الجمعة ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠١٦

انا أكون.... أو... أنا أكون!

جمال سلسع
هل جئتَ تسألُ من أنا؟
من أيِّ بئرٍ قد شربتُ،
فصول ذاتي واكتفيتُ؟
أنا الذي غرسَ البدايةَ،
في الطريقِ،
كأوَّلِ العرقِ الذي....
نزفتْ بهِ روحي ندىً
والبئرُ يمشي في يدي
بحراً....
يبوحُ ولا يبوحُ،
على شفاهِ السنبلةْ!
وتعودُ تسألُ من أنا؟
وحكايتي الأؤلى تُذكِّرني
بأنَّ الأرضَ ذاتي
إسمُها....
عرقي الذي ينسابُ،
في رئةِ الزمانِ،
كيقظةِ التاريخِ،
يمشي بوصلةْ!
وتعودُ تسألُ من أنا؟
هل جئتَ تغتالُ الندى؟
فأنا أكونُ على جناحِ الوقتِ،
صحواً...
في الخلودِ يقينُهُ
وجوابُهُ في الأبجديَّةِ،
رتَّبَ المعنى
على طقسِ الحنينِ،
وأبعدَ النسيانَ عن لغتي
فكم من مرةٍ...
أحتاجُ في لغةِ الجواب،
من الحروفِ؟
وكمْ سؤالٍ قد تكسَّرَ،
ما انتهي فيهِ عذابُ الأسئلةْ؟
وتعودُ تسألُ من أنا؟
وأنا أكونُ كموجِ هذا البحرِ،
في علياءِ إدمانٍ مشى
ليعيدَ لي قمحي
وينهي خرافةً،
دخلتْ على التاريخِ،
تمحو مدائني
والوقتُ صبحٌ في يدي
وأنا على دميَّ المراقُ،
حنينَ خبزٍ....
ما انتهى فيهِ النداءُ،
يجولُ في بُهتانِ دائرةٍ
يدقُّ على غدي
كقُرُنفلةْ!
هل جئتِ تغتالُ الندى؟
وأنا أكونُ على رؤى الإحساسِ،
إدراكاً
تناغمَ في رؤى ذاتي
فحطَّ الطيرُ في اشجارِها
لغةَ الحضورِ رسالةً...
قد حلَّقتْ بجذورِ اسمي
وارتباطُ الأرضِ يجري
في حنايا الروحِ،
دوماً موئلهْ!
وأنا أرى ذاتي
على صوتِ الترابِ،
يجيبُ أسئلةً،
تُذكِّرني... بأني ها هنا
في السرِ في بوحي
أرى لوني...
فيعرفني السحابُ،
أهزُّهُ.....
فيزولُ منْ وجعِ الغيابِ،
رُتوشُ ليلٍ زائلةْ!
وجِرارُ جدِّي في يدي
نقشتْ تضاريسي...
أنا ما... ما أتيتُ منَ الفراغِ،
فكيفَ ما زالَ السؤالُ يجولُ،
يبحثُ عنْ رغيفي؟
في يديّْهِ ملامحي
وغيابُ أجوبةٍ
تكسَّرت الرؤى فيها،
شظايا مهزلةْ!
وتعودُ تسألُ في مداكَ،
عن الندى...؟
ما زالَ في محرابِهِ...
يستافُ من قلبي
يرتِّبُ في الحقيقةِ وردَها
طقساً على شمسي....
أنا ما كنتُ ظلاًّ عابراً
ذاتي ...!
يُلاحقُ فكرةً نامتْ
على وجعِ السرابِ،
أنا هنا....
وكأوَّلِ العرقِ الذي
نزفت بهِ روحي
ندىً...
وأنا هنا ...وأكونُ....!
كيفَ سأستريحُ على همومِ
المسألة؟
هلْ جئتَ تُدركُ ذاتِ روحِكَ؟
أم أتيتَ لتلقي ظلَّ الموتِ؟
كيفَ ... ؟
وما تساقطَ من شذى روحي
المكانُ،...
فكيفَ تأخذني إلى قبري
وترجعني إلى شكي
وتلقيني على دمعي؟
ولا ...لا زالَ يأخذني
إلى بيتي العتيقِ حضورُ تاريخي
فأقرأُ في رهافتهِ... أنا...
فأنا أرى ذاتي على ألقِ الزمانِ،
يدلُّ خطوةَ غيمةٍ...
تاهتْ بليلِ المرحلةْ!
ويطيرُ في دميَّ السؤالُ،
طلاسماً سرقتْ ملامحَ أنهري
وأنا القراءةُ في الفصولِ،
أتى الحمامُ على الهديلِ،
فكيفَ تنسى في المواعيدِ،
اشتياقَ الشمسِ...
لونَ حروفها،
ليظلَّ صوتي في الندى
يمشي ...
ولا ينسى...
مواعيدِ انكسارِ الجلجلةْ!
فمذاقُها...
مدَّ الحنينَ إلى حنينٍ
باحثٍ عني...
وفي عينيّْهِ أجوِبَةَ الصباحِ،
تلمُّ عن قلبي عتاباً...!
يربكُ المعنى....
ويفتحُ في الخيالِ حقيقةً
وكأنَّ هذا الوقت يستافُ المكانَ،
جداوِلاً.... في قمحِها...
تنهي ظِلالاً باطلةْ!
وتعودُ تسألُ منْ أنا؟
وعلى شفاهي استيقظتْ
فيَّ السنابلُ،
كالضحى مبتلَّةً
بوضوحِ أجوبةٍ
تلمّْلمُ ما تناثرَ من دموعٍ
فوق ضوءِ جدائلي
أيقونَةً...
تمشي على وجعي
وتبعدُ عن مكاني خرافةً
كالسيفِ يمشي حدَّهُ
وروائحُ التاريخِ فيهِ،
الفاصلةْ!
وأنا أكونُ على السحابِ
هديلَ طيرٍ هاطِلٍ
لمَّا جفافُ الأرضِ يدعوني
فأفرشُ في تجلِّي لهفتي
مجرى المياهِ،
يظلُّ في غيم السواقي
لا يسلِّمُني إلى زمنِ الفراغِ،
على يديَّ حجارةٌ،
لا تستريحُ...
قبيلَ أن أمشي
على أشواقِ ذاتي
زُلزلةْ!
أجئتَ تسألُ من أنا؟
أم جئتَ تغتالُ الندى؟
وأنا أكونُ مع الطيور،
أعيدُ لحنَ هديِلِها
لمَّا على لحنِ الغناءِ تكسَّرتْ
مثلَ الشظايا
وانتهت من روحِها
نايُ الورودِ،
أعيدُ أسئلةَ الشظايا
من دهاليز المسافةِ،
كيفَ أنتظرُ المتاهةَ؟
كيفَ تعطيني تضاريسي...َُضحىً؟
وأنا على غاباتِ أسئلتي
أُلملمُ من عيونِ الوقتِ،
دمعَ مدائنٍ لا... لا..تزالُ،
على المكانِ مؤَّجلةْ!
ومع البحارِ أكونُ موجاً باحِثاً
عن أساطيرِ اغترابي
كيفَ لا يدعو الحنينُ،
حنينَ ذاتي...؟
والبحارُ يقينُها سفنٌ
ترتاحُ بينَ يديَّ
شمساً
مقبلةْ!
يا ويّحي....
كيفَ تطولُ بي هذي الطريقُ،
على الرياحِ وحيدُ دربي
ماشياً في لهفِ عاطفتي
فكيفَ يليقُ بي
وجعُ انتظارٍ
دمعةً تشتاقُ دمعةَ حزنِها؟
وأنا على صحوِ المدائنِ،
أنتشي...
في نشوةِ التاريخِ،
لمَّا تعلَّقتْ....
عُنُقُ الظلامِ،
على حبالِ المقصلةْ
لا...لمْ يعُدْ يجري أمامي
غيرُ هذا الإحتمالِ،
على مسافاتِ الرؤى...
إمَّا أكون سحابَ ذاتي
ململماً عطشَ الذبولِ،
عن الحقولِ،
وإمَّا أن أجري بحاراً
تكتبُ الأيامَ ملحمةً...
وأجملُ هذهِ أو تلكَ،
عباءةٌ...
في الروحِ تمشي طقوسها
كالسحابِ....
وفي يديها
خلودُ ملحمةٍ...
نقشتْ....
على ألقِ الزمان حياتِها،
وعيونُها تتجلَّى فوقَ مشيئةِ الأيامِ،
درباً عاصفةْ
وتعودُ تسألُ من أنا؟
وأنا أكونُ على رضابِ بلاغتي
رئةَ المعاني...
كم تنفَّستُ الجمالَ ببحرها
وعلى شذا كلماتِها
لم يصحو من خمر القصائدِ،
ناقدٌ.....
ويُجيبُ أسئلةً تماهتْ
في خلودِ ورودِها
كندى السماء يذوبُ،
في وحيِ الحروفِ المرسلةْ
جمال سلسع

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى