السبت ٩ آب (أغسطس) ٢٠٠٨

حوار مع الشاعر طلعت سقيرق

بقلم: سامر عبد الرحمن عبد الله

الحوار مع الشاعر طلعت سقيرق يأخذ الكثير من الأبعاد والمفاهيم كونه الأديب المتعدد الجوانب والذي كتب الى جانب الشعر، القصة والرواية والقصة القصيرة جدا والنقد والمسرحية ذات الفصل الواحد والببلوغرافيا، بما يعني العودة إلى شمولية الأدب والأديب.

ومعروف أن للشاعر طلعت سقيرق أكثر من ثلاثين عملا مطبوعا في الشعر والقصة والرواية والنقد....

فماذا يقول في هذا الحوار

 ماذا نقول إذا أردنا اختصار رحلتك الطويلة في عالم الأدب والصحافة؟
 صدر ديواني الأول "لحن على أوتار الهوى" في العام1974 كنت في العشرين من عمري...
وعملت في الصحافة منذ العام 1976 أي منذ أكثر من ثلاثين عاما... ربما تعدد العمل ومجالاته من مكان إلى آخر ابتداء من جريدة تشرين وانتهاء بمجلة "صوت فلسطين"
كمسؤول ثقافي ومرورا برئاسة تحرير مجلة "المسبار" والعمل كمستشار تحرير في جريدة "شبابيك" التي كانت تصدر في مالطا...وطبعا ما أزال أعمل في المجال الصحفي...أعمالي المطبوعة كما تقدمت يا سامر أكثر من ثلاثين عملا...عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو اتحاد الصحفيين السوريين، عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينين، عضو رابطة الأدب الحديث في مصر...صاحب دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع.... أظن هذا يكفي؟؟

 ربما أقفز إلى السؤال مباشرة فهو يلحُّ على الذهن: هل هناك فجوة ثقافية - إن صح التعبير - بين الشعر الحداثوي وذاك الذي ساد في العقود الأخيرة، وهل هذا ينطبق على الشعر العربي ككل؟؟
 المشكلة الآن هي مشكلة مفهوم أو استيعاب للمصطلح...أنت تقول حداثة، وهناك من يقول ما بعد الحداثة...القصيدة مرت بمراحل
الشعر العمودي ثم التفعيلة ثم قصيدة النثر...

إذن من حيث الشكل ما زلنا ندور ضمن هذه المصطلحات أو التعريفات الثلاث

أما الحداثة أو ما بعد الحداثة،فهي كلمات ضبابية استوردها الشارع الثقافي وراح يدور حولها...كل ما يعايش العصر ويداخله ويداخل موضوعاته
هو مع الحداثة، وكل ما يخالف العصر يخالف الحداثة...والشعر العربي في عمومه حائر بين التقليد للقديم والوقوف على عتباته وهنا أقصد الموضوع لا الشكل،والتماشي مع العصر بموضوعاته... المشكلة أحيانا تكون في الجمود الشكلي إن كان في العمودي أو التفعيلة أو قصيدة النثر.....

وهناك عيب خطير يصيب الذين يكتبون قصيدة النثر في أنهم يستنسخون الشعر الأجنبي أو"يسرقونه" بكل ما فيه-ولا أعمم طبعا -أنت أمام اجتهاد في الشكل والمضمون مما يعني حركة دائمة تؤسس لحداثة دائمة،وأحيانا أمام جمود الشكل والمضمون...حتى شعراء التفعيلة في الكثير من الحالات تحجروا أمام شكل ومضمون منجزين وداروا في إطارهما، فما عادوا يمتون للحداثة بصلة...

 يقولون إن الشاعر طلعت سقيرق من أكثر الشعراء تجريبا وتجديدا أين تجد ذلك؟؟.
 أولا أحب الإشارة إلى أنني ضد الركون إلى الإطار المنجز بأي شكل كان....عندما كتبت "القصيدة الصوفية "والتي التزمت السطر المدور أو السطر الواحد والتي ألغيت فيها كل إشارات الترقيم قيل هي قصيدة القصائد وأنها تتفوق على ما كتب من شعر.. أو كما قال الأديب "يوسف جاد الحق" (لو أن الشاعر طلعت سقيرق كتب القصيدة الصوفية ولم يكتب أي شيء آخر لكفته فخرا وتميزا وسبقا في عالم الشعر، وكتبت من بعد ديوان " خذي دحرجات الغيوم " الذي صدر عن وزارة الثقافة وقيل عنه الكثير لتجديده في القصيدة وعالمها...وكنت قد كتبت "ومضات"، الديوان المفتوح زمنيا خلال خمس سنوات 1996-2000 وهو عبارة عن بطاقات، كل بطاقة مفردة تحمل قصيدة لي ولوحة للفنان فتحي صالح..كنت اصدر في كل سنة 18 بطاقة...أي أن هذا الديوان لا يجمع بين دفتي كتاب فهو مفتوح على الزمن ويمكن أن يصدر منه الجديد في أي عام.....

من قصائد هذا الديوان: قصيدة بعنوان "فضاء " أقول فيها

غيبت وجهي بين صدرك
والسماء
ونشرت قلبي في فضائك
والفضاء
وإذا تواترت الحكايا
كنت بينك والمرايا
زهرة....
في كوب ماء...

التنوع الكتابي لديك ملموس سواء كان في القصة أو الشعر أو الرواية أو القصة القصيرة والقصيرة جدا والنقد....هل يؤثر ذلك في شخصية الكاتب

 وما أسباب عدم وجود مثل هذا التنوع في عصرنا الراهن؟؟
 أعتقد أن الأدب كل متكامل..والشعر يبقى سيد القول حين يكون الشاعر مالكا لأدواته وواثقا من ذاته الشاعرة تلك الثقة القائمة على أساس متين وليس على فراغ... وباعتقادي أن من يكتب الشعر يكون قادرا على كتابة أي من أجناس الأدب....لك ببساطة أن تنظر إلى نثر محمود درويش ونزار قباني وتدهش في القدرة على التحليق والجمال في النص
محمود درويش شاعر كبير وكنت سأستغرب ألا يكون نثره بكل هذه الروعة...أجد أن الكثيرين ممن نالوا جائزة نوبل تعددت لديهم الأجناس الأدبية..أما التأثير على الشخصية الأدبية فأظن انه سيكون إيجابي
ولا تنسى يا سامر أني أعمل في الصحافة منذ ثلاثين عاما..الصحافة تثقل الكثير من القدرات...ومن جهة السؤال لماذا لا نجد مثل هذا التنوع الثقافي في عصرنا الراهن فأعتقد أن الجواب متعلق بكل شخص...كانت صفة الأديب تطلق بما يعني الشمولية..أما الآن نخصص فنقول الشاعر..أو القاص..أو الروائي وهكذا........

 من خلال قراءتي لكتاب " زمن البوح الجميل " وجدت أن هناك انفتاحا على مرايا الروح التي نجهلها وإبحارا في جهة القلب اليسرى ليكون الكلام بحجم العاطفة... هل هناك بوح صاف في زمن التصنع هذا والذي نعيشه للأسف..؟؟؟
 يا سامر مهما ساء الزمان تبقى هناك مساحة للصفاء والنقاء والوجد الجميل
أحيانا تبحث في هذا العالم عن وجه يستطيع أن يحمل معك الصدق والنقاء والحب ولا بد أن تجده..في البوح لا مكان للتصنع أو الافتعال مثلا لا أستطيع أن اكتب بوحا كاذبا لأنه ببساطة لن يكون بوحا...هو أي شيء إلا البوح...لذلك أخذ الكتاب ما أخذ من الاهتمام، فهو يتميز بكل الصدق مني ومن الأديبة ليلى مقدسي....

 يقال طلعت سقيرق لا يكتب قصيدة دون تجربة...فهل يعني هذا تعدد الحبيبات.؟
 طبعا لا يمكن أن أكتب خارج التجربة، أي لا أستطيع أن أتصنع، والحب عندي مثل الهواء فأنا لا استطيع أن أعيش دون حب... لكن عليك أن تأخذ كلمة حب بخصبها وامتدادها وتعدد أبعادها... لست مع الحب الذي تضيق مسافاته كأنك تختنق في غرفة مغلقة...أحب الأنثى...الناس...الوجود....الأصدقاء......حتى أنني أحب أصغر زهرة في أي حديقة....

 أخيرا، رغم أنك هربت من السؤال، ما الجديد الذي تعد له؟
 كثير...ربما أضيف لديوان " ومضات " جديدا أيضا هناك قصائد كثيرة وقصص ومقالات....عملنا لا يتوقف...ونشاط الصحفي علمني ألا أتوقف في مكان واحد،سأكتب وأكتب حتى آخر العمر..وأمامي الكثير من العطاء إن شاء الله..........

بقلم: سامر عبد الرحمن عبد الله

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى