الجمعة ٢٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم محمد علي الرباوي

يا جـــارة الـــــــــوادي

يَا جَارَةَ الْوادي..فُتِنْتُ بِلحْظِكِ الفتّاكِ#
وَسَلَوْتُ كُلَّ مَلِيحَةٍ فَتَّانَةٍ إِِلاّكِ
تَسْمُو الْقَصَائِدُ حِينَ أَشْدُو مَوْهِناً بِبَهَاكِ
لُغَةُ الْكَلامِ تَعَطّلتْ إِذْ حَدَّثَتْ عَيْنَاكِ
فَدَخَلْتُ فِي صُبْحَينِ ثَغْرِكِ بَاسِماً وَرِضَاكِ
هَلْ لِي بِهَذَا العُمْرِ أَنْ أَهْوَى وَأَنْ أَهْوَاكِ
إِنّي رَأَيْتُ فَتىً يَفُوحُ بِحُبَّهِ إِيّاكِ
بَعْدِي أَتَاكِِ ضُحىً وَمِنْ دَمِهِ الزَّكِيِّ سَقَاكِ
فَنَسِيتُ كُلَّ تَعَاتُبٍ.. وَنَسِيتُ كُلَّ تَشَاكِي
حَتَّى طَوَى جُرْحٌ عَمِيقٌ مُهْجَتِي وَطَوَاك
مَا لِي أُكَتِّمُ فِي الْفُؤَادِ هَوىً سَمَا بِسَمَاكِ
وَنَوافِذِي اشْتَعَلتْ عَنَادِلَ غَرَّدَتْ لِفَتَاكِ
هَذَا الْفَتَى عَرَفَ الْهُدَى مُذْ صَارَ مِنْ قَتْلاَكِ
 
- 0 -
 
يَاجَارَةَ الْوَادِي..
يَانَبْعَ إِنْشَادِي..
أَنَا مَا قُلْتُ مَدْحاً قَطُّ فِي رَجُلٍ
وَلَكِنْ إِنْ مَدَحْتُ مَدَحْتُ سَيْفاً
نَاشِراً صَلَوَاتِهِ الْغَرَّاءْ
هُنَا.. فِي هَذِهِ الْبَيْدَاءْ
 
******
 
يَا جَارَة الْوَادِي..
هَذَا الْفَتَى الْهَادِي..
يَشِعُّ النُّورُ مِنْ عَيْنَيْهِ
وَهْوَ يُرَتِّلُ الْقُرْآنَ
فِي الإِصْبَاحِ وَالإِمْسَاءْ
 
******
 
يَاجَارَةَ الْوَادِي..
هَذَا الْفَتَى الْهَادِي..
يَشِعُّ النُّورُ مِنْ عَيْنَيْهِ
وَهْوَ يُقَاتِلُ الأَعْدَاءْ
فَكَيْفَ النَّصْرُ لا يَأْتِيهِ؟
كَيْفَ الْحُبُّ لا يَشْدُو بِهِ
أَشْجَارُنَا الفَيْحَاءْ؟
أَيَا نَصْراً مِنَ اللهِ
تَعَالَى اللهُ أَنْ يُلْقِي
بِقَلْبِكَ لَحْظَةً فِي لُجَّةِ الظَّلْمَاءْ
 
******
 
يَا هَذَا الْفَتَى الْجَبَلِيُّ
يَا مُتَدَثِّراً بِالْحُبِّ وَالتَّقْوَى
يُطَاعِنُ خَيْلَكَ الأَعْداءُ وَالأَحْبابُ وَالأَنْوَاءْ
اُثْبُتْ أَنْتَ بِالأَرْضِ الَّتِي
وَهَبَتْكَ هَذِي الْعِزَّةَ الْبَيْضَاءْ
اُثْبُتْ..هَذِه الأَرْضُ الْكَرِيمَةُ
طَوَّقَتْكَ بِحُبّهَا الْوَضَّاءْ
كُنْ يَا أَيُّهَا الْبَدَويُّ
مِثْلَ جِبالِهَا الشَّمَّاءْ
فَإِنْ سَارَتْ بِكَ الفُلْكُ الْعَظِيمَةُ
فِي الْبَرَارِي بَايَعَتْكَ جَدَاوِلُ الْجَوْزَاءْ
مَا أَقْوَاكَ أنتَ مُبَلّلاً بِالْجَمْرِ
تَقْتَحِمُ الْجِبَالَ وَهَذِهْ الْهَيْجَاءْ
مَاأَقْوَاكَ فِي يَدِكَ الْوُرُودُ
تَفُوحُ بِالأَنْعَامِ وَالشُّعَرَاءْ
مَا أَقْواكَ فِي يَدِكَ الرُّعُودُ
تَفُوحُ بِالْبَأْسَاءِ وَالنَّعْمَاءْ
مَا أَقْوَاكَ فِي قَلْبِي الَّذِي
غَنّاكَ مُعْتَزّا بِلاَ رَمْزٍ وَلاَ إِيَماءْ
مَا أَقْوَاكَ فِي الْمِحْرَابِ
أَوْ فِي سَاحَةِ البَارودِ
مَا أَقْوَاكَ في السَّرّاءِ وَالضَّرّاءْ
مَا أَقْوَاكَ!..
مَا أَتْقَاكَ !..
كَيْفَ أَنَا سَأَرْقَى مِثْلَمَا تَرْقَى..
وَكَيْفَ أَنَا سَأُصْبِحُ صَعْدَةً سَمْرَاءْ
 
******
 
وَثِيرٌ.. نَاعِمٌ هَذَا الْفِرَاشُ
وَدَافِىءٌ عِنْدَ الْمَسَا هَذَا الفِرَاشُ
فِرَاشُكَ الْمَحْبُوبُ
صَهْوَةُ سَابِحٍ وَغِطَاؤُكَ الْمَرْغُوبُ
فِي عِزِّ القِتَالِ
عَلَى الْجِبَالِ
لَوافِحُ الْحَصْبَاءْ.
 
******
 
سَيْفُ اللهِ يَا أُمَّ الأَسِيرِ
بِرَعْدِهِ قَدْ جَاءْ.
زَغْرِدي.. وَتزيَّنِي لِلْعُرْسِ، بِالرَّيْحَانِ وَالْحِنّاءْ
رَتّلِي فِي كُلَّ فَجْرٍ:
جَاءَ نَصْرُ اللهِ..
جَاءَ الفَتْحُ..
وَاعْتَصِمِي بِآيَاتٍ مِنَ الأَنْفَالِ وَالإِسْرَاءْ
 
- 0 -
 
يَا جَـارَةَ الْوَادِي.. دَمُ العُـشّاقِ رَشَّ ثَـرَاكِ
فَـتَـزَيَّـنَتْ بِالْجُلَّنارِ مَعَ الضُّحَى خَــدَّاكِ
طُوبَـى لِعُـشّاقِ العُلَـى سَكِرُوا بِشَهْدِ لَمَـاكِ
قَـبْلَ الرَّحِيلِ، مَعَ الغُرُوبِ، إِلَيْكِ، مِنْ مَغْنَـاكِ
رَسَموا مَآذِنَ حَلَّقَتْ جَذْلَى عَلَى الأَفْـــلاَكِ
 
-وَمَضَـتْ تُرَدِّدُ فِي السَّمَا: سُبْحانَ مَنْ سَـوَّاكِ
سُبْحَانَ مَنْ سَوَّى الْفَتَى النَّبَوِيَّ سَيْفَ هُــدَاكِ
 
- 0 -
 
هَذَا الْفَتَى النَّبَوِيّْ
يَشِعُّ النُّورُ مِنْ عَيْنَيهِ
وَهْوَ يُرَتِّلُ الْقُرْآنَ
فِي الإِصْبَاحِ وَالإِمْسَاءْ
 
******
 
هَذَا الْفَتَى النَّبَوِيّْ
يَشِعُّ النُّورُ مِنْ عَيْنَيْهِ
وَهْوَ يُقَاتِلُ الأَعْدَاءْ.
لَيْتَ النُّورَ شَعَّ بِقلبِيَ الْبَاكِي
فَتُزْهِرَ فِي خَرِيفِ العُمْرِ
سَوْسَنةٌ بِشُبّاكِي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى