الجمعة ١٧ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

على بالي

مرّتْ على بالي كنورٍ في الظلامْ.
سبحتْ على جسدي، جرتْ بدمي،
سقتْ أوهام حزني من هيامْ.
صاح البعيد: سيرجع المسجون من عنق المتاهة،
أيقظتني من منامْ.
سافرتُ فيها،
والشعاع يدغدغ المهزوم من ألفين عامْ.
وركتْ مكاني،
والوحيد يلاعب الشيطان في أفكاره،
فدخلتُ معمعة البواطن عن سبيل السرّ،
لكنْ صار يملكني الحرامْ.
أشعلتُ روحي كي أراك،
تسافرين مكامن الأشواق أو نقَّ العظامْ.
أدركتُ أني مولعٌ حتى النخاع،
فحاصرتني لحظة الذكرى،
أعود مكبّلاً بحكايةٍ،
عاشتْ زوال الصدق من طقس الغرامْ.
حاولتُ ضرب الحظّ بالنسيان،
كان جنوننا عبثا ًيلامْ.
كانتْ طفولتنا تهيمن،
أوقعتني في الشراك مشاعري،
وغبار إنسانيّتي،
فرجعتُ، عدتُ، رجعتُ، أغراني المقامْ.
فسألتُ نفسي هل أحبك؟!
جاوبتني والحريق يحاصر الوجدان،
والقبر المضيء يغازل الأنفاس،
هل أمضي إلى الأغوار؟
يبلعني الأنين،
ويضحك الخوف المنزّل في الختامْ.
وسألتُ نفسي ما أصاب ثباتها؟
قالتْ: بأنّي قدْ أصبتُ ببرقها،
فهل المصاب هو انقسامْ.
أنا يا ابنة اللحظات مجزرةٌ،
رؤوس الجيش نائمة هناك على السهامْ.
أغمضتُ عيني لن أراك،
سأبهر الشمس البعيدة من غموضي،
أتقن الصمت المقنـّع بالقيود وباللجامْ.
يا مسرح الماضي، وملعب قصّتي،
كل الدروب إلى محيّاها،
أنا المسلوب أكثر من رذاذٍ،
والجراح ممالكي،
يا صرخة الآلام في صدري،
صراخي يملأ الدنيا زئيراً من همامْ.
غادرتُ نفسي نحو سالبةٍ،
أعانقها كظلٍّ خائف ٍيجثو، ويخبو نوره، ينساق،
ينسى في هدير الغشّ داخل صدره
ورق المحبّة في الظلامْ.
غادرتُ نفسي نحو منقذةٍ،
لألقاك البداية والنهاية والحكاية والتمامْ.
أرجوك من قلب المحبّ تصبّري،
والنفس يرجوها الخصامْ.
ماذا تريد وقدْ فقدتَ بزحمة الأحلام ذاكرة الكلامْ.
نمْ في حيادك حالماً،
إنّ الوصول إلى الحقيقة
يدفع الساعي إليك هنا مقايضة الذمامْ.
خير الأمور جلتْ،
وأنت الوهم يا قلبي،
فخذ ْأملي طريقك نحو مرثاة العظامْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى