الأربعاء ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم
كَفَرَاشَةٍ تَفِرُّ الْمُفْرَدَةُ!
فَرَدْتُ شِغَافَ قَلْبِي بَينَ كَفَّيكِ احْتِفَالاً باِلْقَصِيدَةِ ثُمَّ أَمْشِي حَامِلاً صَدِّيأُحَاوِلُ أَنْ أُلَوِّنَ هُدْبَ عَينِكِ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ بِالشَّرْيَانِ وَالْقَدِّأُرَتِّلُ هَمَّ يَوْمِكِ كُلَّ حِيْنٍ كَيْ أُزَيِّنَ بَسْمةَ الْخَدِّنَتَشْتُ مِنَ الْمَصَائِبِ جُمْلَتَينِ وَقَدْ بَنَيْتُ لَهَا مَرَاسِيَ مِنْ ضُمُورِ الصَّدْرِ وَالْوَجْدِنَظَرْتُ إِلى يَرَاعِي وَانْتَظَرْتُ لأَقْطِفَ الْحَرْفَ الْعَصِيَّ لأَنْسِجَ الأُخْرَىدَخَلْتُ صَلاةَ صُبْحٍ فَامْتَطَيْتُ خُيُولَ أَحْلامِي عَسَى أَنْ أَدْخُلَ الْمَرْعَىفَأَجْنِيَ جُمْلَةً أَوْ فِقْرَةً فِيهَا قَصِيدٌ يَجْبُرُ الْكَسْرَاهَرَبْتُ مِنْ الْخُشُوعِ إِلى الْقَصِيدَةِ فَانْتَشَى قَلَمِي وَطَارَ الْخَطُّ مِنْ وَرَقِيوَرَاوَدْتُ الْفُؤَادَ لِيَزْرَعَ الرَّكَعَاتِ في عَجَلٍ لأَقْطِفَ جُمْلَةً حَرَّىوَأَرْسُمَ وَرْدَةً مِنْ بُؤْسِ فِكْرِي عِنْدَمَا هَاجَتْ بِهِ مَوْجَاتُهُ الْقُصْوَىعَصَرْتُ الذِّهْنَ لَمْ أَمْسِكْ مِنَ الْكَلِمَاتِ إِلا جُمْلَةً خَرَجَتْ عَلَى لَحْنِيوَلَمْ تَسْكُنْ عَلَى قَلَمِي فَطَارَتْ مَرَّةً أُخْرَىوَنَاجَيْتُ الْقَرِينَ فَهَابَ مِنْ جَرسِ الْكِتَابَةِ وَاقْتَفَى أَثَرَارَجَعْتُ إِلى شَيَاطِينيفَلَمْ تَهْمِسْ عَلى شَجَرِي طُيُورُ الشِّعْرِ أَوْ تَذْرِفْعَلَى شَفَتِي إِطَارَ الْحُبِّ أَوْ تَرْسُمْ عَلى خَدِّ الْحَبِيبَةِ بَسْمَةً تَرْعَىتَضَارِيسَ الْبِلادِ وَلَمْ نَكُنْ نُرْخِي لَهَا وَتَرَايُمَوْسِقُ فَرْحَةً رَقَصَتْ عَلَى عَجُزٍ مِنَ الْبَيتِرَجَوْتُ الْقَلْبَ أَلَّا يَسْكُبَ الأَلْوَانَ عِنْدَ هَوَامِشِ الْوَرَقِفَحِبْرِي قَدْ يَسِيلُ عَلى بُيُوتِ الشِّعْرِ بِالْعَرَقِتُسَائِلُنِي حَبِيبَةُ عُمْرِيَ الأُوْلَىوَقَدْ غَرَسُوا لَهَا حَقْلاً مِنَ الأَلْغَامِ وَالفِرَقِفَنَهْرُ الْوَصْلِ مَمْلُوءٌ بِغَيرِ الْمَاءِ وَالْوَدَقِوَكُنَّا نَرْتَوِي مِنْ بَسْمِهِ وَطَنَاً بِهِ تَتَجَرَّدُ الْحُرَّهْتُعَاتِبُنِي أُنِيخُ لَهَا وَلَمْ تَجْلِسْ عَلَى فُرُشِي وَلَوْ غَفْوَهْفَمَاجَ الدَّمُّ يَرْعُفُ فَوْقَ أَوْرَاقِيوَلْمْ أَكْتُبْ وَلَوْ نُقْطَهْوَرَفْرَفَتِ الْفَرَاشَةُ فَوْقَ أَفْكَارِي فَحَارَ الْجَفْنُ حَتَّى اخْتَلَّ في ظِلِّهْعَصَرْتُ الْقَلْبَ لَمَّا هَاجَ فَاحْتَبَسَتْ بِهِ الغُصَّهْيُسَائِلُنِي عَلَى أَيِّ الْمَنَافِي أَزْرَعُ الْوَرْدَهْفَيَصْدِمُني سُؤَالُ حَبِيبَتي ، أَوَلَسْتَ في قَلْبِي تُطَارِدُ نَيْسَمَ الْعَوْدَهْأَهِيمُ عَلَى خَليِجِ اللَّيلِ عَلَّ بِهِ سُكُونَ الأَنْفِسِ الْمَوْتَىأُغَازِلُهُ عَلَى قَبْرِي وَأَمْسَحُ فَوْقَهُ الْعَبْرَهْوَقَدْ عَلِمَتْ جُفُونُ اللَّيلِ مُشْكِلَتِيبِأَنِّي قَدْ أَجِيءُ لِهُدْبِ عَيْنَيهَا بِلا وَرَدَهْفَقَدْ وَطِئَتْ عِطَاشُ الأَرْضِ مَوْرِدَهَاوَلَمْ نَنْهَلْ وَلَوْ رَكْوَهْوَقَدْ تَرَكَتْ دُمُوعُ الْقَمْحِ سُنْبُلَهَاوَغَارَ الْكُحْلُ وَانْتَحَبَتْ مَرَاوِدُهُ مِنَ الْجَفْوَهْقَذَفْتُ شُمُوعَ أَرْوِقَتِيوَصِرْتُ غَرِيبَ أَنْفَاسِيفَنَارُ الْهَجْرِ أُشْعِلُهَا بِلا جَذْوَهْ