الأربعاء ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم مروان زهير البطوش

جـــســـد

رمانا تحت رجليهِ
وحاصرنا بكفيهِ
رشيقٌ في تسلُّطهِ
وجبارٌ بفخذيهِ
سقانا كأسَ قوتهِ
أرانا وجه نهديهِ
فبُسنا كفَّ حلْمتهِ
شكرنا رزَ زنديهِ
عظيمٌ دونَ تعظيمٍ
فلا تعظيم يكفيهِ
فلا رسمٌ يشابههُ
ولا جسدٌ يجاريهِ
توحّدَ في عذوبتهِ
تشعّبَ في نواحيهِ
تفرّد في أنوثتهِ
تفنّنَ في تفانيهِ
فلا أحدٌ يصادقهُ
ولا أحدٌ يعاديهِ
غريبٌ في تصرُّفهِ
عجيبٌ كل ما فيهِ
إذا ما رحتَ تشكرهُ
رماكَ بكعب نعليهِ
إذا ما رحتَ تشتمهُ
تضخّمَ وقعُ ثدييهِ
كسيرٌ مثلُ عصفورٍ
بلا أسبابَ تُبكيهِ
قويٌّ مثلُ شمشونٍ
إذا ما رحتَ تُرضيهِ
غبيٌّ في نباغتهِ
ذكيٌّ في تغابيهِ
عليٌّ في تواضُعهِ
وضيعٌ في تعاليهِ
أيا جسدا خرافيا
أضعنا عقلنا فيهِ
تعلَّمَ كيفَ يُقنعُنا
بأن نفنى ونحييهِ
تعلَّمَ كيفَ يُجبرُنا
بأنْ نرضى مآسيهِ
فنحمدُ نارهُ الحرّى
ونسجدُ بينَ فكّيهِ
يقطّعُنا إلى إرَبٍ
يُلملمُنا بكفّيهِ
فينثُرُنا بلا أسفٍ
ضحايا داخلَ التيهِ
أيا جسداً زجاجيا
عبدنا تحتَ إبطيهِ
من الأوثانِ أعظمِها
وربا دونَ تشبيهِ
أيا حُلُما بطوليا
نفدنا في تمنيهِ
ويا موتا جماعيا
أتانا دون تنبيهِ
ويا شُهْبا سماويا
فشلنا في تفاديهِ
ويا كرْها أطاحَ بنا
فصرنا من محبيهِ
تعبنا من تهالكنا
هلكنا تحتَ رجليهِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى