الخميس ٦ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم محمد محمد علي جنيدي

الزجل الساخر في دائرة الاتهام

نحن لا نكتب الشعر إلى الشعراء الذين يجيدون بحرفية بالغة استخدام مفردات اللغة الأم وقواعد النحو والصرف وخلافه فقط، ولكنني أرى أن على الشاعر الجاد أن يسهم في نقل وتصوير واقع شرائح المجتمع الذي يعيش فيه مشاركة فاعلة تتفهمها وتتقبلها وتتفاعل معها قطاعاتهم العريضة

وكلنا يعلم أن الزجل الساخر مختلف تماماً عن الشعر الحلمنتيشي وأن له رواده وكتابه وأساتذته كما أن جمهوره قطاع ضخم لا يستهان به، وأننا لو أهملنا أن نعبر عن هؤلاء بلغتهم التي لا يفهمون سواها فمن يحاكي قضاياهم ويسهم في نقل نبض واقعهم للآخرين.

لا يمكن أن ننكر أبداً أن تميز أدب نجيب محفوظ كله قد كان لأنه عبر عن واقع الشارع المصري بلغته وليس بلغة أخرى، كما أنه يستطيع أن يعبر عن ثقافة أهل الصفوة بلغتهم أيضاً.

إن رباعيات صلاح جاهين والزجل الساخر للراحل الكبير بيرم التونسي لا يمكن إغفاله لمجرد أنهم يعبرون عن قضايا كل قطاع كلاً بلغته وذوقه وثقافته وأسلوبه.

أرى في النهاية - إن مساهمة الشعراء الجادين في هذا اللون لم تكن إطلاقاً عن فضول كلام أو عن كثرة كتابة أو عن إفلاس موهبة – أبداً – ولكنني مازلت أحلم وأتمنى أن يبسط كل شاعر لديه المقدرة يده ويطرح فكره وينوع لغته ويعبر عن جميع الثقافات المحيطة به تعبيراً واقعياً ولا يتقوقع أو يتحيز أو ينحاز للغة وذوق ويسقط من حساباته أذواق ومدارك آخرين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى