الجمعة ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
روائية كويتية شابة صاحبة قلم واعد و مستقبل مشرق
بقلم حسن خاطر

"ميس العثمان" إسم حفرته صاحبته بماء من ذهب في عالم الرواية الكويتية

"ميس العثمان" أديبة كويتية شابة أبهرت الجميع بمجموعتها القصصية "عبث" التي صدرت عام 2000 ومجموعتها القصصية الثانية "أشياؤها الأخرى" التي صدرت عام 2003 ، وبعد أن تنبأ لها المهتمون بالأدب الكويتي والخليجي بمستقبل مشرق في عالم الرواية صدق حدسهم مؤخرا وصدر لها الرواية الأولى "غرفة السماء" التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر . و على الرغم من حداثة عهد الأديبة الكويتية ميس العثمان بالرواية إلا أنها أثبتت أنها صاحبة موهبة كبيرة و هذه الموهبة لم تولد بين يوم و ليلة و لكنها بدت تبدو واضحة و جلية منذ أن كانت طالبة في المرحلة الثانوية حيث كانت تكتب ما يسمى بـ "الخواطر" خصوصا و أنها نشأت و ترعرت في بيت يميل كل أفراده للأدب و حب القراءة والإطلاع .

و عن بدايتها تقول ميس العثمان "البداية كانت متمثلة في حبي للكلمة و كانت القراءة هي المحرك الأساسي لي خاصة و أنني قد نشأت في بيت عاشق للأدب و محب للقراءة و كانت أسرتي تمتلك في المنزل مكتبة شاملة ساعدتني كثيرا في القراءة و الإطلاع و بعد ذلك بدأت الكتابة التي كانت عبارة عن عبارة خربشة على سطح المرآة فبدأت بكتابة الخواطر تم الحكايات التي تشبه القصص القصيرة و كانت لا بأس بها قياسا بعمري الصغير وقتذاك . "
و بعد هذه الخطوة شرعت ميس العثمان في قراءة الكتب الأدبية للكتاب الكويتيين و تأثرت كثيرا بكتابات الأديبة الكويتية ليلى العثمان ، و لقد تأججت لديها موهبة الكتابة فور تخرجها من جامعة الكويت و بدأت في كتابة القصة القصيرة بصورتها الصحيحة و تركيباتها السليمة و نجحت في إكمال أركانها مما جعلها تنال إعجاب و تشجيع كل من حولها خاصة رابطة الأدباء بالكويت التي قامت بنشر بعضا من القصص القصيرة لها في مجلتها الأدبية الشهيرة " البيان " و كذلك قامت جريدة " الطليعة " الأسبوعية الكويتية بنشر قصصا أخرى لها نالت إعجاب الجميع . و هذا تقول الكاتبة " ميس العثمان " : " لقد وجدت التشجيع من الجميع وبخاصة رابطة الأدباء بالكويت و التي قامت بنشر قصصا لي في مجلتها الأدبية و عندئذ شعرت بالسعادة لأن نشر قصصا لي بمجلة " البيان " هي بمثابة شهادة ميلاد لي حيث أنها مجلة صادرة من جهة أدبية لها ثقلها ، كما و أن تشجيع أسرتي لي كانت سببا في تألقي هذا و لقد أصر والدي من باب التشجيع على أن يقوم بطباعة مجموعتي القصصية الأولى "عبث" على نفقته الخاصة و كان ذلك عام 2000 و هـذا كان بمثابة دعم منه أعتز به كثيرا" .

لقد جاءت المجموعة القصصية " عبث " لميس العثمان بها بعض السلبيات تداركتها الكاتبة في مجموعتها الثانية "أشياؤها الصغيرة" بسبب موهبتها التي تم ثقلها بعد إنضمامها لمنتهى المبدعين الجدد و تعرفها على الزملاء و الزميلات الجدد فهي مدينة لهم بالكثير .

* و ما الذي دعا ميس العثمان لخوض مجال الرواية بعد خوضها مجال القصة القصيرة ؟ سؤال يطرح نفسه في هذا المجال و لكن في كثير من تصريحاتها الصحفية علقت ميس العثمان على هذا الأمر و أفادت أن "غرفة السماء" بدأت معها كفكرة لقصة قصيرة و لكنها وجدت نفسها سوف تكون محصورة بين حدث و زمن محددين على الرغم من أنها وجدت نسيج القصة يصلح لتكون رواية و ليست مجرد قصة قصيرة و من هنا كان ميلاد رواية "غرفة السماء" التي دفعت بها إلى مصاف الروائيات الكويتيات المبدعات .

* و هل ميس العثمان راضية عما وصلت إليه و عما قدمت للآن ؟ .. في هذا تقول ميس العثمان : "أنا لست راضية تماما عما قدمت ، إلا أنني أشعر بأنني أسير في الطريق الصحيح و بشكل أفضل ، و لكي أصبح في مكانة أفضل أسترشد دائما بأراء الآخرين حول كتاباتي فألمس فيهم تشجيعا جميلا منهم و إذا و جدت من أحد نقدا أو ملاحظة ما أحاول تلافيها في المرات القادمة ، كما و أنني أحسست بحاجة إلى لغة الشعر في كتاباتي القادمة و لهذا فإنني إقتحمت عالم القراءة الشعرية مؤخرا كما و أنني من منطلق ثقل موهبتي أقوم حاليا بقراءة كل ما يكتبه الكتاب العرب و بخاصة التجارب المغاربية و السورية و العراقية و المصرية إلى جانب كتابات الكتاب الخليجيون " .

و لا يختلف إثنان على أن جيل الشباب من الكتاب في الكويت – وميس العثمان واحدة منهم – قد ساهموا مساهمة فعالة في تنشيط الحياة الأدبية في الكويت و إعادة الدماء في شرايينها و بخاصة في أنشطة رابطة الأدباء الكويتية حيث أنهم أدخلوا الأمسيات القصصية على أنشطة الرابطة بعد أن كانت مقصورة هذه الأنشطة مقتصرة على الشعر فقط ، و هذه الأمسيات القصصية التي قدمها جيل الشباب مؤخرا – وما زال بصدد تقديمها – لها من الجمهور و المعجبين نصيب الأسد كما تقول ميس العثمان و تؤكد على هذا حيث أنها تعلق قائلة " أمسياتنا القصصية التي نقيمها برابطة الأدباء الكويتية تكون دائما مكتظة بالحضور من الأدباء و المتابعين للحياة الأدبية الكويتية و نحن بهذه المناسبات قد أجرينا الدماء في شرايين الرابطة بعد أن خبت أضواؤها بعد أن كانت مقتصرة على أمسيات شعرية فقط تعقد في أوقات متفاوتة " .

و في النهاية تثمن الكاتبة الروائية الكويتية ميس العثمان دور الظروف المواتية لجيل الشباب من الأدباء والأديبات في الكويت حيث أنه لا تعترضهم مشاكل سواء في النشر أو غيره و لكنها تشكو من أن هناك أياد تريد أن تبعدهم من طريق الأدب حتى و لو كانوا مبدعون حتى تظل الأضواء مسلطة على كل من يريد إبعادهم ، و لكنها تؤكد على أن الشخص الذي يسلك هذا المسلك هو شخص خاوي و غير واثق من نفسه ، و هي على مستواها الشخصي تتمنى أن تري كل يوم كاتبا كويتيا متميزا أو كاتبة كويتية متميزة و لهذا فهي تدعو الكتاب الشبان في الكويت إلى تخطي الإحباطات التي قد تقابلهم من البعض من أجل الوثب إلى أعلى و الصعود إلى القمة .

الكاتبة الكويتية ميس خالد العثمان في سطور :

  خريجة قسم الإعلام و الإتصال – جامعة الكويت عام 2000 .
  تعمل محررة في جريدة " الفنون " التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب بدولة الكويت .
  عضو عامل في رابطة الأدباء بدولة الكويت .
  صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان " عبث " عام 2001 .
  صدر لها مجموعة قصصية بعنوان " أشياؤها الصغيرة " عام 2003 .
  صدر لها روايتها الأولى " غرفة السماء " عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر عام 2004 .
  إشتركت و تألقت في عدة أمسيات قصصية في مناسبات كويتية و خليجية مختلفة منها أبرزها مهرجان القرين الثقافي العاشر (2003 ) و الأمسية السردية القصصية في مملكة البحرين خريف ( 2003 ) ، و كانت آخر تلك الأمسيات أمسية إبداعية في جمعية الخريجين بالكويت في أواخر العام الماضي إحتفلت خلالها بآخر إصداراتها الروائية ، وقد شاركتها فيها الكاتبة الكويتية هبة بوخمسين للاحتفال بآخر إصداراتهما التي تزامن خروجها للنور معا حيث أصدرت هبة بوخمسين مجموعتها القصصية الجديدة "ذات سكرة" بينما اصدرت ميس العثمان روايتها الجديدة الرائعة ’عرائس الصوف’ .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى