الثلاثاء ٢٩ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم أحمد مظهر سعدو

من السلب إلى اليوتوبيا

صدر مؤخراً عن دار حوران بدمشق كتاب جديد في إطار (( السلسلة الفلسفية)) للدكتور يوسف سلامة تحت عنوان (( من السلب إلى اليوتوبيا – دراسة في ((هيجل وماركيوز )) وقد جاء الكتاب ضمن ( 700 ) صفحة من القطع المتوسط .

ينظر الباحث إلى مفهوم السلب باعتباره وحدة فريدة جذورها في الميتافيزيقيا وثمارها في التحقيقات العينية لهذا المفهوم داخل التاريخ الإنساني أو داخل التاريخ الكلي للروح أمـا اليوتوبيـا فهي اللا مكان الذي هو المعبر الحقيقي عن إخفاق الذات أو عجزها عن إنتاج صورتها المثلى وتحقيقها في الواقع تحقيقاً فعلياً .

والمستوى الجديد الذي يتحصل بالتفاعل بين السلب و اليوتوبيا هو ذات جديدة أو إيجاب يتفجر منه سلب جديد وهكذا إلى ما لا نهاية , الأمر الذي يعني أن التطور التاريخي مفتوح وأن المستقبل حقيقة واقعة أو أن الزمان يسير في خط مستقيم جوهره التقدم حتى وإن بدا أنه يسير في بعض الأحيان وفقاً لدوائر أو أنساق بعينها .. ويؤكد الباحث سلامة على أنه لما كانت حياة العرب منذ ألف عام يجب أن لا تستمر على ما هي عليه , وبعدما توقف الإبداع وساد الإتباع والتقليد واضطهدت الحريات وانتشر الظلم وعم الفساد وتحول المفكر إلى شخص تخشاه السلطة فتحاول إخضاعه بالوعد والوعيد .. كان السلب – من حيث هو دال على معاني التحرر ورفض التبعية – أمراً بأمس الحاجة إليه بالنسبة للتفكير العربي المعاصر , تسمح له بإسراع الخطا على درب الواقع وبناء مستقبل جديد .

هذا هو حال منطق الدكتور يوسف سلامة في كتابه الجديد الذي كان من العناوين البارزة مؤخراً في معرض الكتاب العربي بدمشق .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى