الجمعة ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٥
بقلم أشرف بيدس

إيمان

الآن أعلن على الملأ انهزامى وانكسارى ويأسى وقلة حيلتى. واعترف بأن كل محاولات البقاء على الحلبة باءت بالفشل. وبأننى منافس ينقصه الكثير من المران والخبرة حتى يستعيد توازنه المفقود. وأشهد بأننى كنت أعيش وهما لم أفق منه إلا مع ضرباتك المتتالية التى أفقدتنى التمييز والرؤية وأحيانا كثيرة القدرة على التركيز.

الآن أرفع راية الاستسلام. معترفا بهزيمتى. فأستنشقى هواء الانتصار؛ وألفظى ما بداخل أحشاءك من ذكريات وأيام وحكايات. آن الأوان للرحيل بعد عناء الرحلة وآلامها.

جاءت النهاية سريعة. أسرع ما كنت اتوقع. فأطوى الصفحات المنسية وأطوينى مع الذكرى. ففى اللحظات الحاسمة الفاصلة يكون الصمت هو كلمة المرور السحرية التى تدعنا نذهب حيثما نشاء دون سفسطة، أو عبارات ترجى تحبو على أمل الاستحياء. إنها آخر حروف فى الكلمات الهاربة من سطور لا تنطق؛ بل ترى وتحس دون أن تنطلق من الشفاه.

فدعينى أتخلص من بقاياى وأرحل إلى قدر لم يسعفنى لحظات الرجوع. وربما يكون العدم هو آخر أمل فى احتواء أخير.

فى العمر تتساوى الأشياء. لكن هناك علامات فاصلة ما بين الحياة والموت. يكون للموت دائما الكلمات الأخيرة التى لا يكتب بعدها شئ.

ولأن العشق كان جريمتى الكبرى التى لم استطع اخفاءها أو التنصل منها. ولم تسعفنى قدراتى المتواضعة والتى كنت أحسبها هائلة من التكفير عنها أو التبرؤ منها. موصوم أنا بالعشق ومتلبس به. من يلتقط لنا آخر الصور فى فصول لم تكتب لها نهايات سعيدة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى