الثلاثاء ٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم سامي العامري

شذاها الحار كالتنّور

شذاها الحار كالتنّور

 
سأتركُ مُهجتي عن مُهجتي تروي
وعُذري أنني قَرَويْ!
ففي عُبّي اختفى شرْقُ
وفي قلبي تكوَّرَ جالساً بَرْقُ!
أُبلِّلُ بالرسائل أدمعَ العُشّاقِ
أُسمِعُهم بأني ليس لي من مهربٍ إلاّ اليراعُ
يدورُ آيا
أُضلِّلُ بالنبيذ كآبةً وسطَ الحنايا!
ومعنىً كالشرورْ!
زنابقُ
غيرُ مسموعٍ بها
وكذا شذاها الحار كالتنّورْ!
 

مَتاهة مائيّة

 
في الجنوبِ
القذائفُ تُغْني عن القولْ
وظباؤهُمُ مُتَقافِزَةٌ مِثْلَ بِندولْ
ليس من مَرَحٍ
إنَّما رهْبَةً وارْتِعاباً ,
أماناً أبا الهَولْ!
ولكنَّني ها هُنا
قائِلٌ: حَسَنا
فَفي كُلِّ رُكنٍ أضَعْتُ صديقاً
وطأْطأْتُ رايهْ
وأصابعُ كفّي
بأنيابِها الراعِشهْ
تَنْبَري عاطِشَهْ
هكذا للنِّهايهْ!
 

مُشَرَّدٌ من ميونخ

 
-1-
في هذه المدينة مساءاً
أفتحُ عُلْبةَ سردين
وأتَمَدَّدُ مع أسماكها
راضياً بالزحمةِ الخانقة!
-2-
وعلى البلاج صباحاً
تدعوني مَحارةٌ الى باحةِ صَدَفَتها فأستجيب ,
ولمَ لا.... ؟
فهي عاريةٌ
وقبلَ هذا غارقةٌ بِغَدٍ من اللؤلؤ
وانا أوّلُ المُفلِسين!
 

صوت

 
هاتفتِني
وكأني أهاتفُ
سِرِّي وغَيبي
وحدثتِني فتلعثمَ قلبي
وصوتكِ
سربُ قطا
زارني
ليناشدَ روحي الغيابَ , الرحيلَ , الغيومَ
فخافت غياباً
وقد كان أحرى بها أن تُلَبّي!
 

شتاء

 
هطلتْ دموعي - يا فتاةُ - بلا حدودِ
لا بأسَ , إني قانعٌ
ما دامَ لي حُبٌّ كعينيكِ اتساعاً والوجودِ!
 

إستدراك

 
قال هنري باربوس:
اذا کانت الأحلام جميلة ً
جرحتْ نهاراتِنا
وإنْ کانت حزينة ً
جرحتْ ليالينا.
أمّا أنا فحين احتسيتُها صِرفاً
وجدتُني أقول:
والعکسُ صحيح أيضاً
فاذا کانت الأحلام حزينة ً
أسعدتْ نهارتنا
وإنْ کانت جميلة ً
أسعدتْ ليالينا!
 

رهان
 
ويهوي البَرَدْ
كالشراراتِ عند اكتشافِ الجَسَدْ
حينَها لم أُوافِ سِواها
فساءَلتُ:
هَلاّ أعرتِ حنيني سماعاً ؟
فجاءتْ إجابتُها: قد وقد!
فكان السَّحَرْ
شهيَّ الجَنى كرهاني
لا كرهان البَشَرْ!
 

تَمادٍ

 
تتمادى الدنيا ,
تصبحُ رُعْباً
نَهْباً
جَدْباً
لكني لا أعرفُ أنْ أتشاءَمْ
قلتُ: بحُبي ,
بجنوني سأُعقِّلُ هذا العالَمْ!
 
 [1]

[1هنري باربوس: الكاتب الفرنسي صاحب الرواية المُهمَّة: الجحيم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى