السبت ٣٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب

قد ضاع زمن الأنبياء

ما عُدتُ أشعرُ بالوفاء
ما عُدتُ أشعرُ بالحنين
وبالرغوبِ إلي الفداء
أو بالتفاخر أنَّني
من نسل أعرابٍ تمادى
إرثهم نجم السماء
أصبحت ألهثُ في طريقي
من التملـُّقِ بالوراء
 
وكأننى.. كما الأموات
الروح تسرى كالسحاب
مات الشعور من الرثاء
وتناثرت دمعاتى في وقت السحر
قتل العرب
هلك العرب
والأرض ها قد أجدبت
ما عاد ينفعنا البكاء
 
والدود يحفظ جثتى
وعباءتى
وبراءتى
لينالها كيف يشاء
فقد ضاع زمن الأنبياء
 
وتسابق الأمواتُ في هدم القبور
كما النسور بلا حياء
وتعالى ضجيجُ الموتِ
يزْئرُ في عيونِ الأبرياء
وتقابلَ الأمواتُ بالأعناقِ
والأحداقُ يظهرُ فيها كبرياء
 
وامتلأت موائدهم بنا
وتراشفت عيني بقايا من دماء
وتجاذبَ الأمواتُ ثوبى
كيْ أشاهد ما يكون
حين تغتصبُ النساء
وكأنه عَرْضاً مباحاً
في زمانِ الأغبياء
 
يا أمتي عُذراً
لن تـُنجبي طفلا
إلا وباع السيف في سوق البغاء
الخوف في رحم النساء ديارهُ
لن يأتي يوماً بالضياء
لن يأتي يوما بالسعادة والرخاء
فقد ضاع زمنُ الأنبياء
ذاك زمانٌ للعراة
يتسابق النمل الكثيف
حول قصعتنا
حول نعمتنا
في غرورٍ واعتلاء
...
قد سُرقنا واغتـُصْبنا
فابتهجنا
صرنا خدما للذئاب
وبالرجوع عن الصوابِ
قد سعْدنا وابتهجنا
قد شهرنا السيف
في وجه الأخوَّة
والعروبة
والشهامة
والبطولة
وابتهجنا
ومن الأقصى هربنا
وتركنا السيف
في أيدي المساجد
والكنائس
والمعابد
وابتهجنا
 
أيُّ مجدٍ قد وجدْنا
أيُّ عارٍ كنا نحملُ
أيُّ عزٍّ قد أعدْنا
سوف يبقى الخوف فينا
يطعنُ الأحلام غدراً
إن حلمنا أو أردْنا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى