الجمعة ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم أشرف عزمي

نجيب محفوظ ورواية الأجيال

احتفالاً بمئوية نجيب محفوظ، وضمن الفعاليات التى تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د.أحمد مجاهد أقامت الإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة محمد أبو المجد التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة سعد عبد الرحمن وبحضوره ندوة أدبية تحت عنوان "نجيب محفوظ ورواية الأجيال"، وذلك بمشاركة باقة من النقاد والأدباء، وهم: د. حسين حمودة، د. مصطفى الضبع، والروائى قاسم مسعد عليوه، وأدارها الناقد حمدى سليمان، وتأتى هذه الندوة بمثابة باكورة للنشاط الأدبى والنقدى الذى تنظمه الهيئة طوال هذا العام احتفاءً بنجيب محفوظ "مئوية ميلاده".
وفى كلمته الافتتاحية أكد الشاعر سعد عبد الرحمن أن هذه الندوة هى الأولى فى سلسلة ممتدة فى أماكن مختلفة، سواء فى مواقع تابعة للهيئة أو غيرها، فى محاولة للوفاء بكافة جوانب الأديب الكبير، قائلاً أنى أخشى أن يتحول نجيب محفوظ لوثن مقدس، ولكن دعونا أن نتناوله كمشروع إبداعى كبير فيه جوانب ايجابية وسلبية بدون أن نحوله لوثن، لأنى أعتقد أن فى ذلك فائدة كبيرة لعشاق الأدب بشكل عام، والرواية بشكل خاص.

وفى كلمة قاسم مسعد عليوه "رواية الأجيال من الجد إلى آخر الأحفاد" ركز على الأجيال التى غطتها الثلاثية التى تعد أول رواية أجيال فى الأدب الحديث، وهذا الملمح يفتح الباب لمقارنات دالة بين النص الأول "الأساس" لنجيب والروايات اللاحقة التى تتبعت أجيالاً فى التاريخ المصرى، وهناك ملاحظة عامة فى هذا النوع الروائى، وهى أن كاتبها يستفيد من جملة علوم أنسانية. وقد أوضح المتحدث أن هناك مصطلحات عدة لرواية الأجيال ولكن المفهوم الأرجح هو "رواية الأجيال" وتتخذ أشكالاً مختلفة حيث يمكن أن تكون فى جزء واحد أو ثلاثة أو خمسة ثم قارن بين "ملحمة السراسوة" لأحمد صبرى وثلاثية نجيب محفوظ، من حيث الوعى بالمدن والقرى والأحداث والمنظور.

وفى توضيح سمات التقارب بين العملين أشار إلى: تعاقب الأجيال، ونشوء الأسرة من أصل بعيد كبير، واهتمامها بالطبقة الوسطى، تشابه بعض الأحداث، الاعتماد على وثائق واحدة تقريباً، وذلك على الرغم من اختلافهما فى شخصية المرأة فى العملين واختفاء الراوى فى الثلاثية، وكثرة الفكاهة عند محفوظ...ألخ.

أما د. حسين حموده فقد أشاد بأهمية هذا اللقاء لأنه ينصب على عنصر الزمن المتصل بالمكان فى روايات نجيب محفوظ؛ فليس المكان بمعزل عن الزمان؛ فتصورات نجيب محفوظ عن الزمن مثبوتة فى أعماله من حيث: هشاشة الوجود الإنسانى، وتطلع شخصياته إلى الخلود، ومن هنا كان أهمية روايات الأجيال التى يخلف بعضها بعضاً، وتتصارع مع أنفسها ومع الزمن فى الوقت نفسه،

وركز على روايات أربع تجسد الزمن الدورى واقتحامه بالزمن الخطى أو التاريخى، ومن هنا يأتى الصراع بين الثبات والتحول فى رواياته أو التكرار والزوال. وأحياناً يجنح النص إلى التركيز على الثبات "كما فى أولاد حارتنا" حيث يرتبط الثبات ببقاء الأوضاع السياسية والاجتماعية السيئة. وأشار د. حموده أن احساس نجيب محفوظ بالزمن لم ينته حتى آخر رواياته "قشتمر"، وظلت الجدلية بين البشر والزمن قائمة فى هذا العمل.

أما د. مصطفى الضبع فقد اقترح نشر الدراسات التى تقدم فى مثل هذه الندوات فى كتاب أو على موقع الهيئة، لإتاحتها للباحثين والدارسين، واقترح كذلك إقامة أكاديمية نجيب محفوظ للوفاء بجوانبه المختلفة، ثم تحدث فى موضوع "تأسيس رواية الأجيال" أو الرواية الأنسيابية، منوهاً بجذورها البعيدة فى الثقافة الغربية، وتجلياتها المهمة عند "تولستوى" فى الحرب والسلام وغيره.

وذكر د. الضبع أهم سمات الرواية الإنسانية "الأجيال" وهى: الطول – الدائرية – الاجتماعية – غلبة النزعة الانسانية – التركيز على البيئة والواقع النفسى للشخصيات ...

وأشار إلى سمات الثلاثية المهمة فى هذا الصدد: وهى الحتمية الطبيعية، التركيز على الزمن وحركة المجتمع، والاهتمام بالواقع النفسى للأفراد، علمية البناء وحضور النظريات العلمية "مثل: نظرية داروين وماركس وقوانين الوراثه"، وشاعرية الأسلوب الواقعى.

وأكد فى نهاية كلمته أن كثير من القراءات والدراسات حول أدب محفوظ هى دلالة على ثراء هذه الكتابة وخلودها وأهميتها، حيث تظل أعماله محل نظر واهتمام من أجيال مختلفة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى