الجمعة ٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم أحمد مظهر سعدو

في مفهوم التقدم ومعيار النهضة

عن دار الحصاد للطباعة والنشر بدمشق صدر مؤخراً كتاب مهم للباحث عبد الوهاب محمود المصري تحت عنوان – في مفهوم التقدم ومعيار النهضة وقضايا أخرى – وقد جاء الكتاب ضمن (188) صفحة من القطع الكبير.

لقد حاول الكتاب تقديم وجهات نظر عديدة لكثير من المفكرين والبحاثة، حول مفهوم التقدم ومعيار النهضة. من منطلق أنه وبعد هذا الإنهيار المتلاحق الذي تمر به منطقتنا صار لزاماً على الجميع أن يعيدوا النظر في كل شيء سواء في الرؤى والمفاهيم أو في التطبيقات .

ويرى البعض " إن العقلاء الصادقين في انتمائهم يقع على عاتقهم العمل أكثر من غيرهم ،وهم الأقدر على إيقاظ الأحاسيس الغافية في القاع عند الغالبية من الشعب ".

الكاتب الأستاذ عبد الوهاب المصري وفي نظرته النقدية لمفهوم التقدم، يرى أن التقدم عملية مستمرة جوهرها تسخير المزيد من الظواهر الطبيعية وتقنين المزيد من الظواهر الإجتماعية ، كتنظيم الوقوف في – طابور – لمجموعة من الناس تشتري سلعة أو خدمة ما، والتقدم يكون إما تقدماً نافعاً ، وبالتالي حقيقياً، أو تقدما ً ضاراً. وبالتالي زائفاً ، ويرى الباحث أن التقدم النافع أو الحقيقي هو التقدم الذي يتم بأقل كلفة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية وبيئية ممكنة ، ويهدف إلى التنظيم العادل لإشباع الحاجات البشرية، المادية والمعنوية، الحقيقية، لا الحاجات التي تخلقها الإعلانات " في جدلية العلاقة بين العدالة والتنمية يتحدث الباحث المصري عن مفهوم العدالة الاقتصادية حيث يعتبرها ما اصطلح الناس على أنه – العدالة الإجتماعية – وهم يقصدون بهذه العدالة الإجتماعية، عادة، مدى الفرق بين ثروة الأغنياء، من أصول ودخول، وثروة الفقراء في المجتمع .

على الرغم من أن الأثر يخص الأموال المنقولة وغير المنقولة، أي يخص الاقتصاد، فإن الناس يستخدمون مصطلح العدالة الإجتماعية، لأن التفاوت في الثروات يؤدي بالضرورة إلى تفاوت في كثير من الجوانب الإجتماعية، إضافة إلى الجوانب الإقتصادية، مثل المراكز الإجتماعية للأفراد، وأدوارهم في المجتمع .

الكتاب عموماً عبارة عن تنويعات اقتصادية مفهومية على وتر العبقرية كما أراد الكاتب أن يفرد له بحثاً في آخر الكتاب، فهل استطاع الباحث أن يعطي مفهوماً متجدداً لمعيار النهضة والتقدم .. يبقى السؤال مطروحاً والإجابة بين دفتي الكتاب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى