الثلاثاء ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

في زمن العهر

امش ِ عليَّ فأنت زعيم القبح،
ونحن نعيش زمان العهر ِ.
فمبادئنا خرقتْ،
واستوطن دود العفن الأخلاقيّ ذواتٍ،
صار الإنسان ابن القهر ِ.
لك ما شئت اليوم من الفخر ِ.
في زمن العهر، يفوز الفاسق والثرثار،
ويربح لصٌّ دين شريف،
ويفوز التافه والقوّاد بكلّ مزايا العصر ِ.
ويقود الأهبل فنَّ الذوق العام،
حضارات الزمن الأسمى في الفكر ِ.
وامرأة العهر هي امرأة البكر ِ.
اعبرْ خلقي، اعبرْ جسدي،
اعبرْ ديني، اعبرْ وجهي،
لست ملاماً،
فأنا من أعطاك سيوف النصر ِ.
خذْ ما شئت من الأمجاد،
مراكبك المنصورة سوف تمرُّ على ظهري.
راياتك من جلدي،
سيفك يسبح في عنقي،
أعرف أنّ هوايتك التقطيع بأجساد الناس،
وأحلاها بالنحر ِ.
افصلْ أجساد البشريّة،
أنت البطل المغوار،
وعيش الأشراف بجحر ِ.
وحياة الإكرام تكيل حسابات الآه،
وأغلبها في القبر ِ.
هذا زمن الجهلاء
فلا تسأل عن عقلاء،
دجّنَ عقلٌ حتى الخدر ِ.
نحن دجاجاتك يا ديك الإصباح
وديك الإمساء، وديك الأيام،
وديك ( البكّ ) وديك النقر ِ.
نحن سباياك الموروثة من أزلٍ،
عمرك من عمري.
تاجك من لحمي،
أضراسك من عظمي،
أفكارك من جهلي،
أفراحك من حزني،
خيرك من شرّي.
نحن وصاياك المسلوبة والمنتوفة يا عملاق الخير ِ.
نحن خلاياك،امْلكْنا،
وانبذْ ما شئت
جميعاً ندعو لك بالخير ِ.
في العلن المفروض، وفي السرِّ.
افعلْ ما شئت
لقدْ صرنا ممتلكاتك،
فاقذفْ واحدةً، واحضنْ أخرى،
وتزوّجْ شعباً، واخص ِ رجالاً،
لك ما شئت من البطر ِ.
ابن ِ عروش خداعك فوق الأحلام،
انسجْ مملكة الكذب العصريّة،
إنّ دمي باعوه في الجهر ِ.
اخطبْ في الناس فصوتك مسموعاً،
يصل الأكوان،
ويدهش حتى الحجر ِ.
آهٍ يا زمن العهر ِ.
قالبتمْ كل الناس بقالبكمْ،
فالنصف الأول معتوهٌ،
والآخر في العمياء يسير ويجري.
كل جحيم ندخله رغماً عنّا،
نضحك يا مولايَ
فإنّ جحيمك يغري.
والليل طويلٌ،
ساعات الغصّة كالأبد المفروض،
وفي الليل تضيع خطى الفجر ِ.
خذْ ما شئت،
فأني لك،
أمي لك يا مولاي، أبي لك،
أبنائي لك، أشعاري لك،
أقوالي لك، أحلامي لك،
كلّي لك خذْ بالقسر ِ.
أتدوس على حلمي؟!
شكراً لك،
إني أجزم أنك لم ترَ كسري.
وأخاف بأن يخدش حلمي خبطك
من قدم العطر ِ.
لم يسمع صرخة حزني،
وأنا أبكي كسرة خبزٍ،
وأنت تلوك دمائي،
وهواء الصدر ِ.
نمْ في غبطة سلبك
فوق حرير الأرواح،
ونحن نأكل عوذ الفقر ِ.
واسترخي فوق جلود الأحرار،
فلم يبقَ لدينا في زمن العهر،
يدلُّ لواحدنا بالحرِّ.
ويشير إلينا بإصبع نورٍ،
فالكل لديك سجينٌ،
أو تحت الحظر ِ.
والكل لديك من الكبت،
وفي الأسر ِ.
آهٍ يا زمن العهر ِ.

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى