القاهرة، ثم قصة (الأيام) رائعة عميد الأدب العربي د. طه حسين في المرحلة الإعدادية، أدركت معهما أن الطريق صعب ولابد من القراءة حتى يصل الإنسان إلى ما يريده! ثم قرأت رواية الشوارع الخلفية رائعة عبد الرحمن الشرقاوى، ورواية الأرض، ومعظم كتب د. مصطفي محمود الفكرية والقصصية، وروايات إحسان عبد القدوس، وروايات نجيب محفوظ خاصة اللص والكلاب، مع نهاية أولى ثانوي قررت الدراسة بالقسم الأدبي.
الثالثة: بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة حملت أوراقي وسافرت للقاهرة حيث التحقت بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة عين شمس، في هذه الكلية وبين المحاضرات تعرفت على أساتذة كبار مثل:
د. مهدى علام، د. عبد القادر القط، د. محمد عبد المطلب، د. صلاح فضل، د. أحمد مرسى هؤلاء الذين ساهموا في توجيه وصقل تجربتي مع القراءة، فقرأت كل ما وقعت عليه عيني من كتب سواء في مكتبة الجامعة أو مكتبة البارودي بالعباسية أو شراء الكتب من سور الأزبكية أو ميدان السيدة زينب، ثم تابعت الدوريات الثقافية خاصة مجلة إبداع أثناء رئاسة تحرير د.عبد القادر القط.

د. القط وقراءة النص الأدبي


ماذا عن مرحلة البدايات مع عالم القصة القصيرة؟

أثناء دراستي بالكلية اقتربت كثيراً من د. عبد القادر القط ذلك الذي علمنا كيف نقرأ النص الأدبي ونتذوقه وعلى يديه تعلمنا آليات الكتابة ومناهجها وبنيتها وأدواتها وكتبت أول قصة، قرأها د. القط وأثنى عليها، كانت المناقشات طويلة حول أعمال يوسف إدريس القصصية خاصة أرخص ليالي، وبيت من لحم، وروايات نجيب محفوظ خاصة رواية اللص والكلاب، والثلاثية، ورواية الطريق، وفي الجماعة الأدبية بالكلية تعرفت على القاص النوبي إبراهيم فهمي رحمه الله الذي كان يدرس في حقوق عين شمس ومعه تعرفت على الندوات الأدبية، ندوة الاثنين في نادى القصة، ندوة الثلاثاء في أتيلييه القاهرة، ندوة الأربعاء في دار الأدباء، ندوة الخميس في جريدة المساء والروائي محمد جبريل، وكتبت قصصاً قصيرة، قدمتها للدكتور عبد القادر القط فوافق على بعضها ولا أزال أتذكر تعليقه على إحدى القصص: قصة تقوم على مشهدية اللقطة البصرية وعذوبة اللغة الشعرية! واختار هذه القصة التي أعجبته وناقشني فيها، ونشرها في مجلة إبداع! ثم نشرت قصة أخرى بجريدة المساء عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي بعنوان (الحدود) وتوالى النشر في الكثير من الدوريات الثقافية، لكن أهم ما يميز تلك المرحلة الباكرة عندما نشرت قصة في جريدة الأهرام (ملحق الجمعة) وبها عُرفت ونلت شهرة كبيرة، ثم نشرت قصة في مجلة الهلال العريقة وبها رسخت أقدامى في الحياة الثقافية وعالم الإبداع.

روافد الكتابة

ما روافد الكتابة وإشكالياتها من خلال كتابتك؟
تتكئ كتابة القصة والرواية عندي إلى روافد كثيرة منها:

أولاً: تيار الواقعية المعنىّ برصد الحياتي واليومي من خلال وعى الذات الإنسانية والاستفادة من هذه الذات الفردية والجمعية وهى تجتر ذلك المخزون الهائل من سراديب دفتر الذكريات حيث تتكئ عليها قناعاتى الشخصية بأهمية تسجيل الخبرات الحياتية التي مررت بها والاستفادة بها سواء في وصف شخصية بعينها أو رسم جغرافية المكان أو نقل حوار الأحداث الحياتية كما عايشته وشاهدته.

ثانياً: الاستفادة بالأسطورة والحكاية الشعبية وتوظيفها وتضفيرها مع أحداث القصة بحيث يحدث تتداخل وتناغم بين المتخيل القصصي الواقعي بتضفير الواقعي بالأسطوري بالشعبي حتى أن المتلقي لا يستطيع أن يميز بين ما هو واقعي وما هو أسطوري.

ثالثا : الوعي الكامل بقراءة كل المنجز الإبداعي العالمي بداية من أعمال تولستوى، دوستويفسكى، جوجول، تشيخوف، مارسيل بر وست، لورانس دار يل، باولو كويلهو، إليوت، أوسكاروايلد، تشارلز ديكنز، أناتول فرانس، جول فرن، كازانتزاكس، إلى أعمال أدباء أمريكا اللاتينية، خاصة ماركيز وقبل كل هؤلاء هيمنجواى بالإضافة إلى قراءة كل المنجز الإبداعي العربي بداية من نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وعبد الرحمن منيف، وزكريا تامر، وحنا مينا، والطاهر وطار، وصنع الله إبراهيم، وبهاء طاهر، وخيري شلبي، وإبراهيم أصلان، ومحمد ديب، ومحمد شكري، وعبد الحكيم قاسم، ومحمد البساطى، وجمال الغيطاني، وإبراهيم عبد المجيد، وكل ما كتب ونشر من قصص وروايات حتى جيل التسعينيات.

رابعاًً : كانت إشكاليات الكتابة تدفعني دفعاً على التمرد ورفض كل الثوابت والسباحة ضد التيار، هذا التمرد يجعلنى أثور على القوالب القديمة في كتابة القصة والرواية، وأنحاز كثيراً إلى التجريب وذلك بإتباع أساليب سردية حديثة وعدم الانشغال كثيراً بالحبكة القصصية والاستفادة بطرائق الكتابة الحداثية مثل تحطيم الفوارق بين الأنواع الأدبية، ذلك الذي يفكك الأطر السائدة والفارقة بين الأجناس الأدبية من (قصة – رواية – شعر – مقال – مسرحية) في الكتابة الإبداعية (الحداثة، وما بعد الحداثة) وهو يتوقف كثيراً على المظاهر الجمالية واكتشاف المحاور الجمالية في النص القصصي، بداية من توظيف الصفة والموصوف، الخارج والداخل، الزمان والمكان، البنية السردية في دلالة اللغة، البحث عن الرمز وخصوصيته، تتابع إيقاع اللغة، منتهياً إلى جماليات الملمح البصري في الصورة السردية، هذه التقنية – تقنية المدرسة البصرية – تُعنى في المقام الأول برسم المشاهد البصرية بكل تفاصيلها الدقيقة بحيث تتجاور هذه المشاهد وتتحاور في لوحات (كولاج) حتى تكتمل ملامح الصورة البصرية، يمكن للقارئ أن يشاهد شخصيات القصة وهى تتحرك أمامه أثناء القراءة.


كيف ترى الحركة الثقافية؟

تشهد الحركة الثقافية تحولات جذرية، وذلك للانهيارات المتتالية التي حدثت في الفترة الأخيرة نتيجة تفكك الاتحاد السوفيتي، وسقوط اليسار، ثم توقيع معاهدة السلام، كل هذه الأحداث عمقت الشروخ في الثقافة العربية، فانهارت أحلام القومية العربية مع الحرية والعدالة الاجتماعية، وبات أكثر المثقفين كأنهم يقفون في العراء، لانهيار القضايا الكبرى، أو عدم وجودها أصلا، من هنا وجدنا تحوّل معظم الشعراء لكتابة الرواية باعتبارها بنت المدينة التي تتناول تحليل الأحداث ورصدها، أو إعادة خلق عوالم جديرة أن يحياها الإنسان.


كيف تقيّم تجربة كتّاب جيلك؟

بدأت الكتابة أواخر الثمانينيات، ومن خلال الندوات، ندوة المساء، جماعة الجيل الجديد تعرفت على الكثيرين، في جماعة نصوص 90، تعرفت على سيد الوكيل، ياسر شعبان، د.مجدي توفيق, د.رمضان بسطاوسي، د.مصطفى الصنيع، وفى نادى القصة تعرفت على عبد الحكيم حيدر، على شوك، محمد العشري، محمد الناصر، أما عن التقييم، سيد الوكيل قاص جيد لكن أخشي عليه من غلبة التنظير النقدي، وياسر شعبان أراه قطع عدة خطوات جيدة لكن لاشتغاله بالترجمة أبعدته قليلا عن الإبداع.

الحركة النقدية


كيف واكبت الحركة النقدية كتاباتك القصصية والروائية؟

خلال عشر سنوات أصدرت أربع روايات ومجموعتين قصصيتين، والحمد لله نالت أعمالي تقدير واحترام القراء ثم النقاد الذين تناولوا أعمالي بالدرس والتحليل حيث تمت مناقشة أعمالي في ندوات معرض الكتاب والندوات الأدبية والإذاعة والتليفزيون ونشر عنّى أكثر من خمسين دراسة نقدية في الدوريات المختلفة، على سبيل المثال: د. عبد المنعم تليمه، وإبراهيم فتحي، ود.محمد حسن عبد الله، ود.حامد أبو أحمد، ود. صلاح رزق، ود.محمد سلامة، ود.رمضان بسطاويسى، ود.مجدي توفيق، ود. شاكر عبد الحميد، وآخرون.

بقلم: محمد الحمامصى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى