قطيعة
مجدُنا, مجدُ أحمدٍ أين ولّى؟
لا تقولوا: نخيلهُ الآن أعلى
ما علوُّ النخيل إلا ابتعادا
بالتمور التي ترى البُعدَ حلاّ
بعدما مكّنتْ لناسٍ.. فأحيَوا
في مقام العطاء روحا تخلٍّى
عن خلودٍ لزائلٍ لا يساوي
ما له ما عليه يُمنا وفضلا
كلُّ آمالهم حياة ٌمن الوقتِ
لها الموتُ صار بالبابِ ُقفلا
نعِموا أو شقوا.. ولكنّ ماذا
يتبقّى إذا محا الظِلُّ ظلا؟
نظرة ٌ للوراء تكفي, وفِكرٌ
يُرجِعُ العقلَ بعدما مات عقلا
يتبعُ الشمسَ/ شمس أحمدَ حتى
يعبرَ الليلَ مُستدِلاّ مُدِلاّ
عبرتْ قبله الرسالاتُ آلامًا
بآمالها ولم ُتلقِ حملا
جاهدتْ ـ والجهادُ عِزٌّ ـ فعزّتْ
وأذلّتْ بسطوة العِلم جهلا
يا رفاقَ الحياةِ ـ والدينُ أغلى ـ
مجدُنا, مجدُ أحمدٍ أين ولّى؟
سيدُ الخلقِ, حاملُ النور ـ والدنيا
ظلامٌ ـ يُقيمُ قولا وفعلا
هبَّ واليُتمُ لم يزل بين عينيه
وفي قلبهِ الحقيقة ُ مُثلى
مُرسلا خاتما, بشيرا, نذيرا
هاديا, مُنقذا, عطوفا وسهلا
خصَّهُ اللهُ بالرسالة, فانجابَ
ظلامُ الوجودِ.. حين تجلّى
واعتلى عرشَ ربِّه قائلا: أمَّتيَ
الحقُ قال للحقِّ: أهلا
عندَ إسرائهِ.. وأين من الإسراء
ناسٌ تشقُّ لليلِ سُبلا؟
وترى القدسَ في يد الأسر يرمي
بالحصى ُزمرًة ُتواليه قتلا
أين إسلامُنا.. وللقِبلةِ الأولى
صراخٌ يُسائلُ الأهلَ أهلا؟
أين إسلامنا.. وأنفاقُ صُهيونٍ
لهدْمِ العُلا بنا تتسلّى؟
أين إسلامنا؟.. وفي كلِّ قلبٍ
مُسلمٍ صفحة ٌ من الحق ُتتلى
فإذا ما التقى على الحقِّ أهلوهُ
احتوتْ شمسُه الظلامَ المُخِلاّ.