الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

التعامل مع الفراشات

عادل غسان مرعي

أصعبُ شيءٍ في الحياةِ يا حبيبتي هوَ التعاملُ معكِ
لقد تعاملتُ معَ الكثيرِ منَ السّيّداتْ
لكنّها المرّةُ الأولى التي أتعاملُ فيها معَ الفراشاتْ
عليَّ أن أكونَ حذِراً في التّعاملِ معَكِ
عليَّ أن أكونَ حذِراً عندما أُمسِكُ يدَيكِ و أُداعبُ شعرَكِ و أُقبّلُ شفَتَيكِ
و عندما تغفينَ على كتفي، عليَّ أن أحمِلَكِ برقّةٍ رِفقاً بجَناحَيكِ
عليَّ أن أُراجعَ كلماتي قبلَ أن أقولَها
و أن أضبِطَ عصبيّتي و مزاجي
فأيُّ زلّةِ لسانٍ يُمكنُها أن تفجّرَ سيلاً منَ الدّموعِ
يحتاجُ إيقافُهُ إلى صلواتٍ و ابتهالاتِ
و يحتاجُ أيضاً إلى بحرٍ منَ الكلماتِ
لكنْ رويدَكِ يا فراشتي ..
فأنا لم أتعاملْ من قبلِ مع رقّةِ الفراشاتِ
لم أعرفْ من قبلِ فراشةً، تستطيعُ الرقصَ على أنغامِ الموسيقا
و تحترفُ رسمَ القُبُلاتِ
فراشةً يُمكنُها الجلوسُ معي و سماعُ قصَصي و مشاركتي أجملَ اللّحظاتِ
فراشةً يُمكنُها تحضيرُ الطّعامِ و ترتيبُ المائدةِ و مَلأُ أقداحي
فراشةً تجرؤُ على النّومِ في سريري
و لا تخشى أن تموتَ اختناقاً أو دهساً تحتَ أضلاعي
لن يطولَ الأمرُ بكِ يا فراشتي، حتّى ترفعي الرايةَ البيضاءْ
فأنا أعيشُ قسوةَ هذا العالمِ
و أشهدُ كلَّ يومٍ على سفكِ الدّماءْ
فعالمُنا الوحشيُّ يا حبيبتي
يُطاردُ الفراشاتِ في كلِّ مكانٍ، منَ الأرضِ و السّماءْ
يُصابُ بالهيستيريا إذا ما رأى فراشةً بيضاءْ
هوايتُهُ المفضّلة الرقصُ معَ الذّئابِ فوقَ أشلاءِ الظّباءْ
أرجوكِ يا حبيبتي ناضلي كي تَبقي فراشةً بيضاءْ
فأنا أبحثُ منذُ زمنٍ، عن سرِّ الوجودِ و سرِّ البقاء

عادل غسان مرعي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى