الأربعاء ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

ســـــــــلمى

آخر أمطار الصيف الراحل سلمى

سلمى امرأة أخرى

وعيونٌ أخرى

وشموسٌ أخرى

من تاج الزهر فم ٌ

ومن الثلج خدودٌ

ومن الحزن يدان ْ.

أنثى الموقد والخبز وقهوتنا العربية

ضوء سراج الكوخ العدمانْ.

أنثى لا تشبه تشرين الماضي لا الحاضر لا القادم

ليس لها ألوانْ.

أنثى الرقص على الماء

غناء الفجر

وبسمة نيسان ْ.

سلمى:.......... ينزرف الدمع على الرمّانْ.

ما أقبحنا؟!

حين رأيناك تموتين على أحلام ٍ خائفة ٍ

وسألنا أنفسنا كيف الحلم يهانْ.

ما أجمل عينيك؟!

تشاهد طلقة موت ٍ قادمة ً نحو طفولتها

تسرق ليل ضفيرتها

وتضيع حقيبتها

بين النار وبين الدم بين بقايا اللحم

بكينا والحق ُّ يدانْ.

يا كتب التاريخ تعالي

سلمى بين النار وفي الأحزان ْ.

من ينقذنا؟!

قد سيطر فينا الشيطانْ.

سلمى:..... القيثارة قبل ولوج الفجر

أيا فيروز انتظري فوق المسرح كي تبكي سلمى

فبكاء (السلمى) موروثٌ عربيٌّ,

كالكرم الصحراويِّ

انتظري,

كي يصبح لحن أغانينا أكثر إشراقاً وحنانْ.

سلمى يا وجه التوبة

يا ورق الزيتون

ويا عطر الليمون

أصلـّي أولد طفلاً مذبوحاً مسجوناً في الكتمانْ.

سلمى:.... في ذاتي تأتين وتمضين,

لأجلي يبدأ دمع الحرمانْ.
آه ٍ سلمى ماذا يفعل فينا الإنسان ْ.؟!

سلمى نايات الغائب في الأضلاع

وبحّة أوجاع الفنّانْ.

مرحلة الخنجر حين تعانق صدر الإيمانْ.

أنكب فوق الأرض على وجهي

أنا ثوبك رائعتي

أنا شالك غاليتي

أنا صوتك سائلتي

وأنا الصيف، وأنت المطر الجائع فينا والعطشان ْ.

ماذا أفعل؟

إنْ كنت ضعيفاً

ماذا أفعل؟!

هل أبكي؟

أم أدع الدمع المخزون يصاحب عينيك

وهل أكتب؟

والحرف المجنون يخاصمني,

يأكلني ببلادته النسيانْ.
آه ٍ سلمى!

يا كل العمر وداعاً

لونك مصبوغ من أحشائي

وأنا العريانْ.

فسلاماً يا عبق الروح

ويا دفء الأوطانْ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى