الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

التائهون.. والذئب

آية محمد عبد الرحمن إبراهيم

لا يعرف الذئب إلا اصطياد الشاردين
ربما لأن قطيعه
يُسيِّر أموره على خلاف الطبيعة
فالأقوى
يختبئ خلفًا
والصعاليك في الواجهة
يُخيل للرائي أن الأول رئيس
والثاني وزير
والثالث كبير حرس
وكلهم
ألعوبة
يدحرجها الأخير
غير المرئي
الذئب في مدينتنا
يحاصر الأحياء علنًا
الراسخين في الحلم
والصخب
يعرف من بعدٍ
أنهم العدو
وإن جنحوا للسلم
واعتصموا بالأفلام والنبيذ والموسيقى
يعرف أن استراقهم الحياة
تحت عينيه
هو الهزيمة
لا تؤلم الذئب إلا النغمة العالية
يجأر من الكلمات
وإن لم يفهمها..
الصوت في ذاته
يوجعه،
وإن التبس عليه المعنى
اختار الأقرب
ذريعةً للتنكيل
صعاليك الذئاب شأنٌ آخر
يخدعها السير في الأمام
تظن نفسها نِدًّا لنا
نحن من نسبق العالم
في سمتِ التائهين،
يظنون ثرثرة القابعين في الخلفِ
رأيًا عامًّا
يبارك دناءتهم
ويأذن لهم بالنهش
لا يرى صعاليك الذئاب الفارق
بين حاشية تتقدم
بلا قيمة
وبين مشاعل
تضيع بضياعها الطريق،
لا يخبر الذئب صعاليكه بحجمهم الحقيقي
يتركهم للصراع ويضحك
وعيناه ترصدان حقَّ الخطر
ونحن نكتب
ونعزف
ونعيش
ربما يتصيَّدني الذئب
لو فهم القصيدة
لكنني
أنتظر موجةً
تبدأ الخلق من أوله
لأن انتهاء الرعب
في اكتمال الحصار
والذئاب
لا تفهم أن الخوف والسأم
تُشعل الثورة.. أو تطفئها
ولا تجيد الاتزان
على الخيط الرفيع
بين الخطرين!
شكرًا للغباء!

آية محمد عبد الرحمن إبراهيم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى