الأربعاء ١١ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم
لأني عراقي
لأني عراقيْبدَأتـُمْ تـَطيرونَ عَنّي بعيداًنَعَمْ يا رِفاقيلقد كنتُ أطْعَمْتـُكُمْ خُبْزَنا…وكنتُ الوَقودَ مِن الإحْتِراق ِلأني أنا لحظةُ الإنْطِلاق ِبدَأتـُمْ تَطيرونَ عني بعيداً…نعمْ يا رفاقيوللدّهْرِ يومانِ.. يومٌ شديدُ الجفاءِويومٌ شديدُ التلاقيفلا تهرُبوا مرّةً مِنْ لِقائيولا ترْغَبوا كلـُّكُم في فراقيفما زالَ عندي جَناحْوما زلتُ رُغمَ الدّمارِ الكبيرِورغمَ تَنامي الجِراحْأُغَيِّرُ حتّى اتِّجاهَ الرياحْوما زالَ ساقي…كنَخْلِ (السّـماوةِ) لا ينحني في جفاءٍ…ولا ينْحَني في تلاقيوما زلتُ أجْري بمائي وأرضيوتَمْرِ النخيلِ اللذيذِ المَذاقِلأنّي عراقيأضُمُّ العروبةَ للنائباتِ…وأُخْفي مواطِنَهُمْ للزّمَنْولمّا تغَرّبْتُ في لحْظةٍ…وأعْيى كياني فراقُ الوَطَنْتخَلَّ المُحِبّونَ قبلَ الأوانِوصاروا يقولونَ لي أنتَ مَنْ؟أنا مَنْ تجَلّى لكم في الظلامِ…ومَنْ ظلَّ في جَنْبِكُمْ في المِحَنْدفعتُ الفواتيرَ عنكم دماًوما قلتُ يوماً اُريدُ الثّمَنْوما إنْ تعَثّـرْتُ في لحْظةٍ في سِباقيبدَأتُمْ تطيرونَ عني بعيداًنعم يا رفاقي