الثلاثاء ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
نشـــــــاز
هكذا أنا ...أبيض أحياناً أو قمحيّْألبس عباءةً في عزّ الحرِّوقبّعةً في المطرْأقيم في حواسيوأحلم في بلدٍفي نغمٍفي شمسٍفي ضوء قمرْهكذا أنا ...حالةٌ كونيّةتحمل ألف اسمٍمع كلّ الإضافاتمع كلّ الاختزالاتتحمل ألف هويّةورقمْولا أحمل أي هويّةفبطاقتي ... معالم غير واضحةفي لوحةٍ سرياليةأنا خاصٌّ جداً !أنا نشازإنّي واقع مفروغ منه،للبعض غير مرغوبٍ فيه.عند بعضٍ آخر،ما زال قيد البحثأو غير مفهومٍ كُنههُمرٌّ للبعض ... أو بدون نكهةأحيانا أنا كلّ شيء ...أو لا شيءصليبيّْ ، فينيقي ، عربيّْفلسطينيّْ ، كنعانيّْ ، إرهابيّْعرب الداخل ... إسميولا يدعني أحدٌ للداخل !وليس باليد حيلةغير أني أمرٌ واقعْرغماً عنْ / رغماً منْحالةُ استنفارْ / حالةُ اشمئزازْحالةُ تاريخٍ في علبةْحالةُ إنسانٍ يجولُبين كرت بلاستيكإلى آخرْبين هلوسةٍ الى شيزوفرينيا ...إنتمائي شتات أبيضوزمنى زائفٌ كالمكانوحضوري كشتاتيفاضحٌ ، صارخٌوأحيانا ... حزينٌ صامتْقهوتي مُرّة للغايةوسكّرها زيادةكلماتي غير معرّفةْأنا مع ذاتيلذاتي ... بدون بوصلةأنا نشاز.أؤمن في وطنٍ واحدْوبامرأةٍ غير كلّ النساءْحضنها حوض ياسمينشعرها يتدلىعند مشارف الكرملحتى أبواب الميناءْعيناها ... عينانعينٌ في بلدٍ مسبيوعين في بلد العذراءجسدها معطربعبق برتقال ساحليّإمرأةً تحمل في رحمهاجديد الحلمْوفي يدها معولْوقصفة زيتونٍوحبق التلال ... وقلمْ !أولادي ...أكبرهم في المهجرثانيهم في المهجرفي المهجر ثالثهمورابعهم وخامسهموسادسهم ...وأنا أحلّقُ بين أسراب الحمامْما بين الدارورؤيا الغمامأتعاطى التجوال والسفروأحومُ في المكانهكذا ...أنا نشاز !شخصياًّ !! لا ألهث وراء العناوينولا الصور،وأنا لست جندياًّ في بلاط السّلطانولا في نياشين الجنرالات،أحلامي عاديّةفي أرضٍ مستحيلةوالصحيفة لا تتعدىأكثر من عنوانْأو أي خبرْعن ناسٍ وناسْيرقصون ... يلبسون ...يضيفون ... يأكلون ...يقفزون ... يعبثون ...بدون دوزانْ.وأنا !!!لا أملك شيئاًلا أملك الشارع ... لا ولا العماراتلا أملك بئر بترولولا حتى برميلْلا أملك الأطيانْأو أي شيء في المكانلا الليل ولا الترابأو الشّجرْلا أملك النهارَ ولا الأنهارأو القمرْلا أملك شيئاًغير بيتٍ في حلمِ ماردٍيتقلب ليحطم سجن مصباحِهِفأسافر إلى ذاتي المنفيّةفي أرضٍ تُنكر الشمسَ والنجومَفي مساحات فضائيّةتنكر أحلاميَالمنثورة ِ فوق سطوح الضوء ،وأعناق الزهور البنفسجيةأسافر ،أجمع الشرائع الجديدة... بعبثيةٍوأحمل بيتي في حقيبة ،رغم أن الشوارع تنكرنيوعيونَ الناسِ والريحَ الخمسينيةأجد نفسي ...متهماً في كلّ الحالات ...من هو الجاني؟ من هو البريء؟لا يهمّ !فكل التعريفات مجرد أوهام!أجد نفسي ...حضوراً أمام الانتهاكاتفي زمن "العدّ الأفقي"أمام بوابةِ البحرِحضوراً عارياًمن زيف الزمان ...يحملني جنيناً في العقد الثالثلألوّن سماء الأفقِبطيورٍ "ليلكية"فأملك كلّ شيءكلّ الحبأنا حالةُ إمتداد للجلنّارحالة إمتداد للحريقحالة إمتداد لزمانٍ بدون زمانأنا حالةٌ من انسانٍ بعد التنقيحْ ...أنا نشازْ ... أنا نشازْ ... أنا نشازْ ...وبكل فخر !