السبت ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٧
بقلم
سلام عليك يا قدس
يتهادى صباح القدسعلى بساط من سندس وديباجيرقّ من ثغرها البنفسجللعصافير حين تصدحأزهار النارنج باكورة الصلاةوالمآذن آيات الخالق تنسدلعلى الكروم وبساتين التينبالأسماء الحسنىوأكواب القهوة شراب البنٌموٌال يعانق الشرفات العتيقةوالخلخال أزهار الرمٌانعلى ضفاف القدس كًتب التاريخوغًرست أشلاء الكونمن هنا مر الآراميون والكنعانيون والإغريقوظلٌت القدس وجه طاهرمعتٌق بفضة القمرالقدس لسان الكونفيها صكٌت الأبجدية المسمارية والآرامية والسٌاميةهمس ينمو على أصابع الصوتوعند عتبات القدس تًنبت الكراماتفهي توأم الشام وشقيقة المسيحيحرسها الرحمنالقدس بسبعة أبوابمدينة مفتوحة على السماءوالنرجس أقراط القبّةتغفو عليها الملائكةجبل الزيتون عروس فوق هودج مخمليوالأقصى مسمار الله في القدسوالكنيسة مليحة حسناء بجدائلتمتد بين صرختينبئر أيوب بتلات بماء يغسل الذنوبوجبل المكبّر صدقة جاريةكأنٌه مزمار الراعيووادي قدرون سحر البيانالقدس سيدة المدائنحدائقها خطىً بلا تعبكأنها سجادة صلاةدروبها وسائد الروح تزيٌنها الحواريكأنٌها قبضة من نورالقدس ريم القبائل وشامتهاهي القمر العائم لحظة الغروببدر أخضرالقدس زهرة العيد براعم خمريةوخلف أسوارها تتمايلأغصان التين والتوتمثل وتر أثملته الألحانكأنٌها إنجيل الفقراءمرصٌعة بطيور الجنةالقدس قصيدة لا تكتمل بتفٌاح أو محرابهي وحدها ترسم المطر ربيعاًالقدس عروس فاتنة بتاج من زنبقوقلادتها ماء القلبسلام على تلك الأرض ونسغها الطاهروًلدت لتظل نبوءة الشرفوللإباء إيوانمنذ نيٌف هاجرت أمواج القدس بحرهابكت النوارساحتضر النهار والضوء رحلوتجرٌعت القصيدة قبرهاخلف أسوار الزوالالمبعدون وحدهم خطىً تائهةيقين يحتضروأثواب معلقة في السماءوالنساء تكابد الوجعويمرٌغهن الأنين فوق خطوط الوحلينامون وهن يمضغنالحسرة والأحزانخلف عباءة البياضتتوارى مآثر التراب المتوقٌديجتث أغصان الماءكأنما المسجد لا عاصم لهكالشرفات المهجورةعناكب بلٌلورية تنزف حمماًأضغطوا على الرّيح أيها المسلمونيدخل الملح الأسود جوقة الموتىأبكوا كفكم وألقوا حزنكمجهات للإيمانأضحت المدينة قلب حزينبضفائر من عصافيروشراع مبعثر يمتد جدائل من دمعند حافة الوقت المشروختتقشٌر الجدران في وحشة الضياءويغفو الظل على وشم الماءعناقيد ملح تصافح الموتفي جبٌ الظلامتفر الدروب تلفظ يهوهتسيل أسفار الذبح من الثقوب السوداءكالثوب الضرير يلتحفه الشيطان