الجمعة ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
عروبة..هذا الزمان
قالَ طفلٌ من العالمِ العربيِّ لوالدِهما العروبةُ يا أبتي ؟خرجَ الأبُ عن صمتِهوأجاب َعلى الفورِ:إنّ العروبةَ يا ولدي حالةٌيتغيرُ مفهومُها تبعاً للظروفِفحيناً تعاني ظلامَ الخسوفِوحيناً تداهمُها حشرجاتُ الكسوفِوبينَ الخسوفِ وبينَ الكسوفِتغطُّ بنومٍ عميقٍ مدثّرةً بغبارِ الرفوفِتعاني هوانَ العزوفِوذلَّ القعودْوالعروبةُ سيفٌ قديمٌتقوقعَ في غمدِه الذهبيِّ ..المُحلى بأمجادِه ..المتباهي بسيرةِ أسيادِهصدئت كلُّ أطرافِه ..اهترأت كلُّ أعطافِهيتدلّى جريحاًعلى حائطٍ في مضافاتِ ..مَن ورثوهُ ..كأيِّ متاعٍ من الخردواتِتحددُ قيمتُه في المزادِ ..ببعضِ النقودْوالعروبةُ في ثوبِها الدبلوماسيُّمؤتمرٌ طارىءٌ كلَّ عامٍهنا أو هناكَ بإحدى عواصمِهميلتقي الحاكمونَ كعادتِهم بالعناقِعلى لهفةٍ بعدَ طولِ الفراقِوينصرفونَ كما عوّدونا بدونِ اتفاقِ ..استناداً إلى حقِّ رفضِ الوفاقِعلى شرفِ الإنتماءِلأنظمةٍ كرّست كلَّ طاقاتِهاللحفاظِ على ما لها من حدودْوالعروبةُ في معجمِ اللغةِ العربيةِوالسادةِ الحاكمينَقصائدُ شعرٍ مذهبةٌيتغنّى بها شعراءُ البلاطِعلى شرفِ المنجزاتِ العظامِونهجِ خيارِ السلامِلكي تُستعادَ فلسطينُكاملةً بالتمامِوتحريرِها من أيادي اليهودْوالعروبةُ في لغةِ العلمِ والإقتصادِعجوزٌ تعيشُ على الإتكالِعلى الإنقيادِتفضّلُ حملَ عصاها بكلِّ الإباءِوأن لا تسيرَ على قوةِ النفطِ والكهرباءِوأن لا تسخّرَهافي اتقاءِ صنوفِ البلاءِتصرُّ على أنَّ أموالَهافي بنوكِ الأجانبِأفضلُ من صرفِها دونَ جدوىعلى الفقراءِمن الإخوةِ العربِ الأشقياءِمخافةَ أن يملأوا سلّةَ الإكتفاءِبما العالمُ العربيُّ منَ الطيباتِ يجودْوأخيراً هنالكَ في كتبِ الجنسِ ..رأيٌ .. يقولُ بأنَّ العروبةَإمرأةٌ .. لا تخلِّفُ ..قالَ المنجّمُ عنها: عقيمٌولكنهُ في الحقيقةِ عقمُ سلاطينِهاإنهم وحدَهم .. نقلوا مرضَ الزهَريِّ ..ونقصَ المناعةِ والسيلانِ لهالا يريدونَ منها سوى متعةِ الوصلِحينَ يشاؤونَ دونَ قيودٍودونَ شهودٍودونَ التزامٍ بأيِّ وعودْرحمَ اللهُ ذكرى العروبةِأيامَ كانت تصولُ .. تجولُوها هيَ واحسرتا .. لستُ أدريلأيِّ مآلٍ إليهِ تؤولُوأسكنها في فسيحِ جنانِ الخلودْإنهُ اللهُ ربُّ السمواتِ ..وهوَ الرحيمُ اللطيفُ الودودُإليهِ تعودْ