الأربعاء ١٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم قيس طه قوقزة

المرثية الأخيرة لجنازة لم يصل عليها

القصيدة الفائزة بالمرتبة الثالثة في مسابقة الشعر الحر لعام 2007

الاهداء: إلى روح الشاعر تيسير السبول في كل مكان غفت على كتفيه عيون القصيدة….
وإلى شاعر لم يولد بعد، بالرغم من كل تلك الطحالب التي تسلقت إلى شرفة القصيدة لتنهش خاصرة الورد هناك….

(1)

رمادٌ هو الشِّعرُ يزرعني بين جمــرِ الحياةِ

وموجِ الضياع ْ…
عروسٌ من الياسمينِ تزُفُّ مواسمَ أوجاعنا للبكاءِ،
وتزرعنا بين فكِّ اليتامى وفكِّ الجياعْ…
 
على أي لحن أغني وأوتار قافيتي تضمحلُُّ
وحبل انفعالي يشنق صوتي /
ويغلق نافذتي مارد الذكرياتِ…
وأعلم أن اللقاء استحالَ
فماذا سأفعل إن كان حظي أن يتحطم
قبل لقاء الأيادي الشــــراعْ؟!
 
ومن أي جرح ســـأنزف / والعظم يجرحه الاهتزاز على باب
بحرٍ من النارِ…
والقلب بارودةٌ تكتم الصوت في ضلع أغنيةٍ
تذبح الرُّوحَ في
عتبات المواجع والالتياعْ؟!
 
فهل يا ترى كان قبل الوداع لقاء القلوبِ؟!
أم أنه كان قبل لقاء القلوب الوداعْ؟!
 
(2)
 
تنام الجراحُ…
وتصحو الجراحْ…
تهدِّي الجراحُ …
تطير الجراحْ…
تغني سماوية الشفتين؛ وتزرع مع كل حرفٍ رصاصَ الهوى
في جميع مساحاتِ جرحي المباحْ…
 
وتسألني كل خمس مرايا تمر علينا…
متى؟؟!!
متى سوف يحضن وجه الندى كل هذي الورود ِ؟!
 
أجيب وصوت انهياري يئٍنُّ…
-: سأبذلُ جَهدي:-
، لأصنع من شمعتي شمس وقتٍ جديدٍ..
، لعلي أضيء الوجوه فيضحك ثغر الصباحْ…
 
رؤوسٌ تُهزُّ…
رؤوسٌ تُدقُّ…
كؤوسٌ تُهزُّ…
كؤوسٌ تُدقُّ…
وأنت كما أنت مثل الورود رقيقةُ لا بل أرقُّ
وأنت كما أنت تبكين حين يغني كماني المعلق بين مرايا
الجحيم ووجه الرياحْ…
أعود إليكِ…
أعود إليكِ / بلادي لماذا أعود إليك وليلك
يطفىء قنديل صوتي…
ويزرع ذاكرتي بين سطر الغياب وحبر الرماحْ؟؟!!
فكيف تطير العصافير حين
تكون بغير جنــاحْ؟؟!!
وكيف أواسي شواطىء روحي وأعبر باب الترقي
إلى اللامدى / والقصيدة يغتالها
صبيةٌ جائعون لموتي…
فهل يا ترى أعبر الجرح أم أنني سوف أبقى
نزيفاََ لجرح تباركه كل هذي الجراحْ…؟!
 
(3)
 
أصبُّ احتراقي …
تصبين نارك في شرخِ صبري
أصفُّ حروفي …
تصفين بعثرتي في يديكِ…
أغني / تغنينَ…
أصمتُ / يجتاحك الياسمينُ…
أصلِّي…
تصلين جائعةً للخطايا…
وتحترفين السجود على عتبات السفرْ…
فمن أي نافذة سوف أدخل كي ألتقيكِ أنا والقدرْ؟!
 
وفي أي درب سيمشي حصان السماءِ…
وجوع الرمال يحيط بخطواته نحو
درب الهلاكِ…
ويزرع صورته بين وجه النجوم…
وظل الشجرْ…
 
تقولين : كيف فقدت الحصانَ ؟!
ويمشي اتهامك نحوي….
،يجر الكوابيس من فتحةٍ في جدار المسافاتِ …
ثم يمر بذاكرتي حيث يستعرض الوقت كل الصورْ…
أنا لست أنت، ليجرحني صوت جرح يغني…
أنا لست أنت لاستبدل الياسمين وثغر المساء
بأيقونة من تراب الخطايا…
فكيف سأرضى بكل النجوم وقد
نمت يوماََ بحضن القمرْ…
 
(4)
 
تنام جراحي بعينيك حين يطل مساء انتظاري
من الشرفاتْ…
فمن أي جرح أطل عليك، لكي تبعث
الروح في الكلماتْ؟!
ومن أي باب سيدخل شوقي عليك / ليلمح رمشك
بين ضلوعي ؟!
وبين انهيار النهايات في الزفراتْ…
 
على وجنتيك تنام مواسم حزني…
، مواسم جوعي …
ارتجافات قلبي…
وترتاح آهات قيثارتي في يديك ِ/
، وأغفو على ساعديك كطفل يطل من الياسمين
على الأمنيــــاتْ…
لمن بعد عينيك سوف تدقُّ
القلوبُ…
وتعزف من كل هذا الضجيج صهيلَ
التمرُّد والأغنياتْ ؟!
 
فهل تعلمين بأنك كالبحرِ…
يزرعني في الحياةِ …
ولكنْ
بين المماتِ وبينَ
المماتْ…
القصيدة الفائزة بالمرتبة الثالثة في مسابقة الشعر الحر لعام 2007

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى