الأربعاء ٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

عدالة

كلّ الذي ينتابني بعض الكآبة
تستطيعين الوقوف على سقوطي
فافتحي الليل المخبّأ بالصدور
أنا الحريق أنا اصفرار شاحبٌ
وأنا الألمْ.
صبرا عليّ، أوزّع الصور القديمة
في بطاقة عيد أيلول السجين
أمشّط الأحجار باللحن المعثّر
في رصيف العاشقين
وأنبش التاريخ أصطاد العدمْ.
شكل الرؤى الشكل المبرمج
يشتكي من نظرة الحبّ الحزينة
يستحي من نمنمات الشمس
يا عصفورة الحقل البعيدة
حلمنا المكسور زهر الأقحوان،
مدينة الخلد الوثيقة بالنغمْ.
إن المفارقة العجيبة أضلعي
شتّان ما بين الكلام،
وبين إرهاصات سرّي
قدْ رأيت البوح يدمي أجمل الأحلام
أجمل يقظةٍ في باطن الإنسان
لاح القهر منديل القدوم
أتى على الخيل المربّع جاهل
كسر القلمْ.
فرجعت أمضغ لوعتي
أقتات إصبع لهفتي
أجترّ ساعات الوداد
وأحسد البقر، الغنمْ.
ورجعت أغلق غرفتي
كي لا يزور النور( لكمات) الندمْ.
-2-
صدقت مقولة ساحر الكلمات
قال مغرّدا يا شاعرا ً:
هل شاعر بالغير؟
إن كنت الذي ماذا يلي؟
تلك التي ماذا تلي؟
زفرات قلب تكتوي
أعطى وأخرج من دمائك آخرا
غير الزمنْ.
حتى استطاع البؤس
أن يغدو سراجا ناصعاً
حتى تماثل للشفاء معلّم
يتكلّم التعليب، والتغريب، والتهذيب
في أرض العفنْ
ثمّ استدار إلى الوراء
ليلتقي شعب الذنوبْ!
فما التقى إلا الهبوبْ!
يصفّق الإعجاز والتمريغ
في ضعف البدنْ
صدقت مقولة كاسر الفقرات
قد كتب العديد من المصائب
فوق أوراق المحنْ.
وتسوّر الفقر الجليل بلقمة
ممروغة بالذلّ
حتى صار تكوين الرغيف
على امتداد الوقت حلما
يشبه الإحساس في هجر الوطنْ.
وعلاقة الأشياء واضحة المعالم
تفرز التأويل والتحليل
زوبعة تقاضي أشرف الأشراف
في جرم مسمّى بالكفن
أو تطلق الأعذار في قتل البراءة
أو تقول لهؤلاء الساجدين
ألا تخافون الوثنْ
فإطاعة العبد الحقير مذلّة
ورصانة الرجل الرصين رصاصة
وعدالة السفّاح تعلو رقبتي
خير الأمور شفاعة
أما السبيل إلى الخلاص شهادة
وشهادة الأبطال لا ترجو الثمنْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى