الخميس ١٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

رغم كل ما

عبّأت من رحم الأنسام ذاكرتــــــي
ورحت أبحث عن قبر ٍ لخاتمتي
رسمت بعضاً على جراحنا صبـــراً
على نزيف شجوني درب بارقتـي
شممت عطرك مرّات ٍ بنزف هوى
حتى احتراق صميمي خط فاتحتي
جبت البلاد التي ما أنجبت أمـــــلا ً
فأورثتني لهيباً نار قاتلتـــــــــي
سألت نفسي متى رؤى مضتْ ألـماً
فجاوبتني بلاسؤال أجوبتــــــــي
كتبت شعري على الجدران ملحمة
جاء الغبار ليمحو رسم خارطتي
للبؤس رمزٌ, ونحن صوت حـاضره
للجرح أشكاله قؤّت معذّبتـــــــي
يا أرض ياطفلة ً بكتْ غواليهـــــا
قد بعت في ثمن البغاء عذريّتي
أحببت فيك طفولتي ومهد صبــا
حرقت رغم الوداد نبع عاطفتــــي
لي قبلة خلف باب النور مغلقــــــة
لي دمعة ركـّعتْ عروش مجزرتي
لي لحظــــة والبديل خائف ٌ تلف ٌ
أوراق من قتلوا آمال عاشقتــــي
معلـّق فوق أوهام الأنا دمنـــــــا
نمتْ قروحٌ على أحشاء أوردتـــي
بكى زمان وفاقي لعنة ً بيـــــد ٍ
صـلـّتْ على ألم النجيع شاكلتــــــي
واستوطن السرطان في تلافيفـي
وعرّش الوغد فوق ساس مقبرتــي
بنوا قصوراً على حطامنا, سنّوا
على ركام سقوطي نصل َ مذبحـتي
فغادرت أمنّا بلاد أطفالهـــــــــا
ماتوا جياعاً إلى حليب فاحشتــــي
أدركت كل حياتي قانعاً بغـــــــد ٍ
وآخر الوقت مسجوناً بمهزلتــي
سألت كل شخوصي عن مكانتنــا
وفي سؤالي ورى يغتال ألسنتــــي
دفنت في صوتنا براءة الماضي
نسيت خنجره يغزّ حنجرتــــــي
يا ملعب الحلم لا تقلْ متى رحلوا
من مسرح الفعل سكنى نبض ذاكرتـي
ياطفلة الشوق هل عرفت أيَّ هدى
لدمعتي والسيوف حقّ تربيتـــــــي
يا غربة المجد هل لنا بموطنـــنـا
حلماً يداري بنا نسيان فاجعتــــي
نظرت خلفي معبـّأ ًبنيرانهـــا
وقلت نفسي فداك أنت ملهمتــــي
إن متّ تغري الجنان يا حقيقتنا
فداك روحي حياتي بطن منجبتـــــي
إن الغرام إذا بكى سيلهمنـــــــي
وإن تبسّم ينسى لوعة الأمّـــــــة ِ
أهمّ ما في الوجود عزّتي,أسمى
مافي الحياة كرامتي, وحرّيّتـــــي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى